اكد العراق في رسالة ثانية وجهها الى الامم المتحدة استعداده لاستقبال مفتشي الاسلحة في اقرب وقت لكن واشنطن رفضت ذلك متهمة بغداد بالتلاعب بالالفاظ. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جو آن بروكوفويتش ان العراق مستمر في التلاعب بالالفاظ وبعدم الامتثال للواجبات التي حددتها الامم المتحدة. واضافت ان العراق سيواصل اطلاق الوعود المتناقضة وسيختار اخيرا الرسالة التي ستوفر الاستفادة التكتيكية الفضلى في الوقت المناسب . واكدت ان العراق يستجيب للضغوط لكنه سيعاود التهرب عندما يظن ان الامر ممكن . وقد بعث العراق السبت برسالة جديدة الى الامم المتحدة اكد فيها موافقته على استئناف عمليات التفتيش لنزع السلاح لكنه لم يغير شروط الوصول الى القصور الرئاسية كما اعلن في فيينا مارك غوزديكي المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكان العراق قد بعث برسالة اولى في هذا المعنى في10 اكتوبر الى هانس بليكس رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة والى محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد انتقدتها واشنطن بقوة. واوضحت المتحدثة الامريكية ان واشنطن تعتبر ان على مجلس الامن ان يقول للعراق ما يتعين عليه القيام به وما سيحصل اذا لم يفعل ما يطلب منه. لذلك نريد ان يتبنى مجلس الامن قرارا حازما يضع ضغطا متواصلا لا لبس فيه على العراق لحمله على تنفيذ واجباته . القرار الوشيك غير ان تبني مثل هذا القرار غير مرجح قبل النقاش العام حول العراق المبرمج في مجلس الامن الاربعاء، بطلب من دول عدم الانحياز، والذي سيتيح لكافة الدول الاعضاء التعبير عن موقفها بشأن هذا الملف. وقد يمكن هذا الاجل من التغلب على الانقسام بين الدول دائمة العضوية في مجلس الامن حيث ترفض روسيا وفرنسا اللجوء الآلي لاستخدام القوة الذي تطالب به واشنطن التي تواصل تركيز قواتها قرب العراق. وستتم بالتأكيد اثارة قضية الكيل بمكيالين (اذ يؤخذ على العراق عدم تطبيق 16 قرارا لمجلس الامن في حين ترفض اسرائيل تطبيق 28 قرارا خلال هذا النقاش خاصة من قبل الدول العربية. حسن نية وتأكيدا لحسن نية بغداد اعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في مقابلة تنشرها مجلة (دير شبيجل) في عددها الصادر اليوم الاثنين ان خبراء نزع الاسلحة التابعين للامم المتحدة سيكونون احرارا في التفتيش في كل مكان وبالطريقة التي يرونها مناسبة . مؤامرة التقسيم من جهة اخرى حذر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ان العراق سيكون الهدف الاول وليس الوحيد لاي ضربة عسكرية امريكية محتملة ضد العراق محذرا من تقسيم العديد من الدول في حال تقسيم العراق. وقال المسؤول العراقي ان العراق هو الهدف الاول الا انه ليس الهدف الوحيد مضيفا وعندما سيقسم العراق لا يظن احد من البلدان المجاورة انه سينجو من الهيمنة والسيطرة الامريكية او سينجو من التقسيم او من خطة تغيير المنطقة . وتابع عزيز كل البلدان العربية معرضة للتقسيم مشيرا الى دول من بينها سوريا ولبنان والاردن المعرض لان يصبح الوطن البديل . واضاف عزيز بعد تدمير القوة العراقية وتغيير الخريطة في العراق والمجيء بحكومات عميلة في اجزاء العراق التي يريدون اقامتها تصبح مقاومة الكيان الصهيوني اضعف بكثير . واعتبر عزيز ان هدف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من الاعتداء الصارخ غير المسبوق على الشعب الفلسطيني هو تهجيره الى خارج الاراضي الفلسطينية في اشارة الى الاردن.وعن موقف روسيا قال عزيز ماهي مصلحة روسيا في ان يهاجم العراق؟ ستخسر مصالح كثيرة لان الولايات المتحدة تأخذ ولا تعطي. واعرب عن الامل بعدم مشاركة الايرانيين في العدوان لان ايران ايضا مستهدفة معتبرا ان هذه اللعبة في النهاية سترتد على من يشترك فيها من العرب او من المسلمين . وحول احتمال قيام العراق بقصف اسرائيل بالصواريخ قال عزيز نحن لا نملك صواريخ بعيدة المدى لضرب اسرائيل . وكان العراق قد قصف اسرائيل خلال حرب الخليج مطلع عام 1991 ب 39 صاروخا من نوع سكود ادت الى مقتل شخصين واصابة المئات بجروح. واكد عزيز ان بغداد ستدعو صحفيين وسياسيين ونوابا الى العراق لزيارة المصانع التي يطلبون زيارتها للتحقق من عملية نزع سلاح العراق. واضاف هذه كلها ستؤدي الى تآكل الادعاء والذريعة الاميركية لتوجيه ضربة الى العراق. وخلص عزيز الى القول ان العدوان ليس خلال ايام ونحن مستعدون للحرب . فتوى الجهاد من جانب اخر اصدر علماء الدين المسلمون في العراق فتوى تقضي باعلان الجهاد على الادارة الامريكية اذا ما وقع العدوان العسكرى على العراق حيث يؤكد العراقيون تمسكهم برئيسهم مع اقتراب موعد الاستفتاء المقرر الثلاثاء للتجديد لولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات للرئيس صدام حسين الموجود في السلطة منذ 1979. وتأتي هذه الفتوى في الوقت الذي تتساءل فيه الادارة الامريكية على رؤوس الاشهاد عن شكل الحكومة القادمة في العراق، بعد الاطاحة بصدام حسين التي ستوضع تحت وصاية عسكريين امريكيين. قيادة وعلى صعيد آخر اكد وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح أمس ان الكويت لم تتلق من واشنطن طلبا بنقل مقر قيادة هيئة اركان الجيش الامريكي. ونقلت صحيفة الراي العام الكويتية عن الوزير قوله ان وزارة الدفاع لم تتلق اي كتاب رسمي في شأن طلب تمركز هذه القوات في الكويت. وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد اعلنت الجمعة نقل المقرين العامين للفيلق الخامس لسلاح البر في اوربا والقوة الاولى للمارينز في كاليفورنيا لتعزيز وجودها العسكري قرب العراق. وتشمل عملية النقل ما لايقل عن الف عسكري بحسب مسؤولين في البنتاجون دون تحديد تاريخ للعملية. واشار الوزير الكويتي الى ان قرار الموافقة على السماح بدخول هذه الجيوش الكويت راجع الى القيادة السياسية . وكان الجيش الامريكي قد نقل قيادة اركانه في الخليج الى الكويت في بداية السنة على خلفية الحرب في افغانستان. ويضم الفيلق الخامس الذي توجد قيادة اركانه في هايديلبيرغ (المانيا) الفرقة الاولى المدرعة والفرقة الاولى للمشاة. ويبلغ عدده 42 الف جندي ومدني يتمركزون في اوروبا الغربية وخاصة في المانيا وتركيا. وهو يمثل قوة تدخل سريع للجيش الامريكي في اوربا والشرق الاوسط وتركيا. ويمكن للقوة الاولى للمارينز التي تتخذ قيادة اركانها من فورت بيندلتون (كاليفونيا) مقرا ارسال قوات تدخل الى الخارج جوا. وحاربت الفرقتان خلال حرب الخليج سنة 1991 وكذلك في الصومال ومنطقة البلقان. ويتمركز حوالي 58 الف عسكري امريكي حاليا في منطقة الشرق الاوسط بحسب البنتاجون. الناخب الامريكي وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه مجلة نيوزويك ان الموضوع العراقي يزداد اهمية في نظر الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم في الخامس من نوفمبر المقبل في الانتخابات النيابية الامريكية. واضاف الاستطلاع ان 30% من الاشخاص الذين سئلوا اراءهم يعتقدون ان العراق سيكون الموضوع الاكثر تأثيرا على اصواتهم اي بزيادة طفيفة عن اولئك الذين يتأثرون بالموضوع الاقتصادي(29 %). وسيشمل التصويت التجديد لجميع مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ و36 من حكام الولايات ال 50. ويأمل الجمهوريون في تعزيز اكثريتهم في مجلس النواب واستعادة الاكثرية في مجلس الشيوخ. واشار الاستطلاع الى ان شعبية الرئيس الجمهوري جورج بوش شهدت انخفاضا طفيفا. ويؤيد 61% من الامريكيين سياساته، في مقابل 65% قبل اسبوعين. ويؤيد 50% فقط ادارته لاقتصاد البلاد، فيما يؤيد 59% سياسته الدولية و58 % بتدن 2% تعاطيه مع الملف العراقي. واشار الاستطلاع الى ان تأييد الامريكيين للقيام بعمل عسكري ضد العراق مازال قويا حيث ابدى 66 في المئة ممن شملهم الاستطلاع تأييدهم لهذا الاجراء.