إسلام آباد – رويترز، يو بي آي - أعلن مسؤولان في الاستخبارات الباكستانية أمس، أن التعاون بين وكالات الاستخبارات الأميركية والباكستانية تراجع بسبب قضية قتل الأميركي ريموند ديفيس الذي يعمل بصفة متعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) باكستانيين اثنين بالرصاص في لاهور نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي. وأوضح أحد المسؤولين أن قضية ديفيس أدت إلى تأزم العلاقات بين «سي آي أي» وجهاز الاستخبارات الباكستاني، لأن الأخير لم يعرف بأمر ديفيس قبل أن يقتل الباكستانيين، لكنها لم تنقطع. وقال: «ليس العمل كالمعتاد، لكنها ليست حرباً مفتوحة. العمليات والتعاون سيستمران بوتيرة أقل». أما المسؤول الثاني فنفى عدم تعاون الجهازين. وقال: «لسنا مستعدين للانفصال. حدث تصحيح لأننا أدركنا أن المصالح الأكبر للمنطقة وللحرب على الإرهاب تقضي أن تعمل الوكالة الأميركية مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية»، والتي يفترض أن تتحد في مواجهة الإسلاميين المتشددين في أفغانستان. وألهب قتل ديفيس الباكستانيين الاثنين في حادث زعم انه ارتكبه دفاعاً عن النفس، المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في باكستان، ما حتم تأييد الحكومة الباكستانية محاكمته، والتي تبدأ اليوم. وأعلنت الولاياتالمتحدة أن إرسال «سي آي أي» لديفيس من أجل تولي مسؤول أمني في القنصلية الأميركية بلاهور يمنحه حق امتلاك حصانة ديبلوماسية، ويجب إطلاقه على الفور، فيما تبدي إسلام آباد قلقها من احتمال وجود «مئات» المتعاقدين مثل ديفيس لدى الوكالة الأميركية، من دون أن تعرف عددهم أو هوياتهم أو مهماتهم. ويعتقد بأن الوكالة الأميركية تدير شبكة من الجواسيس في باكستان، لأسباب عدة مثل تحديد أهداف المتشددين لمساندة الغارات التي تشنها طائرات من دون طيار، وجمع معلومات استخباراتية حول الجماعات المتشددة والبرنامج النووي لباكستان. الى ذلك، كشف مسؤولان مطلعان على نشاطات الإدارة الأميركية في باكستان أن واشنطن سحبت سراً مواطنين أميركيين يحملان صفة ديبلوماسية من باكستان ويعملان بصفة حارسين شخصيين في قنصلية لاهور، بعدما تسببا في مقتل باكستاني لدى محاولتهما مساعدة ديفيس بعد تنفيذه جريمته. ويفيد تقرير الشرطة الباكستانية بأن «سيارة لاند كروزر التي استخدمها الأميركيان والتابعة للقنصلية الأميركية سارت في اتجاه مخالف لطريق ذي اتجاه واحد، ثم صدمت سائق دراجة نارية يدعى محمد عباد الرحمن وقتلته، قبل أن تهرب من موقع الحادث». وأكد المسؤولان تقارير لوسائل إعلام تحدثت عن أن الرجلين المتورطين في الحادث عملا وعاشا في المبنى ذاته الذي سكن فيه ديفيس في لاهور، وأن الثلاثة عملوا في مهمات أمنية مشابهة لمصلحة «سي آي أي». ميدانياً، قتل 5 رجال أمن وجرح اثنان في هجوم نفذه مسلحون باستخدام أسلحة ثقيلة على نقطة تفتيش في منطقة لاندي كوتال بإقليم خيبر القبلي (شمال غربي). وفي حادث منفصل، قتل 3 أشخاص في اشتباكات مسلحة اندلعت في خيبر بين أعضاء مجموعتين مسلحتين محظورتين.