أنقرة، بكين - أ ف ب، رويترز - رحب الرئيس الاميركي بيل كلينتون أمس الاثنين بتوقيع اتفاق "تاريخي" بين الصينوالولاياتالمتحدة يمهد الطريق أمام انضمام بكين الى منظمة التجارة الدولية، ويسرع انفتاح عاشر أكبر اقتصاد في العالم. وأكد ان ذلك يشكل "يوماً جيداً للديبلوماسية الاميركية". وقال كلينتون لدى لقائه البعثة الديبلوماسية الاميركية العاملة في انقرة، حيث بدأ زيارة رسمية لتركيا: "يسعدني ان أعلن ان الولاياتالمتحدة وجمهورية الصين الشعبية توصلتا بنجاح الى اتفاق جيد في شأن انضمام الصين الى منظمة التجارة الدولية". وأضاف ان "هذا الاتفاق خطوة مهمة الى الأمام لضم الصين الى منظمة التجارة". ووصفه بأنه "تقدم مهم جداً في العلاقات بين البلدين". وأشار كلينتون الى ان "هذا الاتفاق جيد بالنسبة للصين وللولايات المتحدة والاقتصاد العالمي"، لافتاً الى انه من خلال توقيع الاتفاق، ستعتمد الصين مبادئ الانفتاح الاقتصادي والابتكار والمنافسة. وقال ان ذلك يخدم الاصلاحات وتقدم دولة القانون في الصين في الوقت نفسه. وتعهد الرئيس الاميركي العمل مع الدول الاخرى في منظمة التجارة الدولية "لتحقيق انضمام الصين الى منظمة التجارة، ومع الكونغرس الأميركي لضمان اقامة علاقات تجارية طبيعية دائمة مع الصين". وفي نيسان ابريل الماضي، أوشك كلينتون على التوصل الى اتفاق على فتح أسواق الصين. إلا ان قصف حلف شمال الاطلسي للسفارة الصينية في بلغراد في 7 ايار مايو أوقف جهود إبرام مثل هذا الاتفاق. ويفترض ان يتم عرض الاتفاق، الذي وقع في بكين، على الكونغرس لمنح الصين وضع "شريك تجاري طبيعي" وهي العبارة التي حلت محل عبارة وضع الدولة الأولى بالرعاية. لكن المراقبين في واشنطن اشاروا الى ان هذه المهمة "لن تكون سهلة، حيث ان الغالبية الجمهورية أعربت مسبقاً عن تحفظاتها ازاء أي اتفاق مع الصين". ووقع الاتفاق بحضور عدد كبير من الصحافيين الوزير الصيني للتجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي شي غانغشينغ والممثلة الاميركية للتجارة شارلين بارشيفسكي. وفي تصريح مقتضب، وصف شي الاتفاق بأنه "مرضٍ للطرفين"، مشيراً الى انه "سيساعد على الانضمام الى منظمة التجارة الدولية في أسرع وقت ممكن". من جهتها، قالت بارشيفسكي انها "مرحلة مهمة في العلاقات الصينية - الاميركية". وذكرت "وكالة أنباء الصين الجديدة" ان البلدين "اتفقا على شروط الدخول الى السوق الصينية مع تعهدات محددة في شأن السلع الصناعية والمنتجات الزراعية والخدمات". وأضافت الوكالة ان الحكومتين توصلتا ايضاً الى اتفاق على "بنود تتعلق بالدخول الى أسواق البلدين". وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان الممثلة الاميركية للتجارة عقدت صباح امس لقاء مع شي غانغشينغ استمر خمس ساعات. وكان يفترض اصلاً ان يغادر الوفد الاميركي صباح الجمعة، الا ان الطرفين اتفقا على تمديد المفاوضات. وأنهى توقيع الاتفاق 13 عاماً من المفاوضات و6 أيام من المساومات الصعبة. وكانت هذه المفاوضات تعتبر بمثابة الفرصة الأخيرة للتوصل الى اتفاق في شأن انضمام الصين الى المنظمة الدولية قبل انعقاد المؤتمر الوزاري المقرر في سياتل الولاياتالمتحدة، والذي يتوقع ان يعطي الضوء الأخضر بنهاية الشهر الجاري لمرحلة جديدة من المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف. ويشار الى ان الصين كانت تسعى منذ عام 1986 الى الانضمام الى منظمة التجارة الدولية. لكن في جنيف اعلن مسؤولون في منظمة التجارة امس ان الصين لن توفق على الارجح في الانضمام الى المنظمة قبل بدء الاجتماع الوزاري المقرر في سياتل، اذ انه لا يزال يتعين عليها ان تبرم اتفاقات ثنائية مع عدد كبير من اعضاء المنظمة، كما ان المنظمة نفسها تحتاج لاستكمال اجراءات الانضمام.