اعلنت الخرطوم أمس انها تقدمت بشكوى رسمية لمجلس الامن الدولي ضد جمهورية جنوب السودان تتهمها فيها ب"اثارة الاضطرابات في السودان ودعم الحركات المتمردة" على الحكومة السودانية في منطقتي جنوب كردفان ودارفور. وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح لفرانس برس "سلم مندوبنا في الاممالمتحدة رئيس مجلس الامن الدولي لهذه الدورة شكوى ضد حكومة جنوب السودان باسم وزير الخارجية السوداني علي كرتي". واضاف ان "حكومة جنوب السودان ظلت تثير الاضطرابات في دولة السودان من خلال دعمها لحركات التمرد في كل من جنوب كردفان ودارفور بالتدريب والدعم والتحريض". وتدور مواجهات في جنوب كردفان بين القوات الحكومية السودانية ومقاتلين تابعين للحركة الشعبية شمال السودان ينتمون لقبائل النوبة السكان الاصليين لجنوب كردفان كانوا يقاتلون مع الجنوب في الحرب الاهلية ضد الشمال 1983 الى 2005 على الرغم من انتمائهم لشمال السودان. وجنوب كردفان تقع على الحدود بين السودان وجنوب السودان. واقليم دارفور (غرب السودان) المضطرب منذ عام 2003 لديه حدود مع عدد من اقاليم جنوب السودان ،كما تحتفظ الحركة الشعبية (الحزب الحاكم في جنوب السودان) بعلاقات مع حركات دارفور المتمردة. والشهر الماضي اعلن في جنوب كردفان عن تشكيل تحالف ضد الحكومة السودانية يضم حركتين من حركات دارفور اضافة للحركة الشعبية شمال السودان. واشارت الشكوى التي سلمها مندوب السودان الى ان "هذا التحالف تم برعاية من حكومة جنوب السودان". من ناحية أخرى، طالبت منظمتان معنيتان بحقوق الإنسان السودان أمس بإنهاء القصف العشوائي للمدنيين في ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وفي أوائل يونيو اندلع القتال بين الجيش السوداني ومتمردين في الولاية المتاخمة لدولة جنوب السودان الجديدة. وبعد تحقيق استغرق اسبوعا في جبال النوبة قالت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك ومنظمة العفو الدولية ومقرها لندن إن الغارات الجوية للجيش السوداني أسفرت عن مقتل 26 مدنيا على الأقل وإصابة اكثر من 45 وأجبرت عشرات الآلاف على النزوح من ديارهم. وقالت دوناتيلا روفيرا مستشارة مواجهة الكوارث في منظمة العفو الدولية لرويترز "لم تعد هذه مزاعم.. إنها نتائج توصلت لها اكبر منظمتين في العالم لحقوق الإنسان". وجاء في تقرير مسرب للأمم المتحدة أن الجيش السوداني نفذ عمليات قتل واعتقالات تعسفية واحتجاز وتسبب في اختفاء أشخاص وعمليات خطف وهجمات على الكنائس وقصف جوي وهي ممارسات إن صحت ربما تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقالت روفيرا "النتائج هي أن القوات المسلحة السودانية تقصف عشوائيا المناطق السكنية مما يسفر عن مقتل وإصابة مدنيين". ووصفت الحكومة السودانية تقرير الأممالمتحدة بأنه لا سند له ومغرض وتقول إنها ستشكل لجنتها الخاصة لتقييم الوضع في جنوب كردفان.