يتوجه وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الى أنقرة اليوم حاملاً رسالة من الرئيس حسني مبارك الى نظيره التركي سليمان ديميريل تتضمن رد سورية على الاقتراحات المصرية لإنهاء الأزمة بين الطرفين، واسئلة سورية في شأن تحريك عملية اقامة حوار سياسي وحل المشاكل العالقة، في إطار الوساطة المصرية الهادفة الى بدء حوار على مستوى وزيري الخارجية "بجدول أعمال واضح". وكان الرئيس مبارك تلقى مساء أول من امس اتصالاً هاتفياً من ديميريل استكملا خلاله المشاورات بعد وقت قصير من اتصال هاتفي أجراه مبارك بنظيره التركي الذي عرض نتائجه على معاونيه قبل اتصاله الثاني بمبارك. ومن ضمن الجهود الديبلوماسية المبذولة لإنهاء التوتر بين تركيا وسورية، اطلعت طهرانالقاهرة على نتائج زيارة وزير خارجيتها كمال خرازي أول من امس الى أنقرة بعدما كان الأخير أطلع موسى هاتفياً الخميس الماضي على نتائج محادثاته في دمشق في إطار وساطة تقوم بها بلاده بوصفها الرئيس الحالي للقمة الإسلامية. وصرح الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري أن بلاده "ترحب بالجهود الإيرانية"، وشدد على أهمية حل المشاكل بين تركيا وسورية، وقال في تصريحات صحافية: "إذا كنا نريد تحقيق السلام بين العرب والإسرائيليين فمن باب أولى تحقيق السلام بين تركيا والعرب". لكن لوحظ في الوقت نفسه أن الباز رفع نبرة التأييد المصري لسورية قبيل سفر موسى الى أنقرة، وحذر تركيا من استخدام القوة، وقال: "أي اعتداء على قطر عربي يشكل اعتداءً على مصر ... نحن شركاء سورية في كل المواقف ونريد أن نكون اصدقاء مع تركيا"، معرباً عن أمل مصر في "ألا ترقى العلاقة العسكرية بين تركيا وإسرائيل الى التحالف الذي نرفضه لأنه خطر على أمن الأمة العربية"، ولافتاً الى نفي سورية بشدة وجود أعمال على أرضها تمس أمن تركيا أو تقديم مساعدات على الإطلاق لحزب العمال الكردستاني. ومن جانبها، انتقدت الجامعة العربية اشتراط تركيا حواراً سياسياً مع سورية "حول موضوع واحد" الإرهاب الكردي، وأكد مصدر ديبلوماسي في الجامعة ل "الحياة" تأييد موقف سورية بضرورة أن يشمل الحوار "كل القضايا موضع الخلاف" بين البلدين، خصوصاً موضوع "المياه" الذي اسماه "أم الأزمات". وقال: "نتفهم ونؤيد حرب تركيا ضد الإرهاب من منطلق وقوفنا ضد هذه الظاهرة سواء في مصر أو الجزائر أو تركيا ... المشكلة ليست، كما يعرف الجميع، إتهام سورية دعم الإرهاب بل قضايا عديدة تثير القلق والمخاوف من العلاقات التركية - الإسرائيلية ... لدينا معلومات حول تعاون استخباراتي إسرائيلي - تركي يتعلق جزء منه بسورية". الى ذلك، أجرى الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد اتصالين هاتفيين، من مقر اقامته في بروكسيل حيث يعالج، مع كل من السفيرين حسين حسونة مدير مكتب الجامعة في نيويورك ونبيل العربي رئيس وفد مصر في الأممالمتحدة بوصفه الرئيس الحالي للمجموعة العربية، شدد خلالهما على "إبلاغ الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان تأييد العرب سورية ضد التهديدات التركية". جيم وفي أنقرة رويترز، طالب وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم في تصريح نشرته أمس صحيفة "صباح" التركية الدول العربية بمساندة تركيا في خلافها مع سورية قائلاً: "نعلم ان الشعب العربي لا يفكر بهذه الطريقة ونعلم ان العديد من زعماء الدول يعارضون مساندة سورية للارهاب... نريد منهم العرب التصرف بطريقة تتفق مع مسؤولياتهم". وفي بيت لحم الضفة الغربية، أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان حوالي 150 من تلاميذ المدارس تظاهروا أمس في مخيم الدهيشة للاجئين القريب من بيت لحم تضامناً مع سورية في أزمتها مع تركيا. ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية وعربية ولافتات تقول: "وقفوا العدوان على سورية" و"تركيا أداة بيد أميركا". ومن جهتها، اصدرت نقابة صحافي مصر بياناً ربطت فيه بين التهديدات التركية ضد سورية وتحالف حكومة انقرة العسكري "المشبوه" مع إسرائيل والذي اعتبرته "تهديداً واضحاً للأمن القومي العربي".