بغداد - أ ف ب - اعتبرت الصحف العراقية امس ان الرئيس بيل كلينتون قد "يرتكب حماقة عسكرية" ضد العراق من اجل صرف الانتباه عن فضائحه الشخصية. وأكدت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين انه "من اجل صرف الانتباه عن فضائحه الشخصية قد يرتكب الرئيس كلينتون حماقة عسكرية جديدة ضد العراق". وأضافت ان "الظروف التي يواجهها كلينتون حالياً والضغوط التي يتعرض لها من قبل الجمهوريين لاخراجه من البيت الابيض قد تدفعه الى اصدار امر لمهاجمة العراق للحفاظ على مركزه كما يظن". وتابعت ان "حلفاء واشنطن لم يظهروا مثل هذه الحماسة لشن عدوان اميركي - بريطاني ضد العراق ... ودولاً كبرى مثل روسيا وفرنسا والصين رفضت وترفض خيارات اميركا العسكرية". ورأت "بابل" ان "اي سياسي عاقل غير كلينتون ربما لا يمكن ان يفكر بطريقة الرئيس الاميركي"، وتساءلت ما اذا كان الرئيس الاميركي يدرك ان "الشعب العراقي قادر على مواجهة المعتدين وسحقهم". أما صحيفة "الجمهورية" الرسمية فقالت ان الرئيس الاميركي "يعمل على تطوير وتصعيد ازمته مع العراق للهرب من هذه المشاكل والازمات المحيطة به ولاشغال الرأي العام على عمقها وجديتها". وزادت ان "العراق لن يكون كبش فداء دفاعا عن مشاكل كلينتون وادارته، وان العراق ليس جمهورية موز يسهل ارهابه بالاساطيل والطائرات والصواريخ او حتى مشاة البحرية". وحذرت من "نتائج اي مغامرة"، مؤكدة ان "شن عدوان على العراق سيأتي بنتائج معاكسة تماما لما اراد كلينتون الامر الذي لن يعجل برحيله فحسب، بل سيساعد على رحيل الدور الاميركي المهيمن في المنطقة والعالم". وكان البيت الابيض اكد أول من امس الجمعة ان الولاياتالمتحدة مستعدة للتحرك "خارج نطاق مجلس الامن الدولي" اذا اصرت بغداد على منع الخبراء الدوليين من تفتيش بعض المواقع العراقية. ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت من جهتها رفض بغداد السماح بتفتيش المواقع الرئاسية بأنه امر "غير مقبول" واشارت الى ان "هذا الوضع لن يستمر طويلا".