لندن، شنغهاي - رويترز - استقرت أسعار الذهب أمس في سبيلها لتحقيق مكاسب للأسبوع السابع على التوالي بدعم من تراجع الدولار إلى أدنى مستوى في نحو ثلاث سنوات، بينما انخفض الدولار صوب أدنى مستوى له منذ تموز (يوليو) 2008 أمام سلة من العملات بعد أن رسمت بيانات، صورة لاقتصاد بطيء النمو ويعاني من معدل تضخم مرتفع، وبعد أن أشار مجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي الأميركي) إلى أنه لن يغير سياساته النقدية الميسّرة قريباً. وصعد الذهب في التعاملات الفورية أمس 0.1 في المئة إلى 1536.30 دولار للأونصة في سبيله للارتفاع 1.8 في المئة هذا الأسبوع. وكان لامس أعلى سعر له في التاريخ حول 1538 دولاراً في الجلسة السابقة. وفي الوقت ذاته تأرجحت الفضة قرب أعلى مستوى لها على الاطلاق في أكثر من 31 سنة لترتفع نحو 5 في المئة هذا الأسبوع، على رغم أن محللين يتوقعون عدم استمرار أدائها القوي مقارنة بالمعادن النفيسة. وارتفع سعر الأونصة 0.9 في المئة ليبلغ 48.86 دولار، مستفيداً أيضاً من ضعف الدولار الذي تراجع 0.3 في المئة أمام سلة عملات. واقتفى البلاتين أثر الذهب والفضة ليرتفع 0.3 في المئة خلال اليوم إلى 1841.99 دولار للأونصة، بينما زاد البلاديوم 1.8 في المئة إلى 784.47 دولار للأونصة. الى ذلك، استقر الدولار قرب أدنى مستوى في ثلاث سنوات أمام سلة عملات أمس في سبيله لتكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ منتصف كانون الثاني (يناير) مع احتمال أن يشهد مزيداً من التراجع بسبب الإقبال على بيعه في نهاية الشهر. وخسر مؤشره 0.1 في المئة، ما جعل اليورو قريباً من أعلى مستوى له في 17 شهراً سجله في الجلسة السابقة وكانت العملة الموحدة في طريقها الى تسجيل 1.50 دولار، بينما بقي الدولار الاسترالي قريباً من ذروته في 29 سنة أمام العملة الأميركية. وقال محلل الصرف لدى «اس إي بي» في ستوكهولم كارل هامر: «لا يزال الدولار يعاني من الضغوط. لكنه كان تحركاً سريعاً جداً وقد يكون من الصعب التوسع في مثل هذا التحرك». وارتفع اليورو 0.1 في المئة إلى 1.4840 دولار، ليتراجع عن أعلى سعر له في 17 شهراً عند 1.4882 دولار الذي سجله أول من أمس على منصة التداولات الالكترونية «إي بي اس». كما ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في ستة أشهر أمام الجنيه الاسترليني، فيما تحدث المتعاملون عن عمليات شراء قوية، ما أدى إلى توقف طلبات وقف الخسائر وسط تعاملات ضعيفة. وصعد اليورو 0.2 في المئة إلى 89.34 بنس في أعلى مستوى له منذ أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2010. وهذا أعلى من السعر الذي بلغه في وقت سابق من الشهر عند 89.24 بنس. واستقر الدولار الاسترالي عند 1.0922 دولار. وأمام الين جرى تداول الدولار عند 81.57 ين قرب أدنى مستوى له في شهر سجله في وقت سابق من الاسبوع عند 81.27 ين. وصعد اليوان الصيني أمس مع تراجعه للمرة الأولى عن المستوى النفسي المهم 6.50 في مقابل الدولار، مثيراً توقعات بأن بكين ستواصل السماح لعملتها بالارتفاع في شكل سريع لمكافحة زيادة مستمرة في التضخم. وفي حين أن مستوى 6.50 يوان في مقابل الدولار، ليس مهماً من وجهة النظر الفنية، من المرجّح أن تستخدمه وسائل الإعلام والخبراء الاقتصاديون الصينيون كدليل على المدى الذي ذهبت اليه الحكومة في السماح بارتفاع قيمة اليوان منذ اصلاحاتها المهمة لنظام سعر الصرف في 2005. ومنذ ذلك حين صعد اليوان بنسبة 27.5 في المئة. وقرار الصين تخفيف القيود على اليوان، قد يشجّع أيضاً على مزيد من الزيادات في أسعار عملات اقتصادات صاعدة أخرى، خصوصاً في آسيا، ما يساعد في تهدئة آثار أسعار السلع الأولية المرتفعة مع سعي الحكومات من بكين إلى بانكوك، إلى مكافحة التضخم الناجم عن الواردات. وصعدت العملة الصينية إلى 6.4898 يوان، امام الدولار في التعاملات الصباحية، ما يعني أن اليوان حقق حتى الآن مكاسب تزيد على 5 في المئة أمام العملة الأميركية منذ انهاء ارتباطه الفعلي بالدولار في حزيران (يونيو) من العام الماضي.