الخرطوم، بكين - رويتر، أ ف ب - أكدت وزارة الخارجية السودانية الاثنين ان الطائرة الرئاسية السودانية التي كانت تقل الرئيس السوداني عمر البشير الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، حلقت مساء الاحد فوق تركمانستان وعادت الى ايران.وأفادت الوزارة في بيان اوردته وكالة الانباء السودانية الرسمية "تاخر وصول المشير عمر البشير رئيس الجمهورية للعاصمة الصينية بكين والذي كان مقررا له مساء امس (الاحد) وذلك بسبب تعديل جرى على مسار عبور الطائرة الرئاسية فوق اراضي تركمانستان".واوضحت انه نتيجة لذلك "لم يعد ممكنا متابعة المسار الجديد مما اضطر قائد الطائرة للعودة الى ايران بعد ان حلق فوق اراضي تركمانستان وذلك في التاسعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي لايران".واضاف البيان "شكلت سفارتا السودان في طهرانوبكين غرفة متابعة للتطورات وتم الحصول على مسار جديد حيث من المتوقع ان يصل الرئيس البشير الى بكين في وقت لاحق اليوم (الاثنين)".وكان مقررا وصول البشسر الى بكين مساء الاحد في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، على ان يبدأ مباحثاته مع المسؤولين الصينيين الاثنين.وهي الزيارة الاولى للبشير خارج الدول العربية والافريقية منذ اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه في شباط/فبراير 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة في اقليم دارفور (غرب السودان) الذي يشهد حربا اهلية منذ 2003.وكان مسؤول في مكتب السفير السوداني في طهران قال "ما زال موجودا في طهران وسيغادرها خلال ساعات محدودة." وطلب المسؤول عدم نشر اسمه ورفض ذكر المزيد من التفاصيل.وكان من المقرر أن يصل الرئيس السوداني الذي يواجه اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب إلى بكين في وقت مبكر من اليوم لإجراء محادثات تركز على انفصال الجنوب الشهر المقبل.وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الصينية إنهم غير متأكدين من أسباب التأجيل في رحلة البشير من طهران إلى بكين ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من مسؤولين سودانيين في الخرطوم.وقال صيني من العاملين في السفارة السودانية ببكين عندما سئل عن التأجيل "ليس لدينا علم." ولم يتسن الاتصال بدبلوماسيين سودانيين في السفارة للتعقيب.وكان من المقرر أن يجري البشير محادثات مع الرئيس الصيني هو جين تاو في وقت لاحق من عصر اليوم. لكن مسؤولين في وزارة الخارجية الصينية قالوا إن المحادثات ستؤجل وسيجري الاتفاق على موعد آخر بشأنها.ويقول محللون إن من المرجح أن يستغل البشير زيارته للصين التي تستغرق أربعة أيام لطمأنة زعماء الصين على أن استثماراتهم وحصتهم في قطاع الطاقة بالسودان لن تتهدد من انفصال الجنوب المقرر في التاسع من يوليو تموز.وقبل مغادرة البشير للخرطوم صرح لوسائل الإعلام الصينية بأن الانفصال ربما يؤدي إلى "قنابل موقوتة" لكنه قال إن علاقة حكومته مع الصين لن تهتز من محاولة بكين استرضاء الجنوب الساعي للانفصال.وتقيم بكين علاقات مع الجنوب لكنها ما زالت واحدة من الدول الرئيسية الداعمة للبشير الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في منطقة دارفور.وصرح ليو جوي جين المبعوث الصيني الخاص لشؤون افريقيا والمبعوث السابق لمنطقة دارفور السودانية للصحفيين في الاسبوع الماضي بأن الصين "بذلت مجهودا كبيرا" لإقناع الخرطوم بتنفيذ اتفاق السلام والاستفتاء.