تأزم الوضع في مستشفى الأمراض النفسية في الطائف بعد أن شغل ثلاثمائة من المرضى النفسيين المرفوضين اجتماعياً وأسرياً حيزاً كبيراً من السعة السريرية في المستشفى، بما جعله يعاني من تعطيل حوالي %50 من سعته السريرية البالغة 690 سريراً. وتضم قوائم الأسماء المرشحة للخروج بسبب التكدس ثلاثمائة مريض، منهم من أمضى ثلاثين عاماً في أروقة المستشفى. وتكمن المشكلة بحسب صحة الطائف في كيفية دفع هؤلاء المرضى إلى المجتمع لإكمال العلاج، وقال مصدر في الصحة ل”الشرق”: “نصطدم برفض أهالي المرضى وعدم اعترافهم بهم، ومن جانب آخر عدم اضطلاع وزارات أخرى مثل الشؤون الاجتماعية بتوفير المأوى للمرضى وترك وزارة الصحة تمارس الدور العلاجي الذي أصبح يواجه مشكلة بسبب التكدس”. وأشار إلى أن صحة الطائف بدأت في البحث بشكل جاد عن مبنى لاستئجاره كمأوى للمرضى النفسيين بعد أن أصبح بقاؤهم في مستشفى الأمراض النفسية غير مجدٍ من الناحية العلاجية. وأضاف “قطعنا شوطاً بعيداً في إنجاز ذلك لحل المشكلة بعد أن رفضت وزارة الشؤون الاجتماعية احتضان المرضى النفسيين في دور الإيواء التابعة لها، بحجة أنّ ذلك يخالف الأنظمة واللوائح المتعلقة بالإيواء لديها. مشيراً إلى أن خطوة استئجار مبنى ستنعكس إيجاباً على مستوى الخدمة العلاجية الأساسية المناطة بالمستشفى، بما يمكِّن المستشفى من استقبال حالات أخرى. تجدر الإشارة إلى أن المنطقة المركزية في مدينة الطائف أصبحت مليئة بالعديد من المرضى النفسيين والمصنفين ضمن المرضى النفسيين وذلك بسبب كثرة حالات الهروب من المستشفى بسبب تقليص مستوى الرقابة لتخفيف الضغط عليهم.يذكر أن مستشفى الصحة النفسية في الطائف يعد أكبر مستشفى متخصص على مستوى المملكة أنشئ في العام 1380ه لاستقبال النزلاء من جميع أنحاء المملكة ويتسع ل690 سريراً، واختيرت الطائف مقراً له للأجواء الطبيعية المتميزة، ويعمل في المستشفى حوالى ألف و400 موظفة وموظف في جميع التخصصات الطبية والفنية والإدارية. وتشير إحصائيات رسمية صادرة من وزارة الصحة إلى أن عدد المراجعين للخدمات الصحية النفسية بلغ أربعمائة ألف وبلغ عدد المنومين عشرين ألفاً. وتشغل %50 من السعة السريرية الحالية للصحة النفسية بالمرضى المزمنين كما أنَّ هناك 33 %منهم مرفوضون من ذويهم. مستشفى شهار