الخرطوم - أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس أن السودان يريد لدولة جنوب السودان التي ستعلن غداً أن تكون آمنة ومستقرة وتقوم علاقتها مع الشمال على تبادل المنافع. وقال إنه سيشارك في احتفالات الاستقلال في جوبا «لنبارك باسمكم جميعاً لاخوتنا في الجنوب ونجدد استعدادنا للوقوف بجانبهم لاننا نريدها دولة آمنة ومستقرة وان لم تكن آمنة ومستقرة فان اهل الجنوب سيأتون للشمال». وكان البشير يخاطب الآلاف من مناصريه في مدينة الدويم التابعة لولاية النيل الأبيض وسط السودان عند تدشينه جسراً جديداً على النيل الأبيض أحد روافد نهر النيل. وأضاف في الكلمة التي بثها التلفزيون الحكومي: «نقول لاخوتنا في الجنوب: رجاء احفظوا حدودكم لأننا لن نقبل تدخلاً في شؤوننا ونحن لن نتدخل في شؤونكم. نريد علاقة تقوم على تبادل المنافع وحرية الحركة للمواطنين عبر الحدود وعلى التبادل التجاري». وجدد انتقاده الاتفاق الاطار الذي وقعته حكومته مع لفرع «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في شمال البلاد، كخطوة لوقف الأعمال العدائية في ولاية جنوب كردفان الشمالية الحدودية التي تدور فيها مواجهات بين الطرفين منذ أيار (مايو) الماضي. وقال إن «التمرد في جنوب كردفان بعد الغدر والخيانة وقتل المواطنين، يأتي لنا باتفاق عن الشراكة السياسية، وأنا اقول ما في شراكة سياسية قبل الترتيبات الامنية وتنفيذ اتفاق السلام الشامل حول جنوب كردفان والنيل الازرق، وبعد ذلك نجلس معهم مثلهم مثل أي قوة سياسية في الداخل، هنا وليس في اديس ابابا، لأننا قلنا التفاوض الذي يجري في الدوحة حول دارفور هو آخر تفاوض خارج حدود السودان ولن نتفاوض مع أي شخص حمل السلاح، بل سنتعامل معه وفق القانون». من جهة أخرى، أعلن البشير أن الحكومة ستوقع في الدوحة الخميس المقبل وثيقة سلام دارفور التي أعدتها الوساطة المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وقطر. وقال: «الخميس المقبل سنكون في الدوحة لنوقع سلام دارفور، والشكر لاخوتنا في قطر الذين ظلوا يعملون لأكثر من عامين لتحقيق سلام دارفور». وتجري مفاوضات بين الحكومة السودانية و «حركة التحرير والعدالة» المسلحة التي لها وجود عسكري ضعيف على الأرض بينما تقاطع المحادثات «حركة العدل والمساواة» أكثر الحركات الدارفورية تسليحاً و «حركة تحرير السودان» جناح عبدالواحد محمد نور التي تحظى بدعم المقيمين في معسكرات النزوح التي نشأت من جراء الحرب الدائرة في الاقليم. وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس انه سيمثل فرنسا في احتفالات استقلال جنوب السودان التي سيحاول خلالها تجنب الرئيس البشير الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الابادة. وقال خلال مؤتمر صحافي: «السؤال كان واضحاً جداً: هل يجب الذهاب أم لا؟ يجب ألا نتخلف عن إظهار دعمنا لقيام دولة جديدة لأن البشير سيكون موجوداً». وأضاف: «سيحضر أيضاً بان كي مون (الأمين العام للأمم المتحدة) ووليام هيغ (وزير الخارجية البريطاني) وكاثي اشتون (وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي) ورؤساء دول وحكومات عدة، وسأحاول أن أبقى مع هؤلاء الاشخاص خلال الاحتفالات». وتابع: «انها طريقة للتأكيد على أن الديموقراطية في أفريقيا كما في الشرق الاوسط هي نهج السياسة الخارجية لفرنسا».