قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه لا يزال لدى العقيد معمر القذافي خيار البقاء في بلده، لكن «يجب ان يتنحى الآن ويسحب قواته. نحن لا نقول ان القذافي ينبغي ان يُنفى، هذه ليست مشكلتنا» لكن اذا «اوقف القتال واعاد جنوده الى الثكنات سنهتم بالوجهة التي سيقصدها القذافي وببطاقة الطائرة التي ستنقله». وتابع ساركوزي، خلال مؤتمر صحافي عصر امس بعد اللقاءات الاولى على هامش قمة مجموعة الثماني في دوفيل: «حين نقول يجب ان يرحل يجب ان يرحل عن السلطة وكلما عجل بذلك كان خياره اكبر». واضاف «يجب ان يعيد قواته الى ثكناتها في مقابل اي اتفاق لوقف اطلاق النار وان الانتفاضة ضد حكومته تحقق تقدما حقيقيا». وذكر انه قدم، خلال اللقاء الثاني الذي عقده مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، تقويماً مفصلاً للواقع في ليبيا و»التقدم الحقيقي الذي احرزه اصدقاؤنا في المجلس الوطني الانتقالي». واشار الى ان الاممالمتحدة «كلفتنا حماية المواطنين، ليقول القذافي لي انه يريد مغادرة السلطة وبعدها تصبح كل المحادثات معه ممكنة». واكد ان «على القذافي اعادة جنوده الى ثكناتهم والتوقف عن ترهيب شعبه بما فيهم سكان طرابلس حيث ينتشر القناصة على السطوح ويُحظر التجمع لأكثر من ثلاثة اشخاص وهذا هو المهم وبعدها سنهتم بالوجهة التي سيقصدها وحتى ببطاقة الطائرة التي ستنقله». ولفت ساركوزي الى انه «ليس من شأننا القول ان على القذافي ان يتوجه الى المنفى ولكن من يقصف الأبرياء العزل، بعد 41 عاماً من الديكتاتورية لا يمكن ان يبقى» في مكانه». وعن الوضع في سورية، قال ساركوزي ان «البعض يتساءل عما اذا كان هناك وزنان ومكيالان»، مشيراً الى انه «لا وجود لذلك»، وأن الموضوع لا يستدعي العمل على التدخل في كل مكان لأن هذا يستدعي موقفاً من مجلس الأمن. وأضاف ان تعزيز العقوبات على كبار المسؤولين السوريين امر مطروح «لأن العنف المستخدم في سورية بحق المتظاهرين غير مقبول، وهذا ما سيطرح للبحث خلال عشاء العمل الذي يحضره رئيسا حكومتي مصر وتونس». وأشار الى ان الحديث سيتناول ايضاً ايران «لأنه يجب ألا ننسى الثورة التي انطلقت في ايران وقُمعت بعنف بالغ» من قبل النظام. وفي شأن مسيرة السلام في الشرق الأوسط، اشاد مجدداً بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما ووصفه بأنه «شجاع وملتزم ونحن ندعمه». ورأى ان بداية المصالحة الفلسطينية «نبأ جيد» وأن هناك تناقضاً «بين القول على مدى سنوات ان السلام غير ممكن لأن الفلسطينيين مختلفين، والقول الآن ان السلام غير ممكن لأنهم يحاولون التقارب». وكشف عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه الى المنطقة «حاملاً رسالة سيكشف مضمونها في حينه». وقال ان «السلام انتظر طويلاً وأنه في متناول اليد ومعاييره معروفة جداً وأن الوقت لا يعمل لمصلحة السلام إنما لمصلحة الإرهابيين والمتطرفين». ورأى ان استمرار الصراع ينبغي ان يكون محط اهتمام الأوروبيين والأميركيين «لأن استمرار هذا الصراع يساعد الإرهابيين» وأن فرنسا تتمنى ان تكون هناك مبادرة قبل الصيف وخلال مؤتمر المانحين، «وهذا ما سأتحدث عنه بعد زيارة» جوبيه الى المنطقة. وعلمت «الحياة» ان جوبيه سيتوجه الى المناطق الفلسطينية وإسرائيل الأربعاء المقبل ويلتقي قبلها (مساء الثلثاء) وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في باريس ويثير معه قضايا المنطقة، ثم يزور في الأسبوع نفسه، وبعد عودته من الشرق الأوسط، الولاياتالمتحدة للقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون واستكمال المحادثات معها في شأن المنطقة العربية التي كان بدأها في باريس وبعدها في دوفيل. ومن المرتقب أن يدعو البيان النهائي للقمة اليوم الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف استخدام القوة والترهيب ضد شعبه وإطلاق حوار وإصلاحات جوهرية.