رفعت الولاياتالمتحدة الجمعة عقوبات كانت فرضتها على ثلاث مؤسسات روسية اشتبهت في انها تدعم ايران في برنامجيها النووي او البالستي، وذلك بحسب قرار نشرته الجريدة الرسمية الفدرالية الجمعة. ويأتي نشر هذا القرار بعيد ايام من اعلان ادارة اوباما انها حصلت على دعم روسيا في جهودها الرامية لفرض عقوبات في مجلس الامن الدولي على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. ولم يكن بمقدور اي مسؤول في وزارة الخارجية التعليق على هذا القرار ولا سيما على الرابط بين هذه الخطوة والدعم الروسي لمشروع قرار العقوبات. والمؤسسات الروسية المشمولة بقرار رفع العقوبات هي "روزوبورون اكسبورت"، وهي الشركة الحكومية المولجة تصدير الصناعات العسكرية الروسية، و"معهد موسكو للطيران"، و"جامعة د. مندلييف لتكنولوجيا الكيمياء-روسيا". وورد في متن القرار المنشور في الجريدة الرسمية انه "من مصلحة السياسة الخارجية او الامن القومي للولايات المتحدة" ان ترفع عن هذه المؤسسات الثلاث العقوبات التي فرضت بموجب امر تنفيذي في تشرين الاول/ نوفمبر 1994. وهذا الامر الذي وقعه في حينه الرئيس الاسبق بيل كلينتون هدف خصوصا الى منع "بلد اجنبي من الحصول على قدرة تشغيل او انتاج او تخزين او تسليم او استخدام اسلحة دمار شامل". في شأن متصل، قال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم الجمعة ان البرازيل مازالت ترى فرصة للتوصل الى حل من خلال التفاوض للبرنامج النووي الايراني ولكنه اعترف بأن خطط طهران لمواصلة تخصيب اليورانيوم تمثل قلقا لم تعالجه اي دولة خلال المحادثات. وساعدت البرازيل وتركيا في التوسط للتوصل لاتفاق قبلت ايران بموجبه ارسال يورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لتحيي بذلك خطة لتبادل الوقود اعدته الاممالمتحدة بهدف كبح جماح الانشطة النووية الايرانية. وتعتبر واشنطن هذا الاتفاق اسلوبا لكسب الوقت من جانب ايران واتفقت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي على مسودة قرار بفرض عقوبات جديدة على ايران. وقال اموريم للمراسلين الاجانب في مكتبه "بالطبع هناك حاجة للتطمينات والتأكيدات.. مازالت هناك امور كثيرة لابد وان تحدث. انه صعب ولكن هناك مخرج. "عليكم ان تعطوا ذلك بعض الوقت كي ينجح". وقال عضو في البرلمان الايراني انه اذا تمت الموافقة على فرض عقوبات فان ايران ستلغي الاتفاق الذي توصلت اليه مع تركيا والبرازيل. وقال اموريم ان هناك عدة دولة مازالت مستعدة لامكانية السعي لاجراء محادثات في الوقت الذي تفرض فيه عقوبات على ايران. واضاف "دول كثيرة قالت انها ملتزمة بنهج ذي مسارين. الامر المتعلق بالمسارين هو انه في مرحلة ما يسلك الناس طرقا مختلفة وعليك ان تحدد اي مسار ستسلكه". واعترف اموريم ان اصرار ايران على ان تواصل انشطتها لتخصيب اليورانيوم بشكل كبير يمثل قلقا حقيقا للمجتمع الدولي. واضاف ان هذه القضية لم تكن جزءا من محادثات البرازيل مع ايران. وتجادل البرازيل بأن واشنطن والدول الغربية الاخرى قد حثت البرازيل على محاولة احياء اتفاقية الاممالمتحدة لتبادل الوقود والتي اقترحت في اكتوبر تشرين الماضي. وقال اموريم "لقد تم تشجيعنا بشكل مباشر او غير مباشر.. على تنفيذ اقتراح اكتوبر دون اي تأخير وهذا ما فعلناه". وقال الرئيس باراك اوباما في رسالة للرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا قبل اسبوعين ان شحن اليورانيوم الايراني للخارج سيولد الثقة. وطبقا لمقتطفات من الرسالة التي ترجمت الى البرتغالية واطلعت رويترز علها قال اوباما "من وجهة نظرنا فان اي قرار تتخذه ايران بارسال 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج سيولد الثقة ويقلل من التوترات من خلال خفض المخزون الايراني". وحذرت البرازيل من فرض الاممالمتحدة عقوبات اخرى على ايران مقارنة ذلك بقصف العراق بناء على افتراض زائف بامتلاكه اسلحة دمار شامل. وسئل عما اذا كانت وساطة البرازيل ستظل مجدية اذا ظهر دليل على ان ايران استغلت البرازيل لكسب الوقت لبناء قنبلة نووية فقال اموريم "هل كان الامر يستحق قصف العراق وقتل 200 الف شخص والبعض يقول مليون؟".