تدخلت قوة حفظ السلام الدولية في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان لمنع تفجر الأوضاع في المنطقة بعد مقتل موظف محلي في القوة برصاصة «طائشة» ووقوع اشتباكات بين مجموعتين قبليتين، بينما تدهورت الأوضاع الأمنية في ولاية جنوب كردفان واتسع نطاق المواجهات في إقليم دارفور المضطرب. وقال مسؤول في الرئاسة السودانية التي تشرف على منطقة ابيي إن موظفاً ينتمي إلى قبيلة دينكا-نقوك الأفريقية «قُتل برصاصة طائشة» بعد اشتباكات محدودة بين مجموعتين من قبيلته وقبيلة المسيرية العربية الثلثاء أول من أمس. وسقط القتيل عندما تجمع شبان من الدينكا أمام مقر بعثة الأممالمتحدة في أبيي للاحتجاج على سوء معاملتهم، فأطلق أحد جنود البعثة الرصاص «خطأ» ما أدى إلى مقتل الموظف. وكانت حافلة تقل 40 من رموز قبيلة المسيرية دخلت منطقة أبيي لإجراء محادثات مع المسؤولين في الحكومة المحلية في المنطقة في شأن تحديد مسارات رعي مواشيهم في جنوب السودان، ما استفز شباب قبيلة دينكا-نقوك الذين قذفوا الحافلة بالحجارة ما أدى إلى إصابة سائق الحافلة وخمسة من ركابها. وأشار المسؤول في الرئاسة إلى أن القوة الدولية لحفظ السلام «يونيسفا» تدخلت لفض الاشتباك بين المجموعتين القبليتين، وأمرت مجموعة المسيرية بالخروج من المنطقة إلى حين ترتيب دخولها بطريقة رسمية. ودان الرئيس المشترك لإدارية أبيي عن جانب السودان الخير الفهيم في تصريحات أمس مسلك الجانبين، ورأى أن الخطوة «كادت أن تؤدي إلى نسف الاستقرار في المنطقة والتعايش السلمي بين القبيلتين». وأفاد بأنه أجرى اتصالاً بالرئيس المشترك من جانب دولة جنوب السودان لوكا بيونق الذي تدخل وخاطب أفراد قبيلته وحضهم على عدم تصعيد الأوضاع. في سياق متصل، وصف وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي تعديل مجلس الأمن والسلم الأفريقي اقتراح الوساطة الأفريقية في شأن منطقة أبيي ب «التزييف». وقال إن «ما تم محاولة لتغيير ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات المجلس». واتهم أيادٍ أميركية قال إنها «عبثت ببعض فقرات الاقتراح لاستكمال حلقات المؤامرة على السودان». وانتقد حذف فقرة من قرار مجلس السلم الأفريقي في شأن أبيي تمنح دولتي السودان وجنوب السودان مهلة ستة أسابيع لإبداء رؤاهما في شأن الاقتراح الأفريقي ومن ثم الاتفاق عليه ليكون الحل في المستقبل لقضية أبيي. ورأى إنه «تم من وراء ظهر الوساطة». وفي ولاية جنوب كردفان المتاخمة للجنوب قصف متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» مدينة كادوقلي عاصمة الولاية، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلين وإصابة ثمانية آخرين. وقال الناطق باسم المتمردين أرنو لودي إن مقاتليهم قصفوا المدينة بعد قصف الطيران الحكومي عدداً من القرى، مما أدى إلى جرح ثلاثة أطفال وإصابة مزارع وحيوانات. وأعلن الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد أن المتمردين قصفوا ثلاث نقاط تأمينية خارج المدينة، موضحاً أن «إحدى القذائف سقطت داخل المدينة مما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة ثمانية أشخاص». وأشار إلى أن قواته «تبحث عن مجموعات المتمردين المختفين داخل الجبال». من جهة أخرى، عاد الرئيس السوداني عمر البشير إلى الخرطوم عصر أمس بعد زيارة إلى المملكة العربية السعودية استغرقت ثمانية أيام أجرى خلالها عملية جراحية في الحبال الصوتية. وكان في استقبال البشير بمطار الخرطوم حشد كبير وعدد من المسؤولين والقيادات السياسية. وردد أنصار البشير هتافات تدعو له بالعافية منها: «حمداً للعودة رغم كيد الحاقدين»، ولافتات كتبت عليها: «عوداً حميداً للرئيس». وخرج البشير في موكب وحيا الجماهير المحتشدة ولوح لها. لكنه لم يخاطب مستقبليه بعدما تلقى نصيحة من الأطباء بعدم رفع صوته لفترة حتى تزول آثار الجراحة. وقال شقيق الرئيس عبدالله البشير في وقت سابق إن نتيجة العينة التي أخذت بعد إجراء الجراحة في الرياض «أثبتت أن الإصابة ورم حميد بالحلق ولا يحتاج إلى علاج آخر».