أعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند ان مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى اتفقت على العمل معاً لمواجهة انتهاك روسيا القواعد الدولية، مشيرة الى تشكيل فريق عمل سيحمي ديموقراطيات العالم من محاولات تقويضها. اما القائم بأعمال وزير الخارجية الأميركي جون ساليفان، فحضّ موسكو على أن تكون شريكاً بنّاءً في سورية، و»إلا ستُحاسَب»، وطالبها بوقف وضع عراقيل أمام السلام في هذا البلد. وتطرّق المجتمعون الى ملف الاتفاق النووي الإيراني، وقال في هذا الصدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن «هناك اتفاقاً كبيراً في الرأي بين دول مجموعة السبع بأن (الاتفاق) هو الأفضل»، واستدرك: «نقرّ بأن السلوك الإيراني هدّام في المنطقة، وبأن الرئيس (الأميركي دونالد ترامب) محقّ في بعض النقاط التي تجب معالجتها، لكننا نرى إمكان معالجتها» داخل الاتفاق. وأعلن وزير الخارجي الألماني هايكو ماس أن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضان ترامب على عدم الانسحاب من الاتفاق، قائلاً في ختام اجتماع لوزراء خارجية الدول السبع في تورونتو بكندا: «نعتقد بضرورة دعم الاتفاق. وفي حالة فشله أو انسحاب الولاياتالمتحدة منه، لن يكون لدينا أي (شيء) يضاهيه، ونخشى تدهور الوضع بشدة، وما سيترتب على ذلك من عواقب». وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وجّه امام ساليفان «دعوة قوية جداً» الى واشنطن «لئلا تتخّلى عن الاتفاق»، لأن ذلك «يمكن ان يمنح الإيرانيين ذريعة لانسحاب قد تكون عواقبه كارثية». لكن ساليفان تحدث عن «تحقيق تقدم كبير» في الأشهر الأخيرة مع الأوروبيين، مستدركاً: «لم ننجز الأمر بعد». في المقابل، دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «محاولات للتدخل في النظام العالمي الذي تقوم عليه الأممالمتحدة». وأضاف بعد لقائه نظيره الصيني وانغ يي في بكين، ان الاتفاق النووي الإيراني «من أضخم إنجازات الديبلوماسية الدولية في التاريخ الحديث، ومراجعته ليست مقبولة»، رافضاً «محاولة إهدار سنوات من العمل الدولي». وتابع: «نقول بوضوح مع الصين إننا سنتصدى لمحاولات تقويض الاتفاقات التي صودق عليها بقرار من مجلس الأمن». أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فكتب على موقع «تويتر»: «إما كل شيء أو لا شيء. على الزعماء الأوربيين تشجيع ترامب، ليس فقط على البقاء في الاتفاق، ولكن الأهم على البدء في تنفيذ جانبه من الاتفاق بنية صادقة. الرئيس ماكرون مصيب في قوله إن لا خطة بديلة» للاتفاق. وتحدث عن 3 سيناريوات محتملة امام طهران في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق، أولها ان تنسحب من الاتفاق أيضاً وتستأنف تخصيب اليورانيوم بقوة، وثانيها تقديم شكوى رسمية أمام لجنة تبتّ في انتهاك الاتفاق، وثالثها إمكان الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وأعلن جونسون قراراً بتشكيل مجموعة عمل تدرس «السلوك الخبيث لروسيا بكل مظاهره، سواء كان حرباً إلكترونية، أو معلومات مضللة، أو محاولات اغتيال، أو أي شيء يحدث». واعتبر أن «روسيا ذكية في شكل لا يُصدق، في زرع شكوك وارتباك وإشاعة أخبار زائفة ومحاولة الاصطياد في مياه عكرة». وتابع: «نعتقد بأن لمجموعة السبع دوراً في محاولة تأمين بعض الوضوح» في هذا الصدد. وتطرّق وزير الخارجية الألماني الى «الصراع السوري»، قائلاً: «لن تكون تسوية سياسية من دون روسيا، ولكن عليها في المقابل أن تقدّم عروضاً بنّاءة للمساهمة في التوصل الى هذا الحلّ».