استهدف غضب الاكراد المؤيدين لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان إثر اعتقاله امس نحو 12 سفارة وقنصلية يونانية في انحاء اوروبا والسفارة الكينية في فيينا ومقر الاممالمتحدة في جنيف. وتلقى هؤلاء تعليمات من رئاسة البرلمان الكردي في المنفى وقيادة الحزب دعتهم الى انهاء احتلال السفارات والبعثات اليونانية في انحاء اوروبا. ووجهت اثينا انذاراً حاد اللهجة الى محتلي السفارات والقنصليات وهددت باستخدام "كل الوسائل القانونية" لمحاربة حزب العمال في اليونان وخارجها. وشهدت المانيا اوسع اعمال الاحتجاج مدى واعربت بون عن قلقها من احتمال تحول الامر الى مواجهات بين الاكراد والاتراك الذين يقيمون في البلاد ويصل عددهم الى اربعة ملايين شخص. وانتهى مساء امس احتلال سفارتي اليونان في بلجيكا والسويد كما انهت السلطات الفرنسية احتلال عدد من البعثات في فرنسا. ووجه وزير الخارجية اليوناني تيودور بانغالوس أ ف ب انذاره الى المتظاهرين الاكراد امس وطالبهم باخلاء السفارات منتصف نهار امس. وقال بانغالوس خلال مؤتمر صحافي في اثينا"اذا لم يغادر المتظاهرون بحلول ظهر اليوم الثلثاء كل السفارات والقنصليات اليونانية سنستخدم كل الوسائل القانونية لمحاربة هذا التنظيم في اليونان وخارجها". واوضح "ادعو في شكل جازم قيادة حزب العمال الكردستاني الذي نظم هذا التحرك ونفذه ضد اهداف يونانية، ان تأمر اعضاءها فوراً بالانسحاب من الارض اليونانية". واشار بانغالوس الى ان اليونان "سمحت لأسباب انسانية محضة" تزويد الطائرة التي كانت تقل عبدالله اوجلان، الوقود في مطار يقع غرب اليونان قبل نحو عشرة ايام. وشدد الوزير اليوناني على ان بلاده سمحت له لاحقاً بالتوجه الى كينيا والاقامة لمدة 12 يوماً في مقر اقامة السفير اليوناني في نيروبي "لاسباب انسانية" ايضاً. وأوضح بانغالوس ان زعيم حزب العمال الكردستاني قرر من تلقاء نفسه بعد ظهر الاثنين "مع محاميه والسلطات الكينية مغادرة هذا المكان للتوجه الى المطار" على رغم معارضة اليونان لهذه المبادرة. ودعا رئيس "البرلمان الكردي في المنفى" يشار كايا من اثينا مؤيدي اوجلان الى انهاء احتلالهم للمباني الديبلوماسية في اوروبا. وقال كايا في مؤتمر صحافي في مقر "جبهة تحرير كردستان" الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني في اثينا"ندعو كل المنظمات الى اخلاء كل السفارات والقنصليات اليونانية". واوضح انه لا يتحدث باسم حزب العمال الكردستاني وان هذا التنظيم سيعلن موقفه في وقت لاحق في بيان في هذا الشأن. وقال ممثل لحزب العمال الكردستاني في المؤتمر الصحافي ذاته انه "على اتصال" مع مختلف ممثلي التنظيم في اوروبا. وأكد كايا "نحن ضد العنف ونؤيد حلاً سياسياً وسلمياً" للقضية الكردية. المانيا وشهدت المانيا اوسع اعمال الاحتجاج الكردية وافاقت مدن المانية عدة على تظاهرات واعمال اعتصام امام القنصليات اليونانية احتجاجاً على تورط السلطات اليونانية من خلال سفارتها في نيروبي في قضية اعتقال اوجلان. وتجمع مئات الاشخاص امام مبنى القنصلية في برلين وحاولوا اقتحامها في ساعات الفجر الاولى، وشملت التظاهرات والاعتصامات التي استمرت طوال نهار امس في مدن عدة منها فرانكفورت وهامبورغ وشتوتغارت وكان اعنفها امام قنصلية اليونان في مدينة دسلدورف، وتمكن عشرات الاشخاص من اقتحام القنصلية هناك واحتلال عدد من مكاتبها. ورافق ذلك تحطيم زجاج النوافذ والحاق اضرار متنوعة بأثاث المكاتب. وقيام عدد من الاكراد بمحاولات الانتحار حرقاً. وفي بادن فتنبرغ في غرب المانيا تمكن الجيران في اللحظة الاخيرة من انقاذ حياة مواطنة كردية حاولت احراق نفسها. وفي برلين اقدمت صبية كردية ورجلان على محاولات مماثلة. وتخشى الشرطة الالمانية التي دعم وجودها في اماكن التظاهر والاعتصام من حدوث المزيد من هذه المحاولات خصوصاً ان المتظاهرين اصطحبوا معهم كميات كبيرة من البنزين والمواد الحارقة الاخرى، كما تخشى من ان يتبع ذلك قيام المتطرفين من انصار "حزب العمال" بضرب وتفجير مصالح ومؤسسات تركية على الاراضي الالمانية. وتعود