تعتزم مجموعة جنرال موتورز الأميركية تعزيز حضورها في السوق المغربية من خلال فرعها الدولي "ديلفي أوتوموتيف سيستمز" Delphi Automotive Systems. وبدأت المجموعة التي ستعقد مؤتمرها السنوي في مراكش الشهر المقبل في حضور عشرين ألف مندوب من أنحاء العالم، إتصالات تمهيدية لدى الحكومة المغربية لبحث مجالات التوسّع المتاحة. وذكرت شركة ديلفي أنها ستستثمر 18 مليون دولار أميركي لإنجاز وحدتين لتصنيع ألياف السيارات وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى الداخلة في تصنيع سيارات موجّهة الى السوق المحلية. ووقع إختيار المجموعة على الدار البيضاءوطنجة لتنفيذ مشاريعها. وقالت مصادر إقتصادية مطلعة أن المجموعة حصلت على موافقة الجهات المغربية المسؤولة الأسبوع الماضي وأن إعلان تنفيذ المشروع يتزامن مع الإجتماع السنوي لمجموعة جنرال موتورز في مراكش، وهو ثاني أهم حدث إقتصادي تشهده المدينة منذ التوقيع على إتفاقية الغات وإنشاء المنظمة العالمية للتجارة العام 1994. وأبرمت ديلفي إتفاقاً مع مجموعة فيات التي ستبدأ قريباً تصنيع طرازات "سيينا" Siena، وهي تترجم مفهوم المجموعة الإيطالية ل "السيارة العالمية". وستسوّق الوحدات المنتجة في مصنع سوماكا في الدار البيضاء، في أسواق المغرب وبقية مناطق شمال إفريقيا، لقاء نحو 10 آلاف دولار للسيارة الواحدة. وستُجهّز ديلفي مصانع فيات بمختلف حاجاتها من الكابلات الإلكترونية والكهربائية ومكوّنات لوحة القيادة في السيارات التي يقدّر إنتاجها في المرحلة الأولى بعشرين ألف وحدة سنوياً، بعد وقف إنتاج موديل "أونو". وذكرت ديلفي أنها ستوظّف 900 فني وعامل مغربي في مصانعها، كما ستتولى تسويق جزء من الإنتاج في دول الإتحاد الأوروبي والشرق الأوسط وإفريقيا. وسيخصص مصنعها في المنطقة الحرّة في طنجة للتصدير. ويشهد الإستثمار في قطاع السيارات في المغرب تطوّراً ضخماً يُقدّر بنحو 800 مليون دولار، ويشمل المشروع الذي أعلنته شركة دايوو الكورية الجنوبية قبل أزمة دول جنوب شرق آسيا، والذي تقدّر كلفته بنحو نصف بليون دولار. وتُقدّر قيمة مشتريات سوق السيارات الجديدة في المغرب بنحو 400 مليون دولار سنوياً، وحجمها بنحو 21 ألف سيارة جديدة خاصة. وعلى رغم تراجعها، إحتلت فيات المرتبة الأولى السنة الماضية ببيع 7726 وحدة، أمام تويوتا 1406 وحدات في الشهور العشرة الأولى من 1997. وتضم ديلفي مجموعة شركات تنتج القطع لجنرال موتورز ولغيرها، في توجّه تسعى من خلاله الشركة الأم وفورد موتور كومباني أيضاً عبر شركة "فيستيون" Visteon الى بيع خدمات شركاتها المورّدة للقطع و/أو الأنظمة الى شركات خارجية لتحسين إستغلال طاقاتها، عوضاً عن حصرها بتزويد ماركاتها وحدها. وتضم خبرات ديلفي قطاعات هياكل السيارات وأنظمة تعليقها، والمحرّكات والإلكترونيات والكهربائيات والإضاءة وأنظمة اللف.