سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قتلى وجرحى في صفوف الأكراد برصاص اسرائيلي في برلين ... وتدابير استثنائية لحماية المنشآت الأميركية في العالم . محامية أوجلان تتهم "سي آي إي" وكينيا تعترف بمسؤوليتها
شهدت الهجمات الكردية على بعثات ديبلوماسية في أوروبا تطورات دراماتيكية امس، وبعدما استهدف متظاهرون بعثات يونانية احتجاجاً على عملية خطف زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان من نيروبي الى تركيا، حاول اكراد امس اقتحام القنصلية الاسرائيلية في برلين فرد الحرس الاسرائيلي باطلاق النار عليهم مما ادى الى مقتل ثلاثة منهم وإصابة 16 آخرين بجروح خطرة. راجع ص4 وأقر مسؤول كيني بأن بلاده هي التي وضعت اوجلان "على متن الرحلة الجوية" من نيروبي، واكدت محامية اوجلان ل"الحياة" ان لديها معلومات اكيدة عن مشاركة الاستخبارات الاميركية في عملية خطف الزعيم الكردي. وفيما كان التلفزيون التركي يعرض لقطات مثيرة من شريط فيديو سجلته القوات الخاصة التركية لأوجلان وهو معصوب العينين مقيد اليدين في الطائرة التي اقتيد فيها الى تركيا، كشف رئيس الوزراء بولند اجاويد ان الزعيم الكردي الملقب بپ"ابو" معتقل في جزيرة. وتزامن كلام اجاويد مع كشف توغل وحدات من الجيش التركي في شمال العراق لتعقب مقاتلي حزب العمال، وبدا ان الوحدات ضخمة اذ افادت قناة "ان. تي. في" التلفزيونية التركية ان عبورها الحدود الى كردستان العراق استمر طوال يوم امس. وأكدت بريتا بويلر، ابرز محامي اوجلان، لپ"الحياة" انها تملك "معلومات موثوقة" عن "مشاركة الاستخبارات الاميركية" سي. آي. اي في خطف اوجلان، متهمة اليونان باستدراجه خارج اوروبا. وكشفت ايضاً جنسيات اربعة من مساعدي الزعيم الكردي ما زالوا معتقلين في نيروبي، مؤكدة ان فريقاً امنياً تركياً سيتسلمهم. وأعلن في انقرة تشكيل لجنة خاصة للتحقيق مع اوجلان تتكون من الجيش وأجهزة الأمن. في غضون ذلك اتخذت واشنطن تدابير لحماية المنشآت الاميركية في العالم، وبررت قتل الأكراد الثلاثة امام القنصلية الاسرائيلية في برلين بأن "العنف جوبه بعنف مضاد". حادث برلين ونقلت وكالة "رويترز" عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قوله ان حراس الأمن الاسرائيليين اطلقوا النار "دفاعاً عن النفس" عندما اقتحم الأكراد القنصلية الاسرائيلية في برلين. وتابع في مؤتمر صحافي عقده بعدما اعلنت الشرطة الألمانية مقتل ثلاثة اكراد: "موظفونا لديهم اوامر بأن يدافعوا عن انفسهم ومنع اخذ رهائن بالقوة اذا لزم الأمر، وهذا يشمل اطلاق النار". ونفى مجدداً اي دور اسرائيلي في القبض على اوجلان، وأشار الى ان عشرات الأكراد اقتحموا القنصلية وهم يحملون مطارق وهراوات احتجزوا امرأة رهينة، اطلقت بعدما تفاوضت السلطات الألمانية من اجل الافراج عنها. وبرر نتانياهو اطلاق النار على الاكراد قائلاً: "حاولوا اخذ سلاح من احد موظفي الأمن الاسرائيليين، مما ادى الى اطلاق النار وسقوط ضحايا". وأعرب عن أسفه "لمقتل اشخاص" وأضاف: "ملتزمون حماية الاسرائيليين اينما كانوا وحماية المنشآت الاسرائيلية في اي مكان في العالم". وأكد مسؤول اسرائيلي ان الدولة العبرية اغلقت امس كل بعثاتها الديبلوماسية في أوروبا لمدة يوم، بعد اقتحام المتظاهرين الأكراد القنصلية الاسرائيلية في برلين ومقتل ثلاثة منهم بالرصاص. وطوق مئات من رجال الأمن الألمان مبنى القنصلية وأبعدوا المتظاهرين الذين برر ناطق باسمهم محاولة الاقتحام بپ"مساعدة موساد تركيا" في اعتقال اوجلان. فيديو الطائرة وبث التلفزيون التركي امس شريط فيديو يظهر فيه زعيم حزب العمال الكردستاني موثوق اليدين معصوب العينين على متن الطائرة التي اقتيد فيها الى تركيا. واعتبرت السلطات التركية استضافة اليونان اوجلان في سفارتها في نيروبي "امراً خطيراً"، مؤكدة انه دخل الأراضي الكينية مستخدماً جواز سفر ديبلوماسياً قبرصياً يونانياً. وأكد رئيس الوزراء التركي ان اوجلان معتقل في سجن في جزيرة في بحر مرمرة، ورفضت انقرة حضور مراقبين دوليين محاكمته، ورحّلت ثلاثة من محاميه بعد وصولهم الى اسطنبول. وأشارت مصادر اعلامية في وقت سابق الى ان اوجلان محتجز قرب مدينة اسطنبول حيث هبطت الطائرة الخاصة التي نقلته في الساعة الثالثة فجر الثلثاء، وبعد نحو ساعة هبطت في مدينة باندرمه على ساحل بحر مرمرة، وفي الساعة الثامنة والنصف نقل الى الميناء حيث كانت تنتظره ثلاثة