المخاوف الالمانية الى القلق من احتمال ان يقود ذلك مواجهات بين الاكراد والاتراك المقيمين على الاراضي الالمانية. وتقديراً لأهمية هذا الخطر دعا مجلس بلدية برلين الاكراد والاتراك المقيمين في المدينة الى التحلي بالصبر والابتعاد عن العنف. ويتجاوز عدد الاكراد ثلث المواطنين الاتراك المقيمين في المانيا ويبلغ عددهم نحو 4 ملايين شخص. ويطالب المتظاهرون الذين ترك كثير منهم اعمالهم للمشاركة في التظاهر والاعتصام بالافراج الفوري عن الزعيم الكردي. وبدا ان الكثيرين اخذوا في الحسبان ان مشاركتهم ستبقى مفتوحة الى اجل غير مسمى او الى ان تسفر المفاوضات الجارية بين الحكومة اليونانية وقيادة "حزب العمال الكردستاني" الى اعطاء اوامر بانهاء الاعتصام في القنصليات اليونانية وامامها. فرنسا ودانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو - سوكريه امس تظاهرات عنيفة شهدتها باريس ومدن اخرى فرنسية ووقع خلالها احتلال لمقرات بعثات ديبلوماسية اجنبية. وقالت غازو - سوكريه "ندين كل تظاهرات العنف واتخذنا كل الاجراءات لتجنبها"، واضافت ان "اجراءات اتخذت ايضاً لضمان امن البعثات الديبلوماسية اليونانية على الاراضي الفرنسية". وكان متظاهرون اكراد اقتحموا صباحاً مقر القنصليات اليونانية في باريس وستراسبورغ ومارسيليا ومقر السفارة الكينية في العاصمة الفرنسية احتجاجاً على اعتقال اوجلان. وعملت قوات الامن الفرنسية على اخلاء القنصلية اليونانية، فيما تم ايضاً اخلاء القنصلية في ستراسبورغ. وصرحت زوجة الرئيس الفرنسي السابق دانيال ميتران بأن اوجلان "ليس ارهابياً"، وان "الارهابيين الحقيقيين هم عناصر الجيش التركي الذين يقمعون الاكراد". اضافت ان اوجلان "رجل يسعى منذ ثلاث سنوات لتحقيق السلام"، وان مساعيه اجيب عليها "بتظاهرات حقد". واقتحم نحو 70 من الاكراد الغاضبين مبنى السفارة اليونانية في موسكو احتجاجاً على اعتقال اوجلان. وتمكنت قوات الامن والشرطة من اقناع هؤلاء بمغادرة مبنى السفارة بعد مفاوضات. واعتقلت الشرطة نحو 40 من المحتجين الاكراد الذين وصفهم محافظ موسكو يوري لوجكوف بأنهم "من المجرمين الذين سينالون العقاب". واعربت وزارة الخارجية الروسية عن استنكارها للارهاب وشددت على ضرورة عدم المساس بوحدة اراضي الدول التي يسكنها الاكراد لكنها طالبت بمنحهم حقوقاً قومية. واعلنت الشرطة البريطانية ان نحو 50 متظاهراً اقتحموا السفارة اليونانية في العاصمة البريطانية في ساعة مبكرة من صباح امس واعتصموا داخلها. وقال شخص اتصل هاتفياً بوسائل اعلام انه يمثل جماعة تؤيد الزعيم الكردي وان المحتجين سيعتصمون في السفارة الى ان يتم توفير ملجأ مناسب لأوجلان. وقالت متحدثة باسم الشرطة البريطانية انه لا يعتقد ان المحتجين المعتصمين داخل السفارة مسلحون. وصرحت بأن جنسيات المحتجين غير معروفة. واستدعيت الشرطة البريطانية الى مسرح الاحداث بعد ان نظم حشد ضم نحو 200 شخص تظاهرة خارج السفارة. وأعلنت السلطات الامنية الايطالية ان اكثر من ثلاثين كردياً اقتحموا القنصلية اليونانية في مدينة ميلانو، واعلنوا الاعتصام بعد احتجازهم عدداً من العاملين اليونانيين، ورفع هؤلاء لافتات تندد بپ"الخيانة اليونانية للقضية الكردية العادلة". وشددت قوات الامن والدرك الحراسة على السفارتين اليونانية والكينية في العاصمة الايطالية تحسباً لهجوم انتحاري كردي. وأفادت الشرطة البلجيكية ان نحو ثلاثين كردياً احتلوا مقر السفارة اليونانية في بروكسيل، بعد الاعلان عن قيام موظفين في السفارة اليونانية في نيروبي بتسليم اوجلان الى السلطات الكينية. واعلنت اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني في بروكسيل في بيان ان الهدف من احتلال السفارة اليونانية هو الاحتجاج على دور اثينا في تسليم اوجلان. وأوضح البيان "اجبر اوجلان على تسليم نفسه الى السلطات الكينية … ولم يتمكن اي شخص من مرافقته ولا نعرف مكان وجوده". وفي ارمينيا جرت اشتباكات بين رجال الشرطة والاكراد الذين هاجموا مقر بعثة الاممالمتحدة في العاصمة يريفان واحتجزوا عدداً من الرهائن ثم افرجوا عنهم.