واشنطن، ميرانشاه (باكستان) - رويترز، ا ف ب - قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، إن القوات الأميركية قد تحقق نقطة تحول في أفغانستان هذا العام إذا استطاعت منع حركة «طالبان» من استعادة السيطرة على مناطق معينة فقدت السيطرة عليها. وقال غيتس في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع (البنتاغون) الخميس: «من الممكن أن نحقق نقطة تحول بحلول نهاية العام الحالي، لأن طالبان طُردت، والأهم أنها مُنعت من العودة». ووصف الوزير الأميركي عام 2011 بأنه عام حاسم. وذكر غيتس أن القادة العسكريين يتوقعون زيادة في نشاط «طالبان» في أيار (مايو) وحزيران (يونيو) المقبلين، بعد انتهاء موسم حصاد نبات الخشخاش الذي يصنع منه الأفيون، لكن تحولاً حاسماً قد يحدث في وقت لاحق في العام إذا تمكنت القوات الأميركية من الاحتفاظ بمواقع انتزعتها من مقاتلي «طالبان» ووسعت المناطق التي تسيطر عليها القوات الأفغانية. وقال الجنرال جيمس كارترايت، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، إن خطة انتشار القوات الأميركية تستهدف قطع خطوط الإمداد عن «طالبان» من الجنوب والجنوب الشرقي، لمنع المقاتلين من الحصول على إمدادات جديدة وتخزينها. من جهة أخرى، قُتل 20 متمرداً امس، في غارة شنتها طائرات اميركية من دون طيار في منطقة قبلية شمال غرب باكستان، وذلك غداةَ هجوم للمتمردين على موقع أمني حدودي مع افغانستان أسفر عن مقتل 16 عنصراً أمنياً، بحسب مسؤولين محليين. واستهدفت طائرات من دون طيار من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) شمال وزيرستان، معقل حركة «طالبان باكستان» وشبكة حقاني الافغانية. وقال ضابط في الاستخبارات الباكستانية، إن «طائرات اميركية من دون طيار أطلقت خمسة صواريخ على منزل في بلدة سبينوام» في اقليم شمال وزيرستان. وأضاف الضابط من مركزه في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب البلاد، أن «المنزل المستهدَف كان يؤوي مقاتلين متمردين. حصيلة الهجوم تبلغ حوالى 20 قتيلاً». وأكد الهجوم والحصيلة مسؤولون في الاستخبارات المحلية في ميرانشاه، كبرى مدن شمال وزيرستان. وهذا أول هجوم تشنه طائرات من دون طيار على شمال وزيرستان منذ الغارة التي شنت في 17 آذار (مارس) الماضي، وأوقعت 39 قتيلاً معظمهم من المدنيين بحسب الحكومة الباكستانية التي احتجت هذه المرة لدى واشنطن. وتكثفت الغارات التي تشنها الطائرات الاميركية من دون طيار منذ صيف 2008. وفي 2010 نفذت اكثر من 100 غارة، موقعة أكثر من 670 قتيلاً بحسب مسؤولين عسكريين. والخميس قتل 16 عنصراً امنياً باكستانياً في هجوم على مركز حدودي نفذه 200 متمرد من «طالبان»، كما أعلن مسؤول في الجيش امس. والهجوم الذي وقع في دير السفلى على الحدود مع نورستان غرباً وشرقي وادي سوات، هو الاكثر دموية في المنطقة منذ ان استعاده الجيش من طالبان في ايلول (سبتمبر) 2009. وأقيم هذا المركز على الحدود مع افغانستان قبالة ولاية نورستان معقل «طالبان» افغانستان. وأفاد مسؤول امني باكستاني، ان عناصر من «طالبان» باكستان وأفغانسان، شنت هذا الهجوم. وخسرت اسلام اباد اكثر من ثلاثة آلاف جندي منذ نهاية 2001 في عمليات ضد «طالبان باكستان»، التي أعلنت الجهاد عليها بسبب دعمها لواشنطن في الحرب على الإرهاب. وتقف الحركة وراء الاعتداءات التي اوقعت اكثر من 4200 قتيل في البلاد منذ صيف 2007. لكن الغربيين يتهمون باكستان بانتظام بدعم «طالبان» افغانستان للتصدي خصوصاً لنفوذ الهند، خصمها التاريخي، التي تقول إسلام أباد إنها مقربة من نظام كابول المؤيد لاميركا. وخلال زيارة لأفغانستانوباكستان هذا الاسبوع، انتقد رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن «العلاقات» بين اجهزة الاستخبارات الباكستانية وشبكة حقاني.وتطلب الولاياتالمتحدة عبثاً منذ اكثر من عام من الحكومة الباكستانية بأن تشن هجوماً عسكرياً في وزيرستان الشمالية. وتعتبر باكستان اليوم من البلدان التي تدفع ثمناً باهظاً «للحرب على الإرهاب» منذ ان تمكن مقاتلو وقياديو القاعدة من الفرار إليها بعدما تدخل تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة في افغانستان نهاية 2001.