نشرت الزميله صحيفة الوطن المحليه في عددها اليوم لقاء مع شاب مصري دخل إلى دار الملاحظة قبل 7 سنوات وهو في الثالثة عشرة من عمره بسبب قتله طفله مصرية الجنسيه تدعى ولاء ويتحدث الشاب احمد قصته لجريدةالوطن حيث يقول : كان الجميع ينظر له باستغراب كبير أثار التساؤلات في أنفس الجميع، فهو في سن صغيرة وجريمته كبيرة، وبالرغم من ذلك الجو الذي أحاط به والذي غالباً ما يتسبب في إحباط صاحبه وتمكن اليأس منه، إلا أنه كان يرى فيه حافزاً لأمل ينتظره يعانق فيه حلمه الجميل، ودافعاً لبناء حياة جديدة يكون فيها مهندساً . ففي 12 مايو 2004 دخل أحمد دار الملاحظة على ذمة قضية قتل يعتبرها غلطته الأولى والكبرى في حياته ويتحدث عنها وهو في أشد الحزن و الندم. قتل "ولاء" يقول أحمد لم تذق عيناي طعم النوم لمدة أربعة أيام عقب ارتكاب الجريمة, وبعد أن طلبتني شرطة الدمام بوصفي آخر شاهد عيان كان مع الطفلة التي توفيت، لم أتمالك نفسي، ودخلت في موجة بكاء شديدة صارخاً في حالة من الهستيريا "أنا من قتلت ولاء .. أنا من قتلت ولاء"، وبعدها تم تحويلي إلى دار الملاحظة بالدمام، واستقبلني المشرفون وأنا في حالة من الهلع الشديد، لتأثري بما شاهدته سابقاً من أفلام السينما، والتي عكست صورة سيئة ومرعبة لأجواء السجون، وسيطرة القوي فيها على الضعيف، وما فيها من عصابات". أول أيام الحجز يتابع أحمد حديثة قائلاً: في أول يوم دخلت فيه دار الملاحظة، خضعت إلى الفحوصات الطبية ولبست لباساً مموهاً باللون الأخضر، وبعدما سمح لي بالخلود إلى النوم، لم تصدق عيناي أنني أملك سريراً خاصاً لي في هذا المكان، سرير تناثرت حوله عبارات ترحيب بقدومي، قصد منها كاتبوها إعطاء نوع من الراحة والاطمئنان إلى نفسي "الخائفة"، وما إن قرأت تلك العبارات، حتى شعرت بارتياح كبير بدد جزءا من مخاوفي في تلك اللحظات، ودخلت في نوم عميق استمر لأكثر من 22 ساعة متواصلة". إنسان آخر ابتلع أحمد ريقه واغرورقت عيناه " وقال: مكثت أشهراً في الحجز الانفرادي، أبكي من الخوف والوحدة، ولم يكن لي صديق وأنيس، غير الصلاة والقرآن الكريم، حتى هدأت نفسي وسلمت أمري إلى الله، وبعدها خرجت من الحجز الانفرادي بعد أن تبين للجميع أنني شخص مسالم، وتابعت الحياة، وأكملت دروسي ونجحت في اختبارات العام وانتقلت للصف الثالث المتوسط ونجحت بصعوبة بالغة، والآن أنا متخرج من المرحلة الثانوية بتقدير ممتاز. حكم القصاص ويسترسل أحمد بالقول "عاد إلي الهدوء والثبات، بعد عدة أشهر من دخولي إلى دار الملاحظة، وتوجهت إلى المحكمة لأسمع النطق بالحكم، وتم توقيع عقوبة القصاص علي، وكنت أنوي الاعتراض على الحكم، لكنني أسلمت أمري لله طمعا في عفو أسرة "ولاء" التي قتلتها، وكم أتمنى أن أكون ابنا بارا لهم في حال عفوهم عني، وأكفر عن خطئي الذي قادني الشيطان إليه دون سبب، وكم أتمنى أن يتسع صدر والد ووالدة "ولاء" للعفو عني وأن يحتسبا ذلك عند الله". صور مؤلمة ويستطرد قائلاً: يتمزق قلبي في كل زيارة أرى فيها والدتي تبكي، وأتعذب كثيراً عندما أرى والدي وهو مهزوم وقد شاخ بسببي، إنها صورة مؤلمة تجعلني أتمنى الموت ألف مرة، على ألا أرى أمي وأبي في هذه الحالة، فأمي كانت تأمل مني الخير، وأبي كان يعول علي لأكون رجل البيت في غيابه، إلا أن ما حدث كان مخيباً للآمال، إنه شعور يحطم القلب. ندم وحسرة وبوجه بدت عليه علامات التأثر والندم والحزن، يصف أحمد المنظر الذي يشاهده في دار الملاحظة من خلال عناق الأب لابنه ورغبته بالمكوث بجانبه لساعات وساعات، وكذلك دموع الوداع من الأمهات. ويقول: إنه منظر مؤلم ويعتصر فيه القلب ويتقطع ألماً، فالكل لا يريد فراق أهله، والأهل لا يريدون فراق الأبناء، إنها لحظات تؤلمني وتزيد من عذاب الندم ولوعة المشاعر والحسرة على كل شيء، بعدما تسببت الجرائم في شتات أفراد الأسرة الواحدة. نظرة تفاؤل وعن علاقته بمن حوله في دار الأحداث، قال أحمد: نحن هنا أسرة واحدة حتى إنني لم أخبرهم بالحكم الذي صدر ضدي، وقلت لهم إن جلسة المحكمة كانت مجرد جلسة عادية، حتى لا أثير مشاعر الإحباط والحزن في نفوسهم. ويصف أحمد حال الأحداث، ويقول: هم داخل بيوتهم وليسوا في معتقل، يلقون الرعاية التي تعوضهم عن أسرهم، فهنا يعمل الجميع تحت مظلة الاعتماد على النفس، وحب العطاء، والرغبة في الخروج إلى حياة جديدة تملؤها النجاحات والصحبة الصالحة، وينظرون للحياة غداً بكل أمل وتفاؤل. 7 سنوات ويتابع قائلاً "إذا كتب الله لي العفو من أهل الدم، فإن أول عمل سأقوم به هو الذهاب إلى البقاع الطاهرة، إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وأؤدي فريضة الحج، وأعتمر، وبعدها لدي النية في السفر إلى مصر لأدرس فيها الهندسة الكيميائية، وأقضي بقية حياتي هناك، بالرغم من وجود آباء وإخوان لي هنا قضيت معهم 7 أعوام، غيرت في الكثير، وحولتني من شاب انطوائي إلى قائد ذي صفات تؤهلني لاتخاذ القرار والعمل بين الجماعة كقائد لهم، ففي السنوات الأخيرة لم أكن سجيناً، بل كنت حدثاً فاعلاً، وذلك بفعل المعاملة التي ألقاها من مدير دار الملاحظة تحديداً عبدالرحمن المقبل، فهو الذي جعلني أعمل كمشرف على الطلاب، وقائداً لفريق دار الأحداث، تسند لي مهام إلقاء الكلمات والخطابات الرسمية، وكذلك استقبال الوفود الزائرة للدار، حتى أصبحت واجهة للأحداث أمام الزائرين والمسؤولين، لقد تعلمت الكثير والكثير في دار الملاحظة، تعلمت كيف أتحدث مع الناس، تعلمت الاعتماد على النفس، تعلمت عدم اليأس، تعلمت العمل حتى آخر لحظة في حياة الإنسان". وسكت لبرهة من الوقت، وقال "مقولة لا يأس مع الحياة كانت دائماً ما تبعث الأمل في النفس، وتطرد عني اليأس وهي التي صنعت الكثير من العظماء". أمل أخير بنفس يملؤها الإيمان بالله، والرضا بالقضاء والقدر، يقول أحمد "عشت حياة مثالية في دار الأحداث فالمشرفون كانوا آباء لي، وبدأت بالانخراط في حياتي الطبيعية في دار الملاحظة، وتوفرت الكتب الدراسية وكافة المستلزمات المدرسية لي لمواصلة دراستي، و أرى بصيصاً من الأمل في الحياة وما زلت منذ تلك الفترة وأنا أمارس حياتي المعتادة كأنني سوف أخرج من السجن في اليوم التالي، هكذا تعلمت لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، وقال بثقة: عندي أمل كبير في أن الله سبحانه وتعالى سيدفع أهل الخير ليتدخلوا لإنقاذي، وعندي أمل في الحياة وأن أحقق حلمي، وأن أصبح مهندساً كيميائياً يوما ما، وصحيح أن القصاص حق، ولكن العفو والصفح جعلهما الله خلاصا من هذا المأزق، وأن الأجزاء العشرة التي حفظتها من القرآن لن تضيع، و"عشمي" في الله ثم في أهل الخير في هذا البلد الطيب بالسعي لإنقاذي من القصاص". قصة جريمة القتل عام 1425 ه نقلا عن جريدة الشرق الاوسط : تمكنت الاجهزة الامنية في شرطة الدمام، الكشف عن الغموض الذي أحاط بحادثة مقتل الطفلة المصرية ولاء ذات الثلاثة أعوام، مساء يوم الجمعة الماضي بعد مرور نحو 5 أيام فقط من الجريمة التي هزت المنطقة الشرقية. وأعلنت شرطة المنطقة الشرقية أمس، أنها تمكنت من القاء القبض على فتى مصري يبلغ من العمر 14 عاماً بتهمة قتل الطفلة ولاء بطعنها بأكثر من 36 طعنة قاتلة في مختلف أجزاء جسدها الصغير وإلقائها في حديقة الملك عبد العزيز القريبة من منزل الضحية والجاني. ولم توضح الشرطة أسباب ودوافع الجريمة، واكتفت بالاشارة إلى أن الأجهزة الأمنية عملت بشكل دؤوب منذ وقوع الجريمة مساء الجمعة في حي الخليج بالدمام للكشف عن الغاز هذه الجريمة، التي هزت مشاعر المواطنين لفداحتها، وراجت شائعات اثارت هي الأخرى الذعر عن وجود قاتل يحترف اصطياد الأطفال. ونفى مصدر في شرطة المنطقة الشرقية وقوع جريمة اغتصاب للطفلة، وهو ما اشاعته بعض الصحف المحلية، وقال «إن هذه الأخبار عارية عن الصحة»، كما رفض المصدر نفسه أن يكون القاتل مريضاً نفسياً. وتحدث أمس أحمد زين عبد الفهيم عم الطفلة ولاء، وهو يعمل مديرا لفرع إحدى الشركات الخاصة، قائلا «إن القاتل كان يقيم في العمارة التي تسكن بها عائلة ولاء، وكانت أسرته ترافق اسرة الضحية، وكان يتلقى المساعدة من والد الطفلة، حيث كان يعلمه اللغة الانجليزية». وأبدى أحمد الفهيم استغرابه ان يقدم هذا الشاب على الجريمة بقوله «كان يبدو ملتزماً ومواظباً على اداء الصلاة ومن الطلبة المتفوقين، وهو يتعلم في الصف الثاني المتوسط»، مفيدا «ان اكثر ما يدهشنا أنه كان يتعاون معنا أثناء ايام العزاء، وكان يقدم الشاي والقهوة للمعزين ويساعدنا في تلقي العزاء، من دون ان نعلم أنه يقف وراء هذه الجريمة البشعة». وأضاف عبد الفهيم ان «مصيبتنا في جارنا تعادل مصيبتنا في ابنتنا»، وتحدث عن رغبة والدة الضحية في أن تلتقي بالقاتل لكي تسأله عن سبب إقدامه على هذه الجريمة. وقال «إننا عائلة الضحية ستحتفظ بحقها في طلب القصاص من القاتل بعد أن يدان شرعاً، كما تحدث عن أصول العائلة في صعيد مصر، وإلتزامها بحق طلب الاقتصاص». وتبين أن القاتل يقيم في العمارة السكنية التي تقيم فيها اسرة الضحية، في حين تحدثت أنباء أخرى أنه كان يتردد على منزل الضحية لتلقى دروساً في اللغة الانجليزية على يد والدها معلم اللغة الانجليزية في إحدى مدارس الدمام. وكانت (ولاء) ترافق والدتها مساء الجمعة حين كانت تتسامر مع إحدى جاراتها فوق سطح المنزل بعد العشاء، حين أرسلتها أمها لإحضار قارورة من الماء، لكنها غابت ولم يعثر لها على أثر، وبعد إبلاغ الشرطة تم العثور عند منتصف الليل على جثة الطفلة مضرجة بدمائها في حديقة الملك عبد العزيز القريبة من المنزل بحي الخليج. وفتح تحقيق في الشرطة الشمالية بالدمام، وتم توقيف عدد من المشتبه فيهم، وبينهم ثمل كان بجوار الحديقة، كما تم توقيف نحو 20 شخصاً لاستجوابهم، وتم استبعاد السرقة كدافع للجريمة، لأن الضحية لم تكن تحمل مالاً ساعة قتلها كما لم يُسلب القرط الذهبي الذي كانت تلبسه، لكن فرق البحث الجنائي عملت على أكثر من صعيد لفك الالغاز التي أحاطت بهذه الجريمة، إلى أن فاجأت امس بالاعلان عن القبض على الجاني الذي أودى بحياة مواطنته بطعنها 10 طعنات في مختلف أنحاء جسدها. وبالاعلان عن القاتل، يسدل الستار على قضية أدخلت الرعب في بيوت المواطنين والمقيمين في شرق المملكة، الذين هالهم فداحة الجريمة ولكونها استهدفت طفلة بريئة مزقتها طعنات المعتدي بوحشية، وتفاعل السعوديون القريبون من منزل الضحية في حي الخليج مع العائلة المصرية، حيث انهالت الزيارات على بيتهم للتعزية والتضامن، كما تطوع عدد منهم في مساعدة اجهزة التحري لتقديم المعلومات والتعاون في التحقيقات التي اجريت خلال الايام الخمسة الماضية.