غداً في واشنطن تجري مراسم "الاحتفال"؟ بالذكرى الخمسينية لقيام منظمة الحلف الاطلسي الناتو وستكون مناسبة تحاول فيها الناتو ان تحدد الدور الجديد الذي يمكن للحلف القيام به في غضون العقود الأولى للقرن الواحد والعشرين. لكن أي محاولة جادة لوضع رؤيا جديدة واضحة لأدوار "مقبولة" للناتو لدى المجموعات الدولية وحتى لبعض او لمعظم اعضاء الحلف نفسه سيصطدم بالحالة التي هو فيها في الساحة اليوغوسلافية. والتي من شأنها ان تنزع عن اجتماع القمة صفة "الاحتفال" حتى ولو افتعلت ادارة كلينتون احتفالاً ما! ما هي الحالة التي يوجد فيها حلف الاطلسي في يوغوسلافيا؟ الاجابة عن هذا السؤال تنطوي على عناصر عدة، منها ما يبحث على الصعيد العالمي ومنها ما يجب ان يبحث ويعالج على الصعيد العربي. اقول على الصعيد العربي نظراً إلى أن الكثير مما يحدث في صربيا وكوسوفو يمتّ بصلات مماثلة ان لم تكن متطابقة مع اوجه كثيرة من تجاربنا في المعاناة والمآسي. إلا أني سأحاول التوجه إلى هذا التشابه في الجزء الثاني من هذه الحالة. الحالة التي نحن في صددها هي حالة التقاطع المخيفة والمعيبة بين سلوك الحكم الصربي المتمثل بقيادة ميلوشيفيتش العنصري، الذي تقصد التطهير العرقي لألبان كوسوفو بما لا يمكن قبوله او استمراره او الرضوخ لإمعان حكومته في عمليات التقتيل والتدمير والاقتلاع والتشريد الجماعي من جهة، وبين استيلاء منظمة حلف الاطلسي على قرارات دولية مطلوبة والتصرف وكأن هذا التحالف هو وحده المسؤول عن "النظام العالمي" والقادر على أخذ القانون الدولي على عاتقه ضارباً بعرض الحائط كل مؤسسات الشرعية الدولية، من جهة أخرى. هذا التقاطع مخيف ومعيب لأنه يجعل من الحلف الاطلسي مصدراً لشرعية مبتورة ومطعون بها من معظم دول العالم ناهيك عن ان أي تساهل من جانب المجموعة الدولية من شأنه ان يترجمه الحلف الاطلسي سابقة يستطيع أن يكررها متى يشاء وكما يشاء من دون العودة الى أية مرجعية مؤهلة لمنح الحلف حق التصرف. كما ان التقاطع المخيف والمعيب ادى الى تواصل ضربات الناتو وتكثيفها على صربيا حتى بدا واضحاً ان الهدف منها - كما ادعته دول الحلف الاطلسي - لم يتحقق، بل جاءت النتائج تشير إلى تحقيق نقيضه. بمعنى آخر ان حماية حقوق ألبان كوسوفو ومصالحهم وحياتهم، التي دفعت الحلف الأطلسي إلى المبادرة في اجراءاته العسكرية وتكثيف ضرباته على المنشآت الصربية في بلغراد وغيرها، جاءت بنتائج عكسية تماماً. إذ أن ما يقوم به الناتو رخّص لميلوشيفيتش تصعيد حملة الاقتلاع والتشريد لألبان كوسوفو ودفع ما تبقى منهم الى اللجوء الى الدول المجاورة، وما استتبع ذلك من تفاقم للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية وبالتالي السياسية في كل المنطقة الشديدة الحساسية للممارسات العرقية اللاانسانية. نشير الى هذه الوقائع المعروفة لأن الادانة المطلوبة وجعل السياسة الصربية مكلفة لنظامها هي من المهمات الرئيسية للأمم المتحدة ومختلف آلياتها واجهزتها. هذا