تتجه أحزاب المعارضة الرئيسة في السودان إلى رفض دعوة من الرئيس عمر البشير للمشاركة في «حكومة عريضة» لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد عقب انفصال الجنوب. وأكد رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني عدم رغبة حزبه في ذلك. وقال للصحافيين عقب محادثات مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي في القاهرة، إنه «يجب التصدي للأمور بحكمة وحزم»، مشدداً على أن حزبه يسعى إلى الحفاظ على وحدة السودان وأن انفصال الجنوب «ليس واقعاً يستكان إليه». وأضاف أنه غادر السودان قبل التاسع من تموز (يوليو) - يوم إعلان انفصال الجنوب - لأن لديه اتفاقاً وقّعه مع الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق بالحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً. كما كشف زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، عن ميثاق لقوى المعارضة يتبنّى الأجندة الوطنية، وهدد أنه في حال إجماع القوى السياسية على الوثيقة وعدم اعتراف الحكومة بها فإن كل الخيارات ستصبح أمامهم مفتوحة. وأكد المهدي في لقاء مع القوى السياسية في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان في غرب البلاد، أن حوارهم مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم لا يعني إيقاف التعبئة السياسية، موضحاً أن الحزب الحاكم طلب منهم المشاركة في «حكومة عريضة»، مؤكداً أن حزبه رفض ذلك، لكنه رهنه باتفاق على أجندة وطنية تشمل الدستور وتسوية أزمة دارفور ومعالجة الأوضاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. لكن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قلل من دعوى المعارضة السودانية بعدم شرعية الحكومة بعد انفصال جنوب السودان، وقال خلال مؤتمر للتعايش السلمي في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور: «أولئك يلهثون وراء السراب ويتحدثون عن عدم شرعية الحكومة وقد عقدوا العزم على إزالة النظام، ويحلمون بجنوب جديد».