قوارب حربية نقلته الى جزيرة "الوت امرالي". وأعلن الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس انه امر الشرطة بفتح تحقيق في قضية جواز السفر القبرصي الذي كان يحمله اوجلان، في وقت حاولت اليونان ان تنأى بنفسها عن الاتهامات التي وجهت اليها بالضلوع في عملية خطف الزعيم الكردي من نيروبي. وذكر مسؤول في الخارجية الكينية ان اوجلان غادر الأراضي الكينية الاثنين الماضي بعدما اصدرت السلطات في نيروبي قراراً بطرده نفذته اجهزة الهجرة. واللافت امس كان تأكيد مسؤول كيني ان السلطات في بلاده هي التي رحّلت اوجلان على متن الطائرة، مما يتناقض مع تصريحات لوزير الخارجية الكيني بونايا جودانا الذي اكد اول من امس ان بلاده لم تلعب أي دور في تسليم الزعيم الكردي او اعتقاله. وكشف فرانك كوينجا، المسؤول الرئيسي في دائرة الهجرة الكينية، أن بلاده تحتجز أربعة من رفاق الزعيم الكردي وتحقق معهم لدخولهم البلاد بطريقة غير مشروعة. وقال لوكالة "رويترز" إن السلطات تحقق معهم لمعرفة هل ارتكبوا مخالفة جنائية. وأضاف: "سيكون خطأ للأتراك أن ينسبوا الفضل لأنفسهم في العملية. أبعدنا أوجلان ونشعر بسعادة أنه لم يعد موجوداً هنا. أبعدنا الشخص المناسب، ووضعناه على متن الرحلة الجوية". ولم يوضح هل كانت السلطات الكينية تعلم أن الطائرة متجهة إلى تركيا. وتحسباً لعمليات انتقامية قررت كينيا اغلاق كل سفاراتها موقتاً، إلى حين "ضمان أمنها" في الوقت الذي اعلنت حال طوارئ في المدن الكبرى الايطالية، وشددت الاجراءات الأمنية حول كل السفارات والقنصليات. من استدرج أوجلان؟ واتهمت بريتا بويلر، أبرز محامي أوجلان، وزير الخارجية اليوناني ثيودوروس بانغالوس بأنه وراء استدراج موكلها إلى خارج أوروبا. وقالت بويلر ل "الحياة" إن "التصريحات اليونانية التي ادعت الطلب من أوجلان التوجه إلى هولندا عبر مطار نيروبي محض كذب". وأكدت ان لديها "معلومات موثوقة" عن مشاركة الاستخبارات المركزية الأميركية سي. آي. اي في خطف الزعيم الكردي. وذكرت ان قوات الأمن في السفارة اليونانية في نيروبي اعتقلت أربعة من مساعدي أوجلان في مبنى السفارة، مشيرة إلى أنها تلقت معلومات عاجلة مساء أمس تفيد بأنهم سيسلمون إلى فريق أمني تركي، "للتخلص منهم كشهود على ما حصل لأوجلان". ووفقاً لمعلومات المحامية الهولندية فإن هوياتهم الكاملة غير معروفة، وهم سيدة كردية تحمل الجنسية الفرنسية واسمها الأول بايلان، وابراهيم أياز يحمل الجنسية السويدية وميلسا تحمل الجنسية الألمانية، ونوجان وتحمل جنسية بلجيكية. واعتبرت بويلر ان وزير الخارجية اليوناني مسؤول عن تسليم مساعدي أوجلان إلى الأتراك بهدف "طمس الدور الذي لعبه في مساعدة تركيا" في اعتقال "ابو". تدابير أميركية وأعلنت واشنطن أمس أنها اتخذت تدابير احترازية لحماية المنشآت الأميركية في العالم. وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً دعا المواطنين الأميركيين حول العالم اعتماد الحرص في تحركاتهم اثر ردود الفعل الكردية الغاضبة في أوروبا على اعتقال أوجلان. ولاحظ البيان أن من الممكن انتقال أعمال العنف التي تشهدها البعثات الديبلوماسية في أوروبا إلى المنشآت الأمريكية هناك. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي ان واشنطن تتوقع من الحكومة التركية اعتماد الشفافية في العملية القانونية لمحاكمة أوجلان في شكل ينسجم مع الاعراف الدولية، وان يعامل "معاملة إنسانية وتحمى حقوقه كاملة". وجدد إدانة الولاياتالمتحدة أعمال العنف التي قام بها أنصار أوجلان في أوروبا، واعتبر ان العنف الذي تعرضت له القنصلية الإسرائيلية في برلين جوبه بعنف مضاد مما أدى إلى مقتل ثلاثة أكراد. في جنيف، وافقت الأممالمتحدة على ابلاغ مطالب المتظاهرين الأكراد إلى الجهات الدولية المعنية، مما أدى إلى انهاء احتلال المتظاهرين مواقع للمنظمة الدولية احتجاجاً على اعتقال زعيم حزب العمال. وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، فرد اكهارت، ان المقر الأوروبي للمنظمة في جنيف وافق على ابلاغ مواقف المتظاهرين الأكراد إلى الجهات المعنية، خصوصاً ما يتعلق ب "ضرورة احترام اجراءات القانون الأساسية وتطبيقها على السيد أوجلان". وأصدر المحقق الخاص المكلف ملف التعذيب في مفوضية حقوق الإنسان السير نايجل رودلي بياناً حض السلطات التركية على ضمان "الحماية الجسدية" لأوجلان والسماح بأن يلتقيه مستشار قانوني.