يعني ان حلف الاطلسي الناتو غير قادر مطلقا على أن يستشرف النتائج التي تفرزها على عملياته المحض عسكرية على الارض، فكون الحلف الاطلسي لم يتوقع ما حصل لألبان كوسوفو عائد الى ان تركيبة الحلف جعلت منه اطاراً لآلية عسكرية رادعة أثناء الحرب الباردة لا اداة تنفيذية لما يفرضه القانون الدولي من اجراءات عقابية مطلوبة. هذا يعني أيضاً أن سلب الاممالمتحدة كونها مصدر الشرعية الدولية وبالتالي استئثار الحلف الاطلسي بتحديد قانونية التدخل العسكري في هذا الشأن يؤدي - وان لم يكن يقصد - إلى عسكرة قرارات واجراءات كان يجب أن تصدر عن القيادات السياسية وعن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذاته. هذا طبعاً لم يحصل ويبدو أنه مرحليا لن يحصل، أما القمة غداً فستحاول القيام بالتغطية السياسية ازاء هذه المعضلة الشائكة. أين نحن العرب من هذا التحدي المزدوج؟ هل نحن مع الحلف الاطلسي في ضربه صربيا هل نحن مع ألبان كوسوفو في معاناتهم ونضالهم وحقهم في تأكيد هويتهم القومية من خلال ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم؟ ثم لماذا تمكن الاعلام الغربي ان يربط ما يقوم به الناتو من شراسة في غاراته وفي جعل صربيا حقل تجارب لأسلحته المتطورة مع حقوق شعب كوسوفو في تقرير مصيره؟ لماذا نشعر نحن العرب بتجاوب فوري وتعاطف أصيل مع أهالي كوسوفو ونشعر في الوقت نفسه بامتعاض متزايد الشدة مما تقوم به الناتو من غارات مكثفة على مدن صربيا ومؤسساتها رغم قناعتنا بضرورة معاقبة نظام ميلوشيفيتش العنصري؟ لماذا لم تقم أي هيئة او مؤسسة عربية في مبادرة لايجاد اجوبة لهذه الاسئلة التي تزداد تعقيداً كلما طال أمد هذه الحالة. لماذا لا نصوغ سياسات ومواقف تربط بين اصالة مشاعرنا وشرعية مصالحنا حتى يجيء الموقف ملبياً لتفاعل تأييدنا الكامل لشعب كوسوفو ومعارضتنا لاستثناء الناتو بفرض ما كان يجب أن يكون من عقوبات تفرضه الشرعية الدولية. أما إذا استمر الالتباس في الموقف العربي العام تجاه هذه القضية التي تمس الآن عواطفنا ومشاعرنا وتستجلب تعبئة شاملة لتأييد شعب كوسوفو، وفي التساهل مع احقية الناتو في أخذ الشرعية الدولية بيده ليعسكر السياسات الدولية ويجعل من تفوقه العسكري وما يستتبعه من انبهار بعملياته ذريعة لاملاء شروطه وللتعالي والتعاطي مع العالم بمفردات الغطرسة، فإن ذلك يعيد إلى الاذهان هيمنة العقلية التي كانت سائدة في العصور الامبراطورية والاستعمارية. ثم ان الموقف العربي، إذا جاء حصيلة توافق، يجب ان يأخذ في الاعتبار العوامل الثابتة والمستجدة التي يتشكل منها موقف سياسي متكامل يدمج التزامنا بالحق مع مشروعية مصالحنا القومية. كما ان التوافق العربي في هذا الشأن وفي غيره من النزاعات الساخنة القائمة والمحتملة، إذا حصل، يكون حصيلة أجوبة واضحة عن بعض الاسئلة التي يطرحها الغير علينا إما من موقع التربص أو نتيجة حملة تحريض أو من موقع الالتزام بغية تصليب قناعاتنا ومواقفنا وجعلنا أكثر تأثيراً