واصل البطريرك الماروني بشاره الراعي لليوم الثاني على التوالي زيارته الى زغرتا (شمال لبنان)، وذكر امام زواره بأننا «دولة مدنية فاصلة الدين عن الدولة تحترم كل الديانات ولانه ليست لدينا احزاب غير طائفية يكون فيها المسلم والمسيحي في حزب واحد وهذه اسمها الصيغة اللبنانية تترجم بالمشاركة في الحكم والادارة مناصفة بين المسيحيين والمسلمين». وقال: «ان ما يجمعنا كلنا في الشركة السلطة الروحية والسلطة الزمنية وهناك فصل تام بينهما وما يجمعهما الثوابت والمبادئ الروحية والكنسية والوطنية، ويجمعنا الهدف الذي نصبو اليه وهو الانسان اللبناني في ان يعيش حياة لائقة بكامل حقوقه وكرامته. وان يكون المجتمع مجتمع عدالة وسلام وامن وطمانينة، والوطن الذي هو كياننا سيد قراره. نحن كسلطة كنسية لدينا وسائلنا لهذا العمل والسلطة السياسية لديها وسائلها، لا نتدخل نحن فيها ولا هم يتدخلون فينا، والخيارات التي يتخذها السياسيون لتجسيد هذه المبادئ وصولاً الى الاهداف متنوعة والمواطنون عليهم ان يقيموا اي خيار يحمل فعلاً هذه الثوابت والمبادئ، وعلاقة السلطة الروحية بالهيئة الزمنية ودور السلطة الروحية هي ان توفق بين هذه الخيارات وتقيم معهم هذه الخيارات اذا ما كانت امينة للثوابت وتوصلها للغايات، وهذا هو الاساس عندما اجتمعنا مع الزعماء الاربعة في بكركي». وزار الراعي كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا في بداية جولته الراعوية على المنطقة، انتقل بعدها الى كنيسة مار يوسف واستقبلته الحشود وعند دخوله الكنيسة علت الهتافات والتصفيق والزغاريد، ثم كانت صلاة قصيرة عقد بعده الراعي حلقة التنشئة المسيحية، وزار كنيسة سيدة زغرتا التي وصلها سيراً على الاقدام وسط الزغاريد والتراتيل وقرع الاجراس، وكانت له صلاة، شاركت فيها الوزيرة السابقة نايلة معوض ونجلها رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض وعضو الامانة العامة لقوى 14 آذار يوسف الدويهي. والقى الراعي كلمة بعد الصلاة، حيا فيها «شهيداً كبيراً من زغرتا ولبنان رئيس الجمهورية المرحوم رينه معوض الراقد في هذه الكنيسة، الذي قدم يوم الاستقلال على مذبح الوطن دمه». وتفقد الراعي مستشفى سيدة زغرتا، وزار كنيسة مار مارون في العقبة، حيث كان القادة السياسيون بانتظار وصوله داخل الكنيسة، وحضر الوزير يوسف سعاده، رئيس «تيار المرده» النائب سليمان فرنجية، النائبان اسطفان الدويهي وسليم كرم، الوزيرة السابقة معوض، العميد وليم مجلي ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء سابقاً عصام فارس، وممثلون عن مختلف التيارات السياسية في المنطقة. وقال الراعي امام وفد من «القوات اللبنانية»: «لبنان له تاريخ طويل ناضل الاجداد في سبيل الحفاظ عليه وعلينا الحفاظ عليه، وهذا يتطلب منا قبول بعضنا بعضاً فلبنان هو الوعاء الذي سيستوعب الجميع. ندعو الى شد الايدي للحفاظ على موقعنا والتعالي عن الجراح والاتعاظ من الماضي». والتقى وفداً من «التيار الوطني الحر» الذي اثار معه موضوع الموقوف بتهمة التعامل العميد المقاعد فايز كرم، وقال الراعي: «الكنيسة مع الجميع وليست مع أحد ضد أحد، وذلك كله من أجل بناء الوحدة. الكنيسة مؤتمنة على القيم والمبادئ والاهداف التي تحافظ على الانسان، وهي البوصلة التي تمنع الخلاف. المهم هو بناء وحدتنا، وعلينا ان نكون جسر عبور لنمنع أي صراع في لبنان والمنطقة». وأضاف قائلاً: «علينا بناء لبنان بلد الاستقرار، والاستقرار هو واجبنا. قد نكون مررنا بظروف صعبة، لهذا علينا تجاوز كل الماضي والحفاظ على مؤسسات الدولة التي يجب ان تبقى قوية. لسنا مع الدويلات لأن الدولة وحدها هي رمز وحدتنا وكل الاحزاب والقوى السياسية عندها تعدد للآراء ولكن علينا الحفاظ على مبادئنا الوطنية وستكون لنا لقاءات مجدداً ليعود لبنان الى أخذ دوره بالفعل. بالنسبة إلى القضاء، عليه ان يأخذ دوره بالكامل، فهو المرجع ويجب ألا يكون مسيساً. علينا الحفاظ على المؤسسات الدستورية لأنها ضمانتنا الوحيدة».