قررت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، تخصيص مبنى مستقل، يستوعب المرضى المنومين في مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام، الذين أمضى بعضهم نحو 15 سنة، على أسرته. فيما يرفض ذووهم استقبالهم في منازلهم خوفاً من تداعيات انتكاسة أوضاعهم النفسية. وتساهم هذه الخطوة في معالجة مشكلة الاستيعاب في المجمع، الذي تبلغ سعته 300 سرير. وأبدى مسؤولوه عدم قدرتهم على قبول مرضى نفسيين جُدد، لعدم وجود أسرة شاغرة. وقال رئيس برنامج علاج الإدمان وأحد الأعضاء المشرفين على الاستراحة الخاصة بمرضى الإدمان والصحة النفسية في المجمع الدكتور عبد السلام الشمراني، ل «الحياة»: «وافقت «صحة الشرقية» على استئجار مبنى، يستوعب المصابين بأمراض نفسية مزمنة، ممن أمضوا بين 10 إلى 15 سنة، في أقسام المجمع. ويتسع المبنى لمئة سرير»، مبيناً أن الانتقال إليه «سيكون في غضون الشهرين المقبلين». وأوضح الشمراني، أن هذا المبنى، يعالج معوقات عدة، يعاني منها المجمع، أبرزها «تكدس المنومين ما يحول دون استقبال جُدد. وتنجم هذه المشكلة عن رفض ذوي المرضى تسلمهم، أو حتى زيارتهم، خشية قيام إدارة المجمع بمحاولة إقناعهم باستلام مرضاهم، ما يضطرنا أحياناً، إلى عمل اتفاق تفاهم مع الأهالي، بعد استنفاد الأمل في استقبال المريض في المنزل». وشكل مجمع الأمل، بالتعاون مع الشرطة وإمارة المنطقة الشرقية، لجنة لإلزام أهالي المرضى النفسيين، ممن مضى على إقامتهم في المجمع ستة أشهر، بتسلمهم، فيما هم يرفضون ذلك، أو حتى زيارتهم». لافتاً إلى أن «الأهالي يتسلمون أبناءهم، ويكونوا قد بدءوا في التحسن التدريجي. ولكن مع انقطاع العلاج، يعود المريض إلى حاله السابقة، فتضطر إدارة المجمع إلى تسلمه مرة أخرى، والبدء في علاجه من جديد»، مستشهداً بإحدى الحالات، «بعد أن تسلمه ذووه، قام بتكسير سيارات الحي كافة. وبدت أعراض العنف عليه واضحة. ما يتطلب إدخاله في جلسات علاج يقدمها فريق متخصص». وأبان ان هؤلاء المرضى في حاجة إلى «خدمة تمريضية علاجية بصورة مستمرة. إلا أن افتقاد الأهالي القدرة على التحمل، يضطرنا إلى التواصل مع مديرية الشؤون الاجتماعية، لتوفير إقامة دائمة لهذه الفئة، في دورهم الإيوائية. ونقوم بدورنا بمتابعتهم علاجياً وتأهيلياً. وأبدت الشؤون الاجتماعية ترحيبها بهذه الخطوة، إلا أن إمكاناتها لا تسمح لها باستقبال أعداد كبيرة»، مشيراً إلى ان آخر ما توصلت إليه اللجنة «تحمل الأهالي ابنهم مدة يوم أو يومين خلال الشهر، للترفيه عنه، والمساهمة في تخفيف أوضاعه النفسية». وتكمن المشكلة، في المرضى النفسيين المنومين، الذين أمضوا سنوات طويلة على أسرة المجمع، بنسبة «عالية». وأوضح الشمراني، أن «نسبة إشغالهم تصل 50 في المئة من السعة السريرية لأقسام المجمع، الذي يضم 300 سرير، ما يجعل السعة السريرية للمجمع تتناقص تدريجياً مع الوقت»، مستشهداً في برنامج «الصحة النفسية» الموزع على أقسام عدة. وتوجد أجنحة متعددة للصحة النفسية. بخلاف برامج «الإدمان». وشرح أنه «لو كان لدى أحد أقسام المرضى النفسيين 40 سريرا، فلن يتبقى منها إلا 15 سريراً. فيما تنقص السعة السريرة بنسبة 50 في المئة، بسبب طيلة المدة التي ينوم فيها المريض. ما يتطلب حلاً لاستيعاب الحالات الجديدة. وكان الحل في سرعة استئجار مبنى يستوعبهم، وسيتم تجهيزه والبدء في نقل المرضى إليه خلال شهرين. وسيتم حينها تحويل الحالات التي أمضت سنوات طويلة، إلى المبنى الجديد. وذكر أن «من يمضى على علاجه النفسي شهران، ولم يشهد تحسناً، سيتم تصنيفه ضمن المرضى المزمنين. فقد يستغرق مكوثه في المجمع سنوات». وتشهد شوارع محافظات المنطقة الشرقية، انتشاراً واسعاً لمرضى نفسيين، هائمين على وجوههم، وعلى رغم قيام ذويهم أو جهات أمنية، بإحالتهم إلى مجمع الأمل، وبخاصة المرضى «الخطرين»، لتوفير العلاج والرعاية النفسية لهم. إلا أن المجمع يعتذر عن عدم قبولهم، لعدم توفر أسرة شاغرة لهم. ما يؤدي إلى تفاقم أوضاعهم النفسية، حتى ان بعضهم فارق الحياة.