حذر المراقبون الدوليون في كوسوفو من انهيار اتفاقات وقف النار ومن ان الاقليم مقبل على كارثة جديدة، فيما دعا الزعيم الالباني المعتدل ابراهيم روغوفا المجتمع الدولي الى التحرك ومنع الهجمات الصربية قبل ان تقضي على كل التقدم الذي تحقق باتجاه التسوية السلمية. وتصاعدت الاشتباكات بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان وعززت بلغراد حشودها العسكرية في مناطق واسعة من الاقليم. ومن جهة اخرى افادت مصادر حلف شمال الاطلسي ان جنوداً واسلحة من المانيا ودول اخرى اعضاء في الحلف في طريقها الى اليونان، ثم الى مقدونيا لاستخدامها في تدخل عسكري محتمل في كوسوفو. وهدد الامين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا اطراف الصراع في كوسوفو "من مغبة استغلال الفترة التي تسبق استئناف المفاوضات لتغيير الواقع في الاقليم". وواصلت بلغراد تحدي التهديدات الاميركية والاطلسية. وصرح نائب رئيس الحكومة الصربية فويسلاف شيشيلي امس ان بلاده "لن تقبل ابداً نشر قوات تابعة للحلف الاطلسي في كوسوفو". واضاف "اذا حاول الجنود المعتدون الدخول عنوة فان الصرب سيحولون الاقليم الى جحيم". ووصف رئيس بعثة المراقبين الدوليين في كوسوفو ويليام ووكر الوضع بأنه "يشير الى انهيار اتفاقات وقف النار". وقال امس في بريشتينا "ان الاقليم مقبل على كارثة جديدة اذا استمرت الامور في التدهور". واصدرت بعثة المراقبة بياناً امس السبت حملت فيه الجيش اليوغوسلافي مسؤولية المعارك التي اندلعت في منطقة بريزرين جنوب الاقليم "ووقع فيها عدد من الالبان بين قتيل وجريح". واوضح البيان ان القوات الصربية "تتعمد استفزاز مقاتلي جيش تحرير كوسوفو". وكانت الاشتباكات امتدت امس الى المناطق الجنوبية والشرقية المحاذية للحدود مع البانياومقدونيا. وشوهدت ارتال الدبابات والاسلحة الثقيلة تتحرك جنوب غربي العاصمة بريشتينا ما وفر الاعتقاد بأنها "تستعد لشن هجوم كبير على القرى الالبانية التي تشكل معاقل رئيسية لجيش تحرير كوسوفو". وأخذت القوات الصربية تعتمد على الميليشيات في احكام السيطرة على القرى والارياف الالبانية. وكانت حكومة بلغراد استحدثت نظاماً خاصاً لنشاط عناصر الميليشيات في كوسوفو بأن "يعملوا بصفة افراد شرطة موقتة مهمتهم ملاحقة العناصر الانفصالية الالبانية". ونقلت صحيفة "كوخاديتورا" الالبانية الصادرة امس في بريشتينا عن الزعيم السياسي المعتدل ابراهيم روغوفا ان "اقدام حكومة بلغراد على شن هجوم عسكري جديد على كوسوفو سيؤدي الى القضاء على كل التقدم الذي حصل في مفاوضات رامبوييه في فرنسا".