طهران، واشنطن، موسكو - أ ف ب، رويترز - فرض الرئيس الأميركي بيل كلينتون عقوبات على سبع شركات روسية، تعتقد واشنطن بأنها ساعدت إيران في تطوير برامج صواريخ، فيما أكد وزير الدفاع الإيراني الأدميرال علي شمخاني ان إقدام بلاده على اطلاق صاروخ متوسط المدى يأخذ في الاعتبار التسلح النووي لإسرائيل وليس الدول المجاورة لإيران. ووقع كلينتون أمراً تنفيذياً يمنع تقديم مساعدات للمؤسسات الروسية السبع، وكذلك الصادرات إليها والواردات منها. ويوسع الأمر التنفيذي أيضاً سلطة الرئيس الأميركي في الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل وتكنولوجيا الصواريخ القادرة على حمل رؤوس حربية كيماوية أو بيولوجية أو نووية إلى دول أخرى. وقال كلينتون في بيان أصدره البيت الأبيض إن الأمر التنفيذي سيمكن واشنطن من الرد بشكل أكثر فاعلية في حال ظهور أدلة على أن هيئات أجنبية مثل الهيئات الروسية السبع ساعدت في نقل أسلحة للدمار الشامل أو تكنولوجيا الأسلحة. ويتعرض البيت الأبيض لضغوط من الجمهوريين في الكونغرس لاتخاذ اجراء سريع لمعاقبة الشركات الأجنبية التي تنقل تكنولوجيا الأسلحة إلى إيران. وحض رئيس مجلس النواب نيوت غينغريش وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ترنت لوت الرئيس الاميركي على فرض عقوبات على تسع مؤسسات روسية. وقال الزعيمان الجمهوريان انه اذا لم يصدر كلينتون العقوبات قريباً فانهما مستعدان للمضي قدماً في مواجهة مع البيت الابيض في شأن تشريع يفرض عقوبات صارمة على الشركات التي تبيع تكنولوجيا الصواريخ لايران. وقال البيت الابيض انه سيفرض عقوبات تجارية على سبع فقط من المؤسسات الروسية التسع. وهذه المؤسسات هي مركز اينور العلمي ومعهد غرافيت وبلويوس للابحاث ومؤسسة غلافكوسموز وشركة موسو وجامعة بالتك ستيت تكنيكال ومؤسسة يوروبالاس - 2000. وقال ناطق باسم البيت الابيض عن المؤسسات السبع "لدينا معلومات تقودنا الى الاعتقاد بأنها ساهمت في برنامج ايران الصاروخي". واضاف "لم نتخذ قراراً في شأن مؤسستين اخريين" هما معهد تيخوميروف ومصنع كومينترن في نوفوسيبيرسك. وبمقتضى الامر التنفيذي يمكن للبيت الابيض ان يفرض عقوبات ليس فقط على الشركات التي تبيع اسلحة الدمار الشامل بل ايضاً على الشركات التي تحاول بيعها. ويوسع الامر ايضاً نطاق العقوبات التي يمكن لواشنطن ان تفرضها. شمخاني وفي طهران قال وزير الدفاع في تعليق نشر امس الاربعاء في صحيفة "ايران" ان التجربة الناجحة لاطلاق الصاروخ "شهاب - 3" الذي يصل مداه الى 1300 كيلومتر كانت ضرورية لتطوير القدرات الدفاعية لايران. لكنه نفى ان يكون وراء توقيت التجربة الصاروخية التي رصدتها الاقمار الاصطناعية الاميركية في 22 تموز يوليو وأكدتها طهران بعد ثلاثة ايام، دوافع سياسية في الداخل. وقال شمخاني: "الدول المجاورة في المدى المتوسط على الاقل لا تشكل اي تهديد. ولهذا نعتقد بأن زعزعة الامن خارج منطقتنا قد يكون له تأثير ضار على منطقتنا". وأضاف: "ربما دهش عدد كبير من المراقبين من تأكيد ايران للتقارير عن تجربة سلاح ذي طبيعة دفاعية، لكن اذا التزم آخرون مثل هذا الوضوح فلن تكون هناك خديعة او غموض مثلما هو الحال في شأن القدرات النووية للنظام الصهيوني". وترفض اسرائيل تأكيد صحة ما يقوله محللون عن تطويرها ترسانة نووية وتكتفي بالقول انها لن تكون البادئة بجلب مثل هذه الاسلحة الى المنطقة. وحرص كبار المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم الرئيس محمد خاتمي على تأكيد الطبيعة الدفاعية للصاروخ. وأكدت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان هناك تأييداً واسع النطاق للتجربة الايرانية بين الدول الاسلامية في المنطقة وخارجها. لكن دولاً اقليمية اخرى مثل تركيا واسرائيل اعربت صراحة عن قلقها من القوة الضاربة الايرانية المتنامية. وقال الرئيس الاميركي ان الصاروخ الايراني يمكن ان يغيّر "ديناميكية الاستقرار" في الشرق الاوسط. وقال بعض الايرانيين والمحللين الغربيين ان توقيت تجربة الصاروخ كان محاولة لاجهاض خطوات حذرة لرأي الصدع بين ايران والولايات المتحدة.