وفعالية. هذه الاسئلة لا يجوز ان تبقى بدون اجابة، كما ان لدينا من ارصدة تاريخية وتراث معاصر، يمكننا المساهمة في تقديم خطط واقتراحات بناءة من خلال اطر الشرعية الدولية المتمثلة بمنظمة الاممالمتحدة. إن المواقف التصحيحية المطلوبة في هذه المرحلة تستوجب منا ان نستحضر ما تمكنا في الماضي من انجازه. لقد أيّد العرب نضال القبارصة في سبيل استقلالهم برغم ان تركيا ارادت افتعال تضامن عربي معها ضد حقوق واضحة. كذلك كان هناك في الوطن العربي حوار ووجهات نظر متباينة لما يجب ان يكون موقف العرب من النزاع الهندي - الباكستاني حول قضية كشمير. وشارك العرب فعلياً في انهاء النزاع الهندي - الصيني، بمعنى ان الانتماء الديني الواحد لا يكون مع الأخ ظالماً أو مظلوماً. فالإسلام لا يتساهل ولا يتسامح مع أي ظالم. لذا فإن الموقف العربي القومي والموقف الاسلامي العام يجب أن يكونا متطابقين حيال ما يتعلق بإدانة ومعاقبة نظام ميلوشيفيتش ومساعدة ألبان كوسوفو عملياً ومادياً في تلبية حاجاتهم الملحة والسعي الدؤوب لاخراجهم من مأساتهم الحالية، لكن علينا أيضاً أن نؤسس تأييدنا على مواقف مبدئية جذورها مترسخة في ذاكرتنا بمقدار ما هي ملبية لمشاعرنا ومصالحنا بمعنى أن أي توجه في التغاضي عن دور الناتو من شأنه ان يشكل السابقة التي تكرس مقولة ممقوتة "الحق للقوة". إذذاك لا ينتفي الحق فحسب، بل يلتغي الحق بالمطالبة بالحق، لذا علينا ان نكون أكثر حرصاً على دقة التعبير عن مواقفنا فلا نكتفي بالتعاطف أو اعلان الادانة بل نعمل على تحمل المسؤولية الشجاعة في ابداء الرأي وفي تعبئة وبلورة المفاهيم التي تخرجنا من الاختيار بين شراسة التطهير العرقي الذي يمارسه نظام ميلوشيفيتش وشراسة استئثار الناتو بتحديد متى يجري تفعيل الأممالمتحدة، كما حصل للعقوبات على شعب العراق من جانب بريطانيا والولايات المتحدة، ومتى يتم تهميشها أو إلغاء دورها كما يحصل الآن في قضية كوسوفو. فبدون استقامة الموقف العربي سنبقى مطالبين بالاجابة عن أسئلة مثل هل ينطبق التأييد العربي لحق تقرير مصير كوسوفو على حق الاكراد وسكان جنوب السودان في تقرير مصيرهم؟ كيف تتكون اجابتنا عن هذا السؤال المنطقي كما يطرحه الذين يتوخون احراجنا بغية بلبلة حضورنا الفكري والحضاري في المنطقة وعلى الصعيد الدولي؟ هذه هي عناصر الاجابة التي نرتأيها كقاعدة لجواب. أولاً - ان حركة القومية العربية ليست عرقية ولا مذهبية دينية. صحيح ان العرق العربي قد يكون هو السائد لكنه ليس ويجب ألا يكون الطاغي. كذلك ان الأكثرية العددية للعرب تنتمي للإسلام، لكنها لم تميز في تاريخ نمو الوعي الحضاري بالعروبة بين مسلم ومسيحي أو بين عربي وعربي كردي الخ... كانت ولا تزال الثقافة العربية هي العامل الصاهر الذي أوجد المناعة لدى الشعب العربي في معظم شرائحه ان لم يكن في كلها. فالندمية العربية توفر شرعية للتنوع كما ان العمل بما تمليه من قيم يحرم على الذين يمارسون التمييز والتفرقة والتقسيم شرعية