قال ريتشارد أرميتاج مساعد وزير الخارجية الأميركي إن من يعتقد أن العراق سينزع أسلحته طوعا حالم على حد تعبيره. وأكد ان الرئيس العراقي صدام حسين لن ينزع أسلحته طوعا على الإطلاق وان الناس الذين يصدقون ذلك يمنحونه ثقة عمياء وينظرون الى تمنياتهم على انها واقع.. وقال ان الذين يضعون آمالهم في رغبة صدام حسين في الامتثال (لما تنص عليه قرارات الاممالمتحدة) وفي اخلاص نظامه ينظرون الى تمنياتهم على انها وقائع. وجاءت هذه التصريحات في خطاب ألقاه ارميتاج امام المعهد الاميركي للسلام وهو مركز دراسات دولية في واشنطن في حين ينشر البيت الابيض وثيقة من 32 صفحة للتنديد بالة الاكاذيب العراقية. واكد ارميتاج ان بلدنا والمجتمع الدولي لا يمكنهما البقاء على الحياد والوثوق بصدام حسين بطريقة عمياء ليقوم بالامور بشكل صحيح، لانه لم يفعل ذلك على الاطلاق. واضاف ان الرئيس الاميركي جورج بوش لم يتخذ قرارا حتى الان بشن عملية عسكرية وان الولاياتالمتحدة لا تزال تفضل حلا يتفادى الحرب. لكنه استعار تصريحات الرئيس بوش ليؤكد ان الوقت يضيق بالنسبة للنظام العراقي، مضيفا ان صبرنا وصل الى حده.. واكد ان على المجتمع الدولي ان يبقي ويزيد حتى من الضغوط على بغداد. ووضع ارميتاج نفسه ايضا في احتمال قلب النظام العراقي بالقوة، مؤكدا انه في حال شن عملية عسكرية، فانها ستكون معركة لتوفير السلام والاستقرار للشعب العراقي. وفي السياق ذاته عاد رئيس لجنة الأممالمتحدة للمراقبة والتفتيش والتحقق هانز بليكس إلى نيويورك بعد يومين من المحادثات مع المسؤولين العراقيين في بغداد. وقال إنه سيطلع الدول الأعضاء في مجلس الأمن على ما تم إنجازه حتى الآن والمشكلات التي تواجه لجان التفتيش. ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن يوم الاثنين المقبل تقرير بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حول سير عمليات التفتيش. من جانبه قال المستشار الألماني غيرهارد شرودر إن بلاده لن تصوت لصالح قرار دولي يسمح باستخدام القوة ضد العراق في حال تم عرض القرار على التصويت داخل مجلس الأمن الدولي. وجاءت تصريحات شرودر خلال تجمع لحزبه الاجتماعي الديمقراطي في مدينة غوسلر شمالي ألمانيا. وكان المستشار الألماني قد أكد مرارا أن ألمانيا لن تشارك في أي حرب محتملة ضد العراق . وفي السياق ذاته تستعد قوات من اللواء السابع البريطاني الموجودة حاليا في ألمانيا للانتشار بمنطقة الخليج في إطار الحشود الأميركية البريطانية استعدادا لحرب محتملة على العراق. وكانت مصادر وزارة الدفاع البريطانية قد أعلنت أمس أنها سترسل 26 ألفا من قواتها إلى الخليج في غضون الأسابيع المقبلة. وتشكل قوات اللواء السابع عماد القوات البريطانية في الخليج بصفتها سليلة الفرقة السابعة المعروفة "بجرذان الصحراء" التي انتصرت في معركتين حاسمتين أثناء الحرب العالمية الثانية في منطقة العلمين شمال مصر. رد بغداد وفي بغداد قال طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي إن الولاياتالمتحدة تعتزم غزو العراق رغم الاتفاق الأخير الذي توصلت إليه بغداد مع فرق المفتشين. وأوضح في مؤتمر صحفي عقده في بغداد الثلاثاء أن العراق أكد في محادثاته مع مسؤولي التفتيش خلوه من أسلحة الدمار الشامل وأن واشنطن تعلم ذلك. وأشار رمضان إلى حرص الجانب العراقي على زيادة التعاون مع المفتشين حتى لا يعطي الإدارة الأميركية ذريعة للحرب. ووصف عضو المجلس الوطني العراقي مظفر الأدهمي الإدارة الأميركية بأنها تسعى إلى تضليل الرأي العام العالمي والأميركي الذي يرفض العدوان على العراق. وقال إن تصريحات بوش ليس فيها جديد، مشددا على أن العراق رد على كل شكوك المفتشين وأبدى استعداده للرد على كل الأسئلة. وكان الرئيس العراقي صدام حسين قد التقى أمس بكبار المسؤولين العسكريين لبحث الاستعدادات الجارية لصد أي هجوم أميركي محتمل. وأوضحت وكالة الأنباء العراقية أن الاجتماع ضم قصي صدام حسين نجل الرئيس العراقي المشرف على الحرس الجمهوري ووزير الدفاع الفريق أول الركن سلطان هاشم أحمد وعددا من قادة وآمري وضباط ركن الوحدات والتشكيلات والصفوف في القوات المسلحة. من ناحيته ،امر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد بنشر حاملتي طائرات اخريين مع عديدهما اللازم في الخليج كما اعلن مسؤولون عسكريون. وقال ناطق باسم البحرية الاميركية القومندان توم فان لونين ان احدى الحاملتين هي يو اس اس ابراهام لنكولن. وبحسب مسؤول عسكري رفض الكشف عن هويته فان الثانية هي يو اس اس ثيودور روزفلت. وقالت المصادر نفسها ان رامسفلد وقع خلال نهاية الاسبوع اوامر الانتشار هذه التي تتعلق بحوالي 13 الف عنصر من المارينز. وهذه الاوامر هي الاخيرة الصادرة بشأن الاستعدادات التي تنص على ان يكون هناك اكثر من 150 الف عسكري اميركي في الخليج في منتصف فبراير. وبحسب محللين عسكريين، فان خمس حاملات طائرات كافية لضمان سيطرة الولاياتالمتحدة على اجواء منطقة الخليج في اطار عملية واسعة النطاق ضد العراق. وبتصرف الولاياتالمتحدة حاليا حاملة طائرات في هذه المنطقة هي يو اس اس كونستليشن.. وتتواجد حاملة ثانية هي يو اس اس هاري ترومان في شرق المتوسط. والثلاثاء كانت الحاملة ابراهام لنكولن قبالة السواحل الاسترالية عندما تلقت الامر بالانتشار بينما كانت ثيودور روزفلت في الكاريبي