وسط مطالبات بتطبيق حد القصاص في حق قاتلة الطفل «أحمد»، واختصار الإجراءات البيروقراطية قدر الاستطاعة في هذا الشأن، عايش أهالي الطائف على مدى اليومين الماضيين صعقة هول الجرم الذي اغتال براءة الطفولة وخلف في النفوس جرحاً غائراً يرفض التطبيب والاندمال على المدى البعيد، خلفه انبعاث نبأ قتل الطفل أحمد الغامدي وهو لم يتجاوز ربيعه الرابع من العمر. لم تمنح يد الغدر التي غرست مخالبها في جسد أحمد الغض وحولته إلى جثة هامدة لا حراك بها فرصة الانغماس في متعة تباريح الطفولة وعجلت بإرساله إلى الموت من غير حيل له ولا قوة. فارق النوم طيلة الأيام الماضية عيون الباحثين عنه، وبعد قتله فتش البعض عن حلول بغية التخفيف من حدة وقع الخبر عقب إعلانه بشكل رسمي، والتأكيد أن المنزل مأوى أحمد ووالده وشقيقته وقاتلته (زوجة والده) شهد فصول الجريمة المؤلمة التي تسللت من أزقة حي الشرقية أحد الأحياء الضاربة في القدم المتربع وسط الطائف، وعمت رائحتها المشبعة بالدم المحافظة الهادئة وتجاوزتها إلى الأصقاع. وسبق إعلان القتل انتشار نبأ اختطافه، فيما استمرت عمليات البحث التي حظيت بتضامن واسع من الأهالي تسعة أيام، بيد أن اتجاه البوصلة تغير تماماً بعد أن انكشفت الحقيقة التي وضعت حداً مفصلياً للتكهنات، وأظهرت أن أحمد وقع ضحية قتل وفارق الدنيا إلى غير رجعة. وأشار المواطن محمد بخاري (أحد سكان الحي) إلى أن انعكاسات الخبر أدخلته في حال من «الهستيريا»، وزرعت في نفسه الرعب وصورت أمامه صورة الطفل حتى في ساعات النوم التي لم تخل من الكوابيس والأحلام المفزعة التي توقظه من نومه مراتٍ عدة. وقال: «أخذت في إمعان النظر إلى أطفالي أقران الضحية وهم نائمون في ساعات متأخرة من الليل وأتحسر وأذرف الدموع وأقوم بتصرفات غير عقلانية أثارت شكوك زوجتي وأوحت أنني أصبت بمرض يلزمه تدخل علاجي، وأخذت في ليلة يغشاها السواد تهدئ من روعي وتحاول صرف تفكيري عن القصة، عل ذلك يسهم في خلق أجواء بعيدة عن الحادثة التي قضّت المضاجع وارتجفت لها غالبية الأسر التي خيم عليها الحزن وأدخلها في سرادق عزاء ومواساة قبل دفن الضحية». فيما أوضح ماجد النفيعي أن حادثة مغتصب القاصرات في جدة على رغم مرارتها تحولت إلى أمرٍ ثانوي بجانب تفاصيل هذه القضية، مؤكداً أنها أعادت شريط الذكريات إلى حوادث أخرى أفضت إلى القتل، بيد أن فارق المقارنة شاسع جداً. وأضاف: «اتجهت إلى إحدى الصيدليات للبحث عن مهدئات، عقب أن إسود الكون بأكمله في عيني»، مبيناً أن الآثار شملت الأطفال والمسنين وشرائح المجتمع كافة، معتقداً أن تطبيق الحد الشرعي سيخفف من ألم المصاب الجلل ويزيح شيئاً من الحسرات التي ستظل عالقةً في النفوس.