شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي على «الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المسيحيون للحفاظ على وجودنا الفاعل والحاضر في لبنان وعلى اللحمة اللبنانية مع إخواننا المسلمين ونحافظ على المساواة مع بعضنا بعضاً وعلى التعاضد والتعاون»، مشيراً إلى أن «هذه الرسالة نستطيع أن نمارسها في كل العالم العربي. فكلكم تعرفون أنه يوجد اليوم صراع كبير جداً بين إخواننا المسلمين، سنة وشيعة إن في البلدان العربية أو في لبنان وهم شاخصون إلى الكنيسة عموماً وإلى الموارنة خصوصاً». ورأى الراعي في كلمة أمام وفد من رعية زغرتا - اهدن وبلديتها زاره في بكركي أن «المسلمين هللوا مثلنا إن لم نقل أكثر منا للقاء البسيط الذي جرى هنا بين الأقطاب الأربعة (المسيحيين) الذين عبروا فيه كلهم عن غبن»، لكنه شدد على أننا «لا نستطيع أن نمارس هذا الدور إذا كنا مشرذمين، ضحايا خلافاتنا». وكان تقدم وفد الرعية، النائب البطريركي على زغرتا المطران سمير مظلوم، وخادم رعية زغرتا الأب اسطفان فرنجية، الذي قال باسم الوفد: «سئمنا الانقسامات والأحقاد والخلافات وآن الأوان لشبابنا وشاباتنا أن ينعموا في العيش الكريم والبحبوحة في وطنهم، في مرتع طفولتهم، في حضن عائلاتهم ورعاياهم بدلاً من تشتتهم في بلاد العالم بحثًا عن عمل وعن أحلام ضائعة في وطنهم. آن لنا أن نعالج التحديات التي تواجهنا بكل موضوعية وجرأة وثقة بالله وبالقريب وبخاصة بأنفسنا. وآن لنا أن يسأل كل واحد منا: «ماذا قدمت للكنيسة - الجماعة قبل أن يتساءل عن ما تقدمه هذه الكنيسة له، وآن لنا أن نخفف فرديتنا، الشخصية والجماعية، فنعمل يداً واحدة في سبيل بناء الجماعة الكبرى لا بناء جماعات مختلفة، ونبني وطناً كسائر الأوطان نعيش فيه بالشركة والمحبة مع بعضنا بعضاً ومع إخوتنا في الوطن». ورد الراعي بكلمة أشاد فيها بالبطاركة «الذين أنجبتهم إهدن فصنعوا بالفعل مجد لبنان عبر التاريخ الطويل الذي عاشوه، وإن المجتمع اللبناني مدين لزغرتا التي أعطت رؤساء جمهورية ووزراء ونواباً ومدراء عامين، كما أنها أعطت جيشاً وقوى أمنية». وأكد انه «إذا عشنا الشراكة السليمة مع الله نستطيع أن نرد الشركة الأفقية مع بعضنا بعضاً. علينا أن نفعل هذا الدور من خلال الأهل وكهنة الرعايا والمسؤولين المدنيين ومن خلالنا نحن في ظل هذا الشرق الذي يدخل في مخاض كبير، هذا العالم العربي الذي نتبع مشاكله بقلق والذي يتطلّع إلى لبنان كعاصمة استقرار مع كل ضعفه وكل صغره على المستويين الاجتماعي والسياسي». وأضاف: «جميعاً لدينا وجهة نظر واحدة للحفاظ على وجودنا المسيحي وقرارنا المسيحي وتفكيرنا المسيحي والكيان اللبناني. يجب أن نكون متكاملين، ليس متنازعين، سقوط الواحد هو سقوط الآخر، نجاح الواحد هو نجاح الآخر... هذا شيء مهم وجميل، نحن نتنافس لعمل الخير، نتنافس للتيارات التي تخدم الإنسان والمجتمع، لا يوجد طريق واحد وإنما طرق عدة، لذلك يجب أن نكون بذهنية ديموقراطية، ذهنية أن نكون بحاجة لبعضنا بعضاً، ونتنافس لخدمة المجتمع والإنسان اللبناني، والكيان، عندها يقدر المواطنون زعماءهم على هذا الأساس. نحن بحاجة إلى الكل لنهدم كل شيء يقسمنا، لأن الانقسام يحد من مسؤوليتنا كمسيحيين في العالم العربي والواقع اللبناني، لأن الناس سئموا الخلافات والانقسامات ورأوا أن هناك بريق أمل من خلال لقاء الموارنة».