أكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن نسبة المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الأيدز) انخفضت 9 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية عن مثيلاتها في العام الذي سبقه، عازياً ذلك إلى نجاح جهود الوزارة في التوعية والعلاج. وقال الربيعة رداً على سؤال ل«الحياة» عقب تدشين المبادرة السعودية لمكافحة الأيدز في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، في الرياض مساء أول من أمس: «نسبة إصابة الأطفال حديثي الولادة وانتقال العدوى بالأيدز متدنية، ونسبة الإصابة في المملكة انخفضت إلى 9 في المئة عن العام الماضي، بفضل المراكز العلاجية الحديثة وإنشاء مراكز المشورة والفحص الطوعي لهذا المرض في عدد من المناطق السعودية، إضافة إلى عدد من برامج المراقبة والمسوحات والبحوث الوبائية المختلفة». ولفت إلى أن عدداً من الدلائل العالمية تؤكد تنامي وباء الأيدز وانتشاره سريعاً بين الفئات المعرضة للخطر، والتي تختلف من دولة إلى أخرى ما يشكل تحدياً على المستوى الاقتصادي والصحي والاجتماعي بل يؤثر على خطط التنمية، مشيراً إلى أن الأيدز وما يشكله من تحديات للمجتمع يفرض على الجميع العمل الجاد على مضاعفة الجهود برامج التوعية والوقاية بطريقة علمية مدروسة مستفيدين من تعاليم الدين الإسلامي الذي يتضمن أفضل الطرق للحفاظ على الأسرة والمجتمع. من جهته، ذكر المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة، أن معدل الإصابة بالعدوى بين السكان في دول مجلس التعاون هو الأقل مقارنة بالدول الأخرى، ويتراوح بين 0.15 و 1.95 لكل 100 ألف نسمة كما أن انتشاره بطيء. وأضاف أن برنامج الأممالمتحدة المعني بالأيدز توقع وجود 33 مليون شخص متعايش مع الأيدز في العالم عام 2010، منهم 460 ألفاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونحو 75 ألف إصابة جديدة كل عام، إضافة إلى ترجيح ظهور مئات آلاف الحالات الجديدة في المنطقة ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأواسط آسيا، بينما تتناقص نسب الإصابات الجديدة في باقي مناطق العالم، لافتاً إلى أن 90 في المئة من الأشخاص الذين يحملون الفيروس لا يعرفون أنهم مرضى بسبب عزوفهم عن الفحص والتحليل. وتابع: «على رغم أن انتشار معدل فيروس الأيدز في منطقة إقليم الشرق الأوسط أبطأ من غيرها في مناطق العالم، إلا أنه بات ينتشر في سائر بلدان الإقليم وزادت معدلات العدوى به بشكل مريع في عدد من الدول مثل السودان وجبوتي، إذ أودى بحياة أكثر من 58 ألف نسمة، ويعايش المرض حالياً أكثر من 750 ألفاً من مواطني الإقليم، ويتراوح معدل الإصابة به بين 10 و31 حالة لكل 100 ألف من السكان على مستوى الإقليم». وأشار إلى أن وزارات الصحة في دول الخليج العربي اتخذت استراتيجية لمكافحة «الأيدز»، تضمنت إجراءات للحد من انتشار هذا الوباء، مثل إيقاف استيراد الدم من الخارج، وتكثيف جهود التوعية عبر مرافقها المختلفة، وتقوية الوازع الديني خصوصاً بين الشباب، وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة، ونشر الوعي الصحي بطرق الوقاية منه ومكافحته وتجنب عدواه، والتخفيف من تأثير المرض على حياة المصابين بالعدوى نفسياً واجتماعياً ورعايتهم طبياً ونفسياً واجتماعياً، والدعوة لنبذ الوصم وعزلة المصابين، وتيسير الحصول على الأدوية ومداومة استعمالها، والمساعدة على تكثيف الأبحاث لاستحداث لقاحات أو علاجات فعالة للمرض، وضمان مأمونية نقل الدم ومشتقاته، وتعميم استخدام الأدوات والتجهيزات ذات الاستعمال المفرد، وتطبيق الفحص المخبري لخلو العمالة الوافدة لدول المجلس من المرض. وأضاف أن الاستراتيجية الخليجية تضمنت أيضاً تشكيل اللجان الوطنية للوقاية من ومكافحة الإيدز تضم الجهات ذات العلاقة الحكومية والأهلية، وتفعيل دورها في الدول الموجودة فيها، وإعداد الخطط الوطنية لاستراتيجية مكافحة الإيدز في الدول المختلفة، وتخصيص ميزانية لبرامج مكافحة الإيدز وتخصم من الميزانية العامة للدولة، وتمكين المجتمع ومؤسساته الأهلية من المشاركة في الدعم المادي والمعنوي لهذه الأنشطة، وإعداد وتنفيذ دراسