أقر مجلس الامن أمس بالاجماع قراراً يقضي بارسال قوة حفظ سلام موقتة قوامها 4200 جندي اثيوبي الى منطقة ابيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، فيما اضطر الرئيس السوداني عمر البشير الى تأخير زيارته للصين نتيجة تغيير مسار طائرته الرئاسية أول من أمس بعدما رفضت تركمستان ضمناً عبور الطائرة أجواءها. وتبنى مجلس الأمن بالإجماع قراراً حمل الرقم 1990 أعدته الولاياتالمتحدة، أنشأ بموجبه القوة الأمنية الموقتة «يونيسفا» بعد أسبوع من توقيع شمال السودان وجنوبه اتفاق أديس أبابا لسحب القوات العسكرية من أبيي وتكليف الجنود الأثيوبيين مراقبة تطبيق الاتفاق، فضلاً عن متابعة وضع حقوق الانسان في المنطقة. وستتولى القوة مراقبة انسحاب القوات السودانية و»الجيش الشعبي لتحرير السودان» من أبيي، والتحقق من جعلها منطقة خالية من أي قوات عدا أفراد شرطة أبيي. وأوكل المجلس الى القوة العمل «على تعزيز قدرة دائرة شرطة أبيي وتوفير الخدمات الأمنية للهياكل النفطية» في المنطقة، و»حماية المدنيين... وأبيي من الغارات». ومنح القرار، الذي أقر بموجب الفصل السابع، القوة الأثيوبية حق استخدام القوة المسلحة لحماية عناصرها ومنشآتها وموظفي الأممالمتحدة وحماية المدنيين. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى العمل على كفالة رصد حقوق الإنسان بفعالية». كما حض حكومتي السودان وجنوب السودان على التعاون التام وتقديم الدعم الكامل للقوة لتتمكن من الاضطلاع بمهمتها. على صعيد آخر، اضطر الرئيس السوداني الى تأخير زيارته للصين نتيجة تغيير مسار طائرته الرئاسية. وفيما ذكر وزير الإعلام السوداني كمال عبيد إن تغيير مسار طائرة البشير اضطر الوفد للعودة إلى طهران « لأجل السلامة»، ومن ثم متابعة الرحلة إلي الصين التي يصل اليها اليوم. وأكدت معلومات رسمية في الخرطوم أن مسار الطائرة «جرى تأمينه تماماً»، وستصل الطائرة الرئاسية إلى بكين فجر اليوم. وذكرت أن مسار الطائرة يمر عبر دول بعضها وقّع على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية ما يستدعي أذونات، مشيرة الى ان دولاً أذنت وأخرى لم تبد أي موقف. وكان مقرراً وصول البشسر الى بكين مساء الاحد في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، على ان يبدأ محادثاته مع المسؤولين الصينيين الاثنين. وهذه الزيارة الاولى للبشير خارج الدول العربية والافريقية منذ اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه في شباط (فبراير) 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة في اقليم دارفور (غرب السودان) الذي يشهد حرباً اهلية منذ 2003. واتهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوداني مهدي إبراهيم لجنة فرعية معنية بالشأن الأفريقي في الكونغرس الأميركي بانها دعت الأسبوع الماضي إلى تشكيل قوة أميركية خاصة لاعتراض طائرة البشير في الأجواء في طريقه إلى الصين.