أكد حاكم ولاية جنوب كردفان المتاخمة لجنوب السودان أحمد هارون أن المعارك في ولايته بين الجيش السوداني والمقاتلين الشماليين في الجيش الجنوبي مستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع لكنها بعيدة من كادقلي عاصمة الولاية ولم تأخذ أي طابع عرقي. غير أن «الحركة الشعبية لتحرير السودان» اعتبرتها «جرائم إبادة جماعية ضد شعب قبيلة النوبة الأفريقية» وطالبت بتدخل دولي لوقفها. وقال هارون الذي كان يتحدث إلى الصحافيين في الخرطوم عبر دائرة فيديو مغلقة من ولايته، إن ما يجرى هناك «تمرد فئة محدودة من أبناء جبال النوبة في الجيش الجنوبي». وأشار إلى أن حكومة ولايته لا تأخذ أحداً بجريرة الآخر ولا خلط في التعامل بين المذنب والمشارك في الأحداث من منسوبي «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في شمال البلاد. ووصف هارون الأحداث بأنها محاولة من «الحركة الشعبية» لصرف الأنظار عن جوهر المشكلة، وتساءل قائلاً: «من الذي بدأ بالقتال وقتل الأبرياء وحاول إجهاض اتفاق السلام الشامل»، مؤكداً حرص حكومته على «وأد الفتنة في مهدها وحل المشكلة في إطارها». وعن عدد الضحايا، قال هارون إن هناك فريقاً يعمل على حصر الضحايا والممتلكات العامة والشخصية بعد أن تم تدوين اتهامات في مواجهة رئيس «الحركة الشعبية» في ولاية جنوب كردفان عبدالعزيز الحلو الذي يقود العمليات في مواجهة الجيش السوداني. لكن «الحركة الشعبية» في ولاية جنوب كردفان طالبت مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لمناقشة تداعيات الأوضاع في الولاية، وقالت إن «جرائم إبادة جماعية ضد شعب قبيلة النوبة مستمرة»، وإن القصف الجوي مستمر كذلك في استهداف المدنيين». وقال مستشار رئيس «الحركة الشعبية» في ولاية جنوب كردفان قمر دلمان أمس إن «نظام الخرطوم يقوم بعمليات إبادة جماعية منظمة ضد شعب النوبة، وإن طائرات سلاح الجو السوداني قامت بأكثر من 75 طلعة جوية مستهدفة مناطق النوبة والمدنيين وإن أكثر من 20 ألفاً من المدنيين سقطوا ما بين قتيل وجريح نتيجة القصف الجوي». إلى ذلك قال رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت إن الجنوب لن ينفرد بإيرادات النفط ويترك الشمال من دون مد يد العون، وزاد: «لا نريد أخذ كل عائدات النفط يجب أن نترك شيئاً للشمال لإعانته في مواجهة التحديات الاقتصادية كما أن اقتسام النفط سينعش الاقتصاد في الجانبين». وكان الرئيس عمر البشير هدّد جنوب السودان بمنعه من استخدام أنابيب نفط الشمال إذا لم يدفع رسماً أو يقتسم عائدات النفط مع الشمال.