حكمهم ومشروعية سلطاتهم. نشير إلى الواقع القومي العام مدركين ان هناك تفاوتاً في ردود الفعل. بين الدول العربية في ما يتعلق بالأزمة المتفاقمة في البلقان. الا ان المنظور القومي الشامل يستطيع استنباط التوافق - من خلال تنسيق ملزم بين الدول العربية - كي يوظف هذا التوافق في خدمة أهالي كوسوفو وحقهم في العودة والتعويض وممارسة حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير. وإذا كان لا بد من الالتزام بسيادة يوغوسلافيا فوق كل أراضيها فهذا يجب ان يترافق مع اصرار على حق ألبان كوسوفو بأوسع ما يمكن من الحكم الذاتي بما يضمن حقوقهم كشعب في تأكيد هويتهم وثقافتهم وحقوقهم كأفراد متساوين يمارسون حرياتهم الفردية. تضاف الى ذلك بالطبع ضرورة القيام بحملة لاعادة بناء المجتمع باشراف دولي. اعتقد ان مثل هذه الاقتراحات، إذا أدت إلى استقلال كوسوفو وإلى حكم ذاتي ضامن للهوية وممارسة الحرية الفردية والمساواة هي التي تجعل الموقف العربي قادراً على أن يجعل للتنوع داخل الأمة والأوطان المنتسبة اليها دعماً سياسياً وعملياً لوحدة الأوطان التي تواجه حالة من التعددية وبالتالي تسرع في وحدة الأمة عندما تتخذ مواقف وسياسات تتعلق بقضايا المصير عربياً أم دولياً.
أما في ما يتعلق بموقف مطلوب عربياً تجاه حلف الاطلسي فيجب أن لا يكون هناك أي ابهام في ما نقوله ونفعله. فكل ما نراه في يوغوسلافيا وفي منطقة كوسوفو من تشريد للشعب إلى الدول المجاورة يعيد الى الذاكرة الجماعية أوضاعاً ومعاني مماثلة لا بد من جعلها جزءاً من خطابنا المساهم في انهاء الظلم على ألبان كوسوفو واصرار الناتو على "الانتصار" برغم ان انتصارها قد يدخل الى العلاقات الدولية هرمية جديدة تزيد من ضعف الدول والمجتمعات النامية وتمكن حلف الاطلسي من أن يلغي عملياً، وان لم يكن شرعياً، استقلالات الدول اضافة الى تهميش الأممالمتحدة ومهماتها. كثيرون من شهدوا ما ينطوي عليه اللجوء القسري من عذاب ومآسٍ، كما حصل للشعب الفلسطيني بعد قيام اسرائيل، خصوصاً بعد عمليات دير ياسين. ما يحصل الآن في كوسوفو يتشابه مع أوجه كثيرة من مآسي اللاجئين الفلسطينيين الذين منحتهم الأممالمتحدة حق العودة أو التعويض بعدما تأسست اسرائيل على مشروعها الذي انطوى على "حق" الاغتصاب وتدمير القرى وتشريد المواطنين. وإذ نشاهد تلاحق الضربات المتزايدة التي يقوم بها الحلف الاطلسي على المدن اليوغوسلافية فإن الذاكرة تعود بنا الى ما لا تزال تقوم به بريطانيا والولايات المتحدة ضد العراق، مما يؤول الى مزيد من الافقار والتيئيس لشعبي العراق ويوغوسلافيا. وهذا يدفعنا لأن نتمتع بمصداقية إذا وفرنا للساعين إلى حل لهذه المعضلة المأسوية، على أساس اننا اختبرنا مثل هاتين الأزمتين وبالتالي فإن التوافق على موقف في هذا الشأن سيسهم في عملية ايجاد صيغ تمكن ألبان كوسوفو من استرجاع حقوقهم وانهاء محنتهم، كما تمكن شعب صربيا من التخلص من حكم تميز شكل ممارساته اللاانسانية في البوسنة وكوسوفو.
