تعهد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش والزعيم المعتدل لالبان كوسوفو ابراهيم روغوفا خطياً، ان يعملا من اجل السلام، حسبما افاد بيان حمل توقيعهما عرض التلفزيون الرسمي الصربي صورا له. و اعلن التلفزيون ان الرئيس اليوغوسلافي والزعيم الالباني لاحظا في لقائهما الاول منذ 15 أيار مايو 1998، وجود "توافق بينهما ازاء خيارهما المشترك لمصلحة العملية السياسية" واعتبرا ان "المشاكل لا تحل الا بالطرق السياسية". وعمت الفرحة يوغوسلافيا إثر عرض التلفزيون ثلاثة جنود أميركيين من قوات حلف شمال الأطلسي وقعوا في اسر وحدة حراسة حدودية، فيما كان نهار أمس الخميس كسابقه هادئاً من دون ضربات جوية. وأكد مصدر في وزارة الاعلام اليوغوسلافية ان ظهور الزعيم السياسي الالباني ابراهيم روغوفا أمام الصحافيين في بريشتينا أول من أمس الاربعاء، كان من أجل اظهار "بهتان المعلومات الغربية حول الوضع في كوسوفو". وعلق المصدر نفسه على استقبال الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش للزعيم الالباني المعتدل ابراهيم روغوفا أمس، ان ذلك يدل على ضآلة المعلومات الأميركية والأطلسية واخطائها في قراءة الوضع في كوسوفو. وخلص الى ان "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية فاشلة في مؤامراتها". وأكد المصدر نفسه انه سيتم عرض زعيم الباني أو أكثر بين يوم وآخر، لاطلاع العالم على حقيقة الأمور و"سيكون القادم مسؤولاً مقرباً من روغوفا قيل انه قتل، اضافة الى عدد من قادة جيش التحرير الذين أظهروا ندمهم لما ارتكبوه من جرائم بتعاونهم مع الأجانب لضرب بلدهم يوغوسلافيا واقليمهم كوسوفو". وأشار المسؤول الاعلامي الى أن حكومة بلغراد تقبل عرض روغوفا الذي "دعا حلف شمال الأطلسي الى وقف هجماته على يوغوسلافيا وطالب حكومة بلغراد في المقابل بالتعاون من أجل حل مشكلة كوسوفو". ولم يستبعد المصدر حصول مفاوضات قريبة مع زعماء البان كوسوفو السياسيين في بلغراد وبريشتينا من دون مشاركة الأجانب "لأنها قضية يوغوسلافية وصربية وسكان كوسوفو الذين سيتمتعون بحكم ذاتي إداري وثقافي". وحول عودة النازحين، أوضح ان "الموجودين في الداخل يمكنهم العودة الى ديارهم متى شاؤوا، شرط ان يقطعوا كل صلاتهم مع الارهابيين. أما بالنسبة الى الذين آثروا المغادرة الى الخارج فإن قضيتهم ستبحث مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة". وأشاد المصدر بالموقف الروسي من الأحداث الحالية في البلقان وأكد على أهمية وصول وفد برلماني روسي الى بلغراد اليوم واستعداد السفن الحربية الروسية للتحرك نحو البحر الادرياتيكي، "ما يدل على أن روسيا معنية بشكل مباشر بالعدوان على يوغوسلافيا الذي يهدف الى إعادة رسم خريطة البلقان بما يتلاءم والأطماع الأميركية بالهيمنة على المنطقة". من جهة أخرى، أقيمت حفلات موسيقية في مختلف أنحاء بلغراد أمس، اضافة الى المهرجان الغنائي اليومي في ساحة الجمهورية ريبوليكا في وسط بلغراد. كما عرض تلفزيون بلغراد مشاهد من حفلات وتجمعات للفرح أقيمت في الجبل الأسود ومقدونيا. واكتسبت هذه الحفلات بعداً خاصاً لأنها تزامنت مع الاعلان عن اعتقال ثلاثة جنود أميركيين "عبروا الحدود الصربية من مقدونيا" واسماؤهم: جيمس ستون واندرو راميريز وستيفان كونزاليس. وأفاد تلفزيون بلغراد انهم "ينتمون الى وحدة استطلاع خاصة وكانوا يقومون بأعمال تجسسية في داخل أراضي صربيا تهيئة لهجوم تشنه طائرات حلف الأطلسي على الوحدات العسكرية اليوغوسلافية القريبة من المنطقة الحدودية". وتوفرت معلومات في بلغراد ان هؤلاء الجنود كانوا مراقبين من قبل السكان المحليين في شمال مقدونيا، الذين أبلغوا حراس الحدود انهم عبروا الى الأراضي اليوغوسلافية فتم القبض عليهم. وأكد مصدر عسكري صربي ان هؤلاء الجنود هم "أسرى حرب وسيتم التعامل معهم ضمن هذا الاطار لأن يوغوسلافيا هي في حال حرب مع الولاياتالمتحدة ويمكن للصليب الأحمر الدولي تفقدهم متى شاء". على صعيد آخر أكد المصدر العسكري اليوغوسلافي ان وسط بلغراد لم يقصف من قبل الطائرات الأطلسية حتى الآن ولم تسقط أي قذيفة بالقرب من دار الرئيس ميلوشيفيتش أو مبنى الرئاسة. وأضاف ان أقرب مكان تم قصفه، يبعد عشرة كيلومترات عن وسط المدينة وهو مطار بلغراد المدني "سورجين". اما المناطق الجنوبية التي طاولها القصف فهي بنوفو بردو وافالا. وفي الشمال قصفت بانتشيفو وفي الشمال الغربي، باتانيتسا. وأشار الى أن الجسر الذي أعلن عن قصفه ليل أول من أمس، يقع على نهر الدانوب في مقاطعة فويفودينا شمال صربيا، وهو جسر قديم عمره أكثر من مئة عام وتوقف السير عليه بعد القصف. وأضاف ان لا أهمية استراتيجية للجسر، لوجود آخر حديث في المنطقة.