بلغت الضربات الجوية التي وجهها حلف شمال الاطلسي ذروتها امس الاثنين، في اليوم الخامس من القصف الذي شمل قسماً كبيراً من مبان ومواقع للجيش والشرطة ومحطات ارسال في اقليم كوسوفو. وتركز القصف الاطلسي في مناطق عاصمة كوسوفو بريشتينا ومدن بريزرين وميتروفيتسا وديتشاني والمناطق القريبة من الحدود مع البانياومقدونيا. وأعلن وزير الخارجية اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش ان القصف الاطلسي "ادى الى مقتل العشرات من المدنيين واصابة المئات بجروح". وأضاف في تصريح نقله تلفزيون بلغراد امس ان القوات المسلحة اليوغوسلافية ستواصل هجماتها على جيش تحرير كوسوفو "للقضاء على العمليات الانفصالية الارهابية في الاقليم". وتزامن ذلك مع قيام القوات الصربية بفرض حصار كامل على بريشتينا وبحيث اصبحت مغلقة تماما ولا يمكن لأي شخص الدخول اليها او الخروج منها الا بموافقة اجهزة امنية صربية خاصة. وذكر نازحون البان وصلوا امس الى المناطق المقدونية المحاذية لاقليم كوسوفو "ان عناصر الشرطة والميليشيات انتشرت في المدينة بمجموعات. وهاجمت البيوت وهي تطلق النار في كل الاتجاهات ودخلتها ونهبت وأحرقت وقتلت سكانها او خطفتهم". وأبلغ حسن شوكو وهو من سكان ضواحي بريشتينا "الحياة" ان منزل الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا نهب وأحرق وروجت السلطات الصربية انه هرب ودعت الى القبض عليه "لكن الاعتقاد السائد انها اعتقلته وأرادت من هذه الاشاعة تفادي احتجاجات دولية". وأضاف ان نائب رئيس الحركة الوطنية الألبانية فهمي اغاني "قد قتل اثناء الهجوم على داره وأرغمت عائلته على مغادرة بريشتينا". وأشار شكوك إلى ان مصير فيتون سوروي ليس معلوماً "وعلى الارجح انه قتل او خطف في حين ان مكاتب صحيفته كوخا ديتورا احرقت". وأوضح المواطن الألباني حسن شوكو ان "الآلاف من عناصر ميليشيات اركان وشيشيلي يجوبون انحاء الاقليم وينهبون البيوت ويقتلون او يطردون اصحابها". وذكر شوكو ان القوات الصربية تمكنت من اقتحام غالبية مقرات جيش تحرير كوسوفو في منطقة درينيتسا، في وسط كوسوفو". وأكد انه شاهد طائرات هليوكبتر عسكرية تطلق الصواريخ على القرى الواقعة الى الجنوب من بريشتينا في حين ان الدبابات والمصفحات كانت تزحف نحوها. وقدر اوران بريكازي وهو مهندس من بلدية بيبليان عدد النازحين بما لا يقل عن مئة ألف الباني و"هم يهومون على وجوههم في الغابات والجبال باتجاه الجبل الاسود وألبانيا ومقدونيا". وطلبت الحكومتان الالبانية والمقدونية بتقديم مساعدات عاجلة للنازحين بسبب ضعف امكانات الدولتين في مجالات الاغاثة الطارئة. وشاهدت "الحياة" ما لا يقل عن الف شخص عبروا حدود كوسوفو الى مقدونيا خلال ساعتين امس وكانوا في حال مأسوية. وتولى حوالى 40 الباني من مقدونيا تقديم المساعدات العاجلة لهم ونقلهم اما الى بيوت اقربائهم ومعارفهم او تجميعهم في المدارس والقاعات العامة في المدن والقرى الالبانية بصورة موقتة ريثما تقوم منظمات اغاثة وانسانية دولية بتسلمهم.