حولت أجهزة أمنية سعودية مواقع التواصل الاجتماعي إلى شريك أساسي في عملها الأمني، تتبع من خلال عالمها الافتراضي المجرمين والمخلين بالأمن وتلقي القبض عليهم. آخر هؤلاء كان قائد مركبة من نوع «جمس» يسير بعكس حركة السير واصطدم بحافلة مدرسية، أوقفته فرق «المرور» في وقت قياسي، بعد تداول المقطع المصور للحادثة في مواقع التواصل الاجتماعي. وأعلنت الإدارة العامة للمرور القبض على قائد المركبة، عبر حساباتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ كتبت: «إشارة إلى المقطع المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي لقائد مركبة من نوع «جمس» يسير في الاتجاه المعاكس لحركة السير، ثم اصطدم بحافلة نقل مدرسي تقل عدداً من الطالبات، جرى البحث والتحري عن قائد المركبة إلى أن تم القبض عليه بأيدي الجهات الأمنية المختصة، والعمل جار على استكمال الإجراءات النظامية في حقه». ولقي المقطع المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي استهجاناً كبيراً من متداوليه، معتبرين أن الطفلين نجيا من الموت المحقق بلطف الله وعنايته، مطالبين الجهات المعنية بالقبض على السائق لمخالفته أنظمة السير، واستهتاره بأرواح المارة، وإثارة الرعب وسط الأطفال، واعتدائه على الممتلكات الخاصة، وهو الأمر الذي تكرر خلال الآونة الأخيرة. إذ انتشر مقطع فيديو لسائق حافلة ركاب ظهر فيه وهو يقودها بطريقة جنونية تعرض ركابها للخطر، وتبين بعد القبض عليه من مرور الرياض أنه باكستاني الجنسية، وأن السيارة خاصة، ولا يحق له تحميلها بالركاب، في حين تم ضبط السيارة والتحفظ عليها، وأخطرت الجهات المعنية للتحقيق، وكان مرور الرياض أعلن في بيان له إلقاء القبض على قائد الحافلة. وقالت «المرور» في البيان: «إنه بالبحث والتحري وتحليل مقطع الفيديو، اتضح أنه جرى تصويره في نقطة الجدية بالرياض، وقام ذلك الشخص بعد انتشار الفيديو في شبكات التواصل بحركات تمويه على الأجهزة الأمنية المختصة، وركب حافلة أخرى متجهاً من الرياض إلى العاصمة المقدسة، وجرى تبادل هذه المعلومة بين إدارتي المرور في الرياضومكة وبقية الأجهزة الأمنية المختصة، وتمت متابعة الحافلات كافة، وعند وصوله إلى مكة حاول أيضاً التخفي وتغيير ملابسه واستخدام سيارة خاصة، ولكن محاولاته باءت بالفشل، وتم القبض عليه». وتتنوع المخالفات التي ترصدها مقاطع الفيديو وتتداولها شبكات التواصل، بين حوادث اعتداء وإهمال وتسيّب، تلتقطها عدسات الفضوليين أو العامدين بهدف التشهير أو الإيقاع بالمخالفين، أو تكون من تلك اللقطات التي توثقها الكاميرات المثبتة في واجهات المحال والشوارع والمنازل المزودة بكاميرات المراقبة، وسريعاً ما تباشر الجهات المختصة الحالات وتنجح في سرعة البت بها والكشف عن تفاصيلها. ورفعت سرعة تجاوب الأجهزة الأمنية في التعاطي مع حالات المخالفة الكثيرة، التي توثقها عدسات الجوال العابرة، حرص المواطنين والمقيمين على توثيق المخالفات وإبلاغ الجهات الأمنية بها، عبر وسائل التواصل المتاحة. يذكر أن وزارة الداخلية أطلقت تطبيقاً بمسمى «كلنا أمن» يسهم في تحول المواطن أو المقيم الى رجل أمن، لتسريع عمليات الإنقاذ وتقليل نسبة الأضرار والخسائر، إذ يتيح للمواطن أو المقيم إرسال بلاغ، من طريق رفع صور أو فيديو أو تسجيل صوتي عبر التطبيق.