ألقت ألمانيا بثقلها الديبلوماسي أمس على خط الأزمة السورية، وأبدت استعدادها للوساطة مع روسيا، وسط احتدام السجال بين واشنطن وباريس ولندن من جهة، وموسكو من جهة أخرى، في وقت تعهد الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني استمرار التعاون مع روسيا للوصول إلى حل سياسي للازمة السورية. وجرت أمس محادثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ركزت على «الوضع في سورية». وأوضح الكرملين في بيان أن بوتين أكد خلال حديثه مع ميركل أن ضربة الولاياتالمتحدة وحلفائها على سورية «عملاً عدوانياً وانتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، كما ألحقت أضرار كبيرة لعملية التسوية السلمية للأزمة». وأوضح البيان: «تمت مناقشة تفاقم الوضع في سورية وحولها بالتفصيل. وأعرب الجانبان عن استعدادهما للمساهمة في استئناف الجهود الديبلوماسية في سورية، بما في ذلك عبر جنيف وآستانا، بالإضافة إلى مواصلة الاتصالات الثنائية في شأن هذه القضية»، فيما قال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إن ميركل وبوتين «بحثا سبل المضي قدماً باتجاه عملية سياسية لإنهاء الحرب الدائرة في سورية. واتفقا على أن العملية السياسية يجب أن تكون مركز الجهود لإنهاء الصراع الدموي الطويل. وبحثا فرص العمل على ذلك». وخلال مؤتمر صحافي مع رئيسة وزراء نيوزيلندا أمس، قالت ميركل: إن روسيا، باعتبارها حليفاً للنظام السوري، تشترك في تحمل المسؤولية عن الهجوم الكيماوي، لكنها أكدت على أنها ما زالت تعتزم مواصلة الحديث مع بوتين. وقالت إنها تتوقع أن تلتقي مع بوتين في المستقبل القريب لكن لم يتحدد موعد بعد. كما جرت محادثات هاتفية أخرى أمس بين ميركل والرئيس التركي، حيث جرى «تبادل الآراء حول القضايا الثنائية والإقليمية. وتطرقا إلى العملية التي نفذتها الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا في سورية فجر السبت، وأكدا على ضرورة حماية وحدة الأراضي السورية والإقدام على خطوات ملموسة من أجل إحراز التقدم في المسيرة السياسية. من جانبه قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن ألمانيا «تتمتع بدور وساطة خاص يسمح لها بإبقاء نافذة الحوار مع روسيا في شأن الأزمة السورية مفتوحة». وخلال مؤتمر صحفي في برلين مع وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند قال ماس إن عملية السلام السورية المتعثرة ستطرح للنقاش خلال قمة لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية في تورنتو مطلع الأسبوع المقبل. وأضاف: «علينا أن نستغل هذه اللحظة لتحريك العملية السياسية مجدداً. نحتاج لروسيا أيضاً في هذا الحوار». والمح إلى أن علاقة ألمانيا الأقرب لروسيا قد تساعد في تسهيل ذلك. إلى ذلك أتفق إردوغان وروحاني في اتصال هاتفي أمس على مواصلة التعاون بين (الدول الثلاث الضامنة) تركيا وإيران وروسيا في سبيل حل سياسي للصراع في سورية. ووفق مصدر في الرئاسة التركية، أبلغ إردوغان روحاني في المكالمة أنه ينبغي تفادي التصرفات التي تؤجج التوتر في المنطقة. في غضون ذلك، دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام البرلمان الأوروبي أمس عن «الضربات الثلاثية»، مؤكداً أن الدول الثلاث «تدخلت حفاظاً على شرف الأسرة الدولية». وقال ماكرون مخاطباً النواب الأوروبيين في ستراسبورغ في شرق فرنسا: «دعونا نضع مبادئنا نصب عيوننا ونتساءل أي طريق نريد أن نسلك: هذه الضربات لا تحل شيئاً، لكنها تضع حداً لنظام اعتدنا عليه، نظام كان معسكر أصحاب الحق سيتحول فيه نوعاً ما إلى معسكر الضعفاء».