قبل أيام شاهدنا على شاشات التلفزة رئيس فرقة الاسعاف الاماراتية يقول بعد توزيع المساعدات على لاجئي كوسوفو بأن هذه المساعدة لا تميز بين مسلم ومسيحي بل تهدف الى تقليص معاناة اللاجئين. كانت هذه الاجابة العفوية لهذا الضابط المكلف مهمة نقل وتوزيع المعونات دليلاً على صدق وأصالة ما يمليه الالتزام الشعبي بالهوية العربية. أعتقد في هذا الصدد انه قد يكون من الافضل ان يتكون صندوق عربي في اطار واحد يمكّن الدول العربية من أن تجعل مساهمتها موحدة. فهذا يجعل ما تقوم به في هذا الشأن ممهداً لانسنة مواقفها وسياساتها وبالتالي تصبح أكثر نجاعة في تفعيل ما تطالب به او يجب ان تطالب به من موقع يوفر حقوق ألبان كوسوفو كما يوفر للأمم المتحدة استعادة دورها في ضمان السلام والأمن العالميين.
... غداً في واشنطن يجتمع رؤساء دول تحالف الاطلسي بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسه. هذه مناسبة كي نعيد الى أذهان العالم ما قد يترتب من نتائج وخيمة على الشرعية الدولية. لقد شاهدنا في الأسابيع الماضية التفاوت بين القوة العسكرية الضاربة والعجز الفكري والسياسي لدى الناتو. وكيف ان كسب الحرب من الجو أدى الى خسارة الحرب على الارض. هذه المفارقة اضافة الى كونها عمقت الهوة بين الغاية والوسيلة رخصت لميلوشيفيتش تزوير معنى الوحدة الصربية وتصعيد حملة التطهير العرقي في كوسوفو. إن إحدى ضحايا هذه الحرب الهوجاء - إضافة إلى ضحايا ألبان كوسفو والضحايا المدنية في صربيا - هي الحياد الذي يجب تتمتع به آليات ومؤسسات الأممالمتحدة الانسانية. وهذا ناتج من كون الناتو هي التي تخطط لما يمكن للمؤسسات الانسانية ان تقوم في المواقع التي تختارها بدلا من أن تؤمن لهذه المؤسسات - خصوصاً لمندوبية اللاجئين - حرية التحرك. ونجد ان قمة الحلف الاطلسي التي تنعقد غداً ستباشر بأخذ المزيد من الصلاحيات في اجراءات تطبيق رغبات الدول المنتمية اليها واستعمال السيطرة العسكرية اداة لممارسة الهيمنة على مصائر وأولويات الدول والمجتمعات العالمية. من هذا المنظور على الدول العربية ان تسرع في تحركها وان تعمل على تعبئة الدول النامية لارجاع مرجعية الاممالمتحدة. في هذا الاثناء على روسيا - المستضعفة - ان توفر في الوقت الراهن جسراً للتباحث ووقف عمليات ميلوشيفيتش في كوسوفو وعمليات الناتو في صربيا. قد تكون هذه نقطة انطلاق كي ندفع دول الحلف الاطلسي نحو إدراك ان محاولتها ايجاد دور جديد للناتو لا يكون على حساب تهميش ثلاثة ارباع العالم من جهة ولا من خلال اذلال المستضعفين وتيئيس طموحاتهم المشروعة. إن جدول أعمال الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الحلف الأطلسي يجب ان يبحث في كيف نعيد الى الأممالمتحدة دورها وكيف نفعّل آلياتها في صنع السلام وبناء السلام. قد لا يكون هذا ممكناً في الأوضاع الراهنة لكن يجب أن يبقى رؤيا عربية وسياسة عربية موحدة. * مدير مركز دراسات الجنوب في الجامعة الأميركية في واشنطن.