استبعد نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ويلش أي صلة لاسرائيل بالأزمة بين سورية وتركيا أو وجود "مؤامرة كبيرة" وراء التحركات التركية في سياق هذه الأزمة. وقال: "نحن قلقون جداً من ايواء سورية الارهابيين والجماعات التي تنادي بالارهاب، وندعم الشكاوى التركية". ورأى ويلش الذي كان يتحدث في صورة رئيسية عن اتفاق المصالحة الذي رعته واشنطن الشهر الماضي بين زعيمي الحزبين العراقيين الكرديين الرئيسيين مسعود بارزاني وجلال طالباني، ان حدة التوتر بين دمشقوأنقرة خفت في الأيام القليلة الماضية. وطلب صحافيون في أنقرة ولندن عبر قناة فضائية من ويلش ان يقوّم التوتر الحالي بين سورية وتركيا فقال انه ليس في افضل وضع للتعليق لأن الولاياتالمتحدة لم تلعب دور وساطة في الأزمة "اذ ان الحكومة المصرية هي التي قامت بهذا الدور. لكن ما فهمته هو ان التوترات هدأت الى حد ما في الأيام الاخيرة بفضل المساعي المصرية الحميدة. اعتقد ان الطرفين يظهران اهتماماً بالتوصل الى حل للمشكلات بينهما وآمل بأن يكونا بدآ السير على طريق تسوية خلافاتهما. اما بالنسبة الى وجهات نظرنا تجاه القضايا التي تفصل بين تركيا وبين سورية، فان الموقف الذي اتخذناه هو انه لا دولة في تلك المنطقة ينبغي ان تؤوي ارهابيين، وهذا يشمل سورية. نحن شجعنا الوساطة المصرية لحل تلك المسألة". وسئل "لماذا لا تدعم واشنطنتركيا فيما هي تحاول الضغط على سورية لانهاء دعمها حزب العمال الكردستاني" فأجاب: "علاقاتنا مع تركيا مختلفة جداً عن علاقاتنا مع سورية. هناك في جهة سورية، وهي دولة تصفها الولاياتالمتحدة بأنها ترعى الارهاب، تخضع لعدد من القيود والقوانين الاميركية، وفي الجهة الاخرى تركيا وهي حليفة منذ مدة طويلة للولايات المتحدة وعضو في حلف الاطلسي. لذلك لا مجال للمقارنة بين العلاقتين، وما ندعمه كنتيجة هو حل سلمي. نعتقد أن لتركيا شكوى مشروعة في هذه الحال، ونحن قلقون جداً من ايواء سورية للارهابيين والجماعات التي تنادي بالارهاب، والا لما ادرجناها على قائمة الدول التي ترعى الارهاب. بهذا المعنى ندعم الشكاوى التركية في هذا الوضع، بينما ننادي طبعاً بحل سلمي للنزاع". وسئل ايضاً هل يعلم اين يوجد زعيم حزب العمال عبدالله اوجلان الآن فاعتذر عن عدم تمكنه من التعليق، قائلاً: "ان معظم ما اعرفه هو من الروايات الصحافية ومن اتصالاتي الديبلوماسية الخاصة، خصوصاً مع الحكومة التركية. افضل عدم الخوض في ذلك بالتفصيل، لكنني اشير الى بعض التصريحات التي تدل على هدوء الوضع والتي صدرت عن بعض اعضاء الحكومة التركية". وعن الاعتقاد السائد في العالم العربي، منذ بداية الأزمة التركية - السورية، ان اسرائيل تقف وراء السياسة التركية عن طريق تحريض انقرة، وما نظرته الى تأثير العلاقة الاسرائيلية - التركية في تغيير التوازن في المنطقة قال ويلش: "لا اتفق مع افتراض بعضهم ان ثمة تورطاً اسرائيلياً وراء التصرفات التركية في هذا الخصوص. آراء حكومتي في هذه المسألة واضحة: من الطبيعي تماماً لتركيا، وهي دولة كبيرة في تلك المنطقة ودولياً، ان تكون لها علاقات مع اي جهة واسرائيل صديقة جيدة للولايات المتحدة".