ولكن الاستطلاع الذي اجراه معهد برينستون لابحاث الاستطلاع لحساب نيوزويك يومي الخميس والجمعة وشمل الفا من البالغين اشار الى ان 89 ممن استطلعت اراؤهم اكدوا اهمية الحصول على مساندة الحلفاء الاوروبيين بينما اعرب 89 في المئة منهم عن رغبتهم في حصول الولايات المتحدة على مساندة رسمية من الامم المتحدة.كما اشار الاستطلاع الى ارتفاع نسبة المؤيدين لضرب العراق من 63 في المئة قبل اسبوعين الى 66 في المئة وهي نسبة تقل قليلا عن نسبة المؤيدين لاتخاذ اجراء عسكري ضد العراق في مطلع سبتمبر ايلول التي بلغت 67 في المئة.وقال 49 في المئة ممن شملهم الاستطلاع انه سيكون من الافضل للولايات المتحدة تأجيل العمل العسكري لحشد تأييد مزيد من حلفائها حتى لو اتاح ذلك لصدام مزيدا من الوقت للاستعداد لمواجهة الهجوم او لتطوير اسلحة دمار شامل.لكن 42 في المئة ممن ادلوا برأيهم في الاستطلاع ذكروا ان من المهم للولايات المتحدة ضرب العراق خلال شهر او نحو ذلك حتى لو عارض كثير من حلفاء الولايات المتحدة مثل هذا الاجراء. وقال 72 في المئة ان الولايات المتحدة لو هاجمت العراق فسيؤيدون تشكيل قوة دولية للاطاحة بصدام من الحكم والسيطرة على البلاد.واشار الاستطلاع الى ان 70 في المئة ممن شملهم يؤيدون ارسال عناصر كوماندوس او قوات خاصة لاعتقال صدام وان 68 يؤيدون شن غارات جوية على العراق دون الاستعانة باي قوات على الارض. احتلال عسكري وأكد البيت الابيض أن الولايات المتحدة تضع خططا لاحتلال عسكري محتمل للعراق في أعقاب العملية العسكرية للاطاحة بصدام حسين للحيلولة دون تمزيق أوصال العراق عرقيا وضمان وصول الخدمات الحيوية للشعب العراقي. فقد أكد السكرتير الصحفي للبيت الابيض آري فليشر أن الخطة تشمل مرابطة وحدات للشئون المدنية من المؤسسة العسكرية الامريكية، ربما بقيادة حاكم عسكري لتولي المهام الادارية الرئيسية في أعقاب شن عملية عسكرية محتملة بقيادة الولايات المتحدة. وقال فليشر إن الادارة الامريكية مصممة على أنه إذا أصبح الامر مسألة عمل عسكري، فإننا لن نسمح بتمزيق أوصال العراق. وتريد الادارة التأكد من إمكانية تحقيق الاستقرار هناك. وأكد أن هناك مسألة رئيسية تتعلق بكيفية سرعة نقل السلطة إلى أبناء الشعب العراقي من داخل العراق وخارجه على حد السواء، وفي نطاق هذه العملية، نريد التأكد من تحقيق الاستقرار حتى يمكن أن يتوفر للشعب العراقي الماء، والغذاء، والتدفئة والكهرباء . وأضاف أن الانباء الخاصة بخطط الاحتلال والتي نشرتها الجمعة صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست كانت في جانب منها بمثابة وضع العربة أمام الحصان ، ذلك لان الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش لم يقرر بعد أن العمل العسكري سيكون ضروريا. وتمثل خطة الاحتلال تحولا عن الاستراتيجيات السابقة التي أكدت على دور لجماعات المعارضة العراقية في أي نظام حكم عقب رحيل صدام. وكان زعماء ست جماعات من المعارضة العراقية قد التقوا في واشنطن في أغسطس الماضي واتفقوا على تشكيل حكومة على غرار الحكومة الفدرالية تضم كافة الجماعات العرقية الرئيسية في العراق كما تعهدت بعقد مؤتمر في أوروبا في أواخر هذا العام لبحث تشكيل حكومة مستقبلية في بغداد. كما شرعت الخارجية الامريكية في تبني مشروع خاص حول مستقبل العراق ، حيث تقوم ستة أطقم خبراء من الجاليات العراقية التي تعيش في المنفى خارج العراق ببحث قضايا مثل الزراعة، والبيئة، والشئون المالية، والادارة والتنمية الاقتصادية. وتقول صحيفتا نيويورك تايمز أن الخطة الخاصة بتشكيل حكومة احتلال عسكري، والتي لم تقدم لبوش لاقرارها حتى الان، نابعة من رغبة في تجنب حالات الفوضى والاقتتال التي ابتليت بها الحكومة المؤقتة في أفغانستان في الشهور التي أعقبت سقوط حركة طالبان في كابول.