تعارضت وجهات النظر بين حلف شمال الاطلسي والزعيم المعتدل لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا في شأن استقلال الاقليم، في وقت بدأ روغوفا يتجه نحو تأييد الدعوة الاستقلالية التي يتبناها جيش تحرير كوسوفو كونها سائدة في الإقليم. جاء ذلك في وقت واصل المندوب الاميركي لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك جولته المكوكية بين بلغراد وبريشتينا بحثاً عن حل لمشكلة كوسوفو. ويتوقع ان يجري هولبروك اليوم جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش استكمالاً للاجتماع الذي عقده معه أول من أمس. واجتمع هولبروك امس في كوسوفو مع الوفد الألباني الممثل للاقليم برئاسة فهمي اغاني وقام بجولة استطلاعية للمنطقة المحيطة بمدينة بريشتينا، عاصمة كوسوفو. وكان المسؤول الاميركي حض ابراهيم روغوفا الذي اجتمع معه أول من أمس في سكوبيا على ممارسة ضغوط فاعلة على جيش تحرير كوسوفو لوقف عملياته المسلحة. وشدد هولبروك على ان واشنطن "تعتبر اقليم كوسوفو جزءاً من الاتحاد اليوغوسلافي". وأعلن هولبروك امس انه اتفق مع ميلوشيفيتش على "قيام دول مجموعة الاتصال بتشكيل فريق من المراقبين ستوكل اليهم مهمة تأمين وجود دولي في كوسوفو". وفي بروكسيل، أعلن مسؤول في حلف شمال الاطلسي ان الأمين العام للحلف خافيير سولانا طلب خلال اجتماعه امس مع روغوفا ان يستأنف الالبان المفاوضات مع حكومة بلغراد فوراً "على اساس ان تكون مسألة الاستقلال خارج اطار هذه المحادثات". وأبلغ سولانا الزعيم الالباني ان "المجتمع الدولي لا يؤيد استقلال كوسوفو". لكن روغوفا أكد في تصريح للصحافيين انه أبلغ مسؤولي حلف الاطلسي بأن الاقليم "كان وحدة اتحادية في يوغوسلافيا اسوة بالجمهوريات التي استقلت ومن حقه ان يحصل على الاستقلال بعدما أيدت غالبية سكانه هذا الخيار في استفتاء شعبي عام". ويذكر ان نفوذ روغوفا تراجع كثيراً بين البان الاقليم لمصلحة جيش تحرير كوسوفو الذي يصر على قطع كل ارتباط مع حكومة بلغراد. وعلى رغم الجهود الديبلوماسية الاميركية والروسية، اشتدت المعارك في كوسوفو. وتحدثت المصادر الالبانية عن تعزيز المقاتلين الألبان وجودهم في قرية بيلاتشيفاتس التي تبعد حوالى 15 كيلومتراً الى الغرب من بريشتينا والقريبة من مطار العاصمة. وأضافت هذه المصادر ان المقاتلين الألبان الذين كانوا طردوا القوات الصربية من هذه القرية أول من أمس استطاعوا امس السيطرة على منجم الفحم الواقع في ضواحيها. واعترفت الجهات العسكرية الصربية بهذا الانتصار الألباني ومنعت القوات الصربية المنتشرة حول بريشتينا الصحافيين من التوجه الى قرية بيلاتشيفاتس بحجة ان المنطقة ليست أمنة. وأشارت المصادر الألبانية ايضاً الى ان مقاتلي جيش تحرير كوسوفو "استطاعوا إزاحة القوات الصربية من طريق جبلي يؤدي الى البانيا". وأجرى الجيش اليوغوسلافي أمس، ولليوم الثاني على التوالي، مناورات عسكرية واسعة في مناطق جمهورية الجبل الأسود على بعد 30 كيلومتراً من الحدود مع البانيا