اعربت موسكو عن استيائها وغضبها من قرار الولاياتالمتحدة فرض عقوبات على ثلاث مؤسسات روسية حكومية. واكد رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف ان القرار يمكن ان يؤثر سلباً في العلاقات بين البلدين، فيما وصفه وزير الدفاع ايغور سيرغييف بأنه "ذريعة" للتستر على أغراض غير معلنة. وكان ساندي بيرغر مستشار الرئيس الاميركي للأمن القومي اعلن فرض عقوبات، بينها منع التعامل التجاري وعمليات التصدير والاستيراد، على ثلاث مؤسسات روسية اتهمت بالتعاون مع ايران في المجالات الصاروخية والنووية. والمؤسسات الثلاث هي جامعة مندلييف للكيمياء والتكنولوجيا ومعهد الطيران في موسكو ومعهد التصميم والبحث العلمي لمعدات الطاقة النووية. وكانت واشنطن فرضت عقوبات مماثلة على سبع شركات خاصة اتهمت بالتعامل مع ليبيا وكوريا وايران، لكن كون المؤسسات الثلاث الأخيرة حكومية يعطي طابعاً سياسياً واضحاً لللقرار. واكد بريماكوف ان "أساليب القوة والعقوبات ضد مؤسساتنا أمر يعود بمردود سلبي معاكس" على العلاقات الثنائية. وقال ان موسكو ستحدد موقفها بعد درس كل المعلومات المتعلقة بالقرار. ومن جانبه اشار وزير الدفاع الروسي الى وجود "رقابة صارمة" على تصدير التكنولوجيات الصاروخية والنووية. وقال ان المعاهد التي طاولتها العقوبات "لم تكن قادرة على تصدير المعدات المذكورة لأنها لا تملكها". ووصف القرار الاميركي بأنه "ذريعة تهدف الى غرض ما ينبغي ان نحدده". وفي حديث الى وكالة "ايتار - تاس" الرسمية رفض السفير الاميركي روبرت غالوتشي المسؤول عن ملف عدم انتشار الاسلحة النووية ايراد أمثلة أو براهين على تعامل المؤسسات الثلاث مع ايران. لكنه قال ان واشنطن قدمت الى موسكو "حقائق ومعلومات"، وذكر ان الولاياتالمتحدة قد تصعد أساليب الضغط على روسيا وتتخلى عن عقد لإطلاق أقمار اصطناعية بصواريخ روسية. وأثار القرار غضباً شديداً في البرلمان الروسي الذي قال نائب رئيسه ارتور تشيلينغاروف انه ليس من حق واشنطن التدخل في الشؤون الروسية والقيام بپ"عمل غير ودي" حيالها. ووصف الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الولاياتالمتحدة بأنها "شرطي يريد فرض ارادته على الدول والجامعات والمختبرات العلمية". وقال ان روسيا هي التي تحدد مع من ينبغي ان تتعامل شرط البقاء ضمن الالتزامات الدولية. وأصدرت وزارة الخارجية بياناً شديد اللهجة أكدت فيه ان موسكو "ترفض ان يخاطبها أحد بلغة الضغط والعقاب". وذكرت ان الجهات المختصة كانت أجرت تحقيقات بناء على ابلاغات اميركية ولكن لم يظهر تورط اي من المؤسسات المذكورة في تزويد طهران اسراراً ومواد يشملها منع الانتشار الصاروخي أو النووي. واعتبرت الخارجية صدور القرار الأخير نقضاً لاتفاق توصل اليه الرئيسان بوريس يلتسن وبيل كلينتون اثناء لقائهما الأخير العام الماضي في شأن التعاون الثنائي لمنع الانتشار. ايران تنفي وفي طهران أ ف ب نفت ايران امس الاتهامات الاميركية لها بانها تعمل بشكل وثيق مع معاهد ابحاث روسية للحصول على مساعدة في المجال النووي وتصنيع الصواريخ. وقال بيان للسفارة الايرانية في موسكو نشرته "وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء"الايرانية الرسمية ان "هذه الاتهامات ليست جديدة. وقد سبق للسلطات الايرانية والروسية ان نفتها". واكد ان "ايران لا تعرف المؤسستين المذكورتين، وليس لديها سوى بضعة طلاب في مجال الحقوق واللغات، وحقول ادبية اخرى في جامعة موسكو" نافية ان تكون طهران تقيم أي علاقة اخرى مع جا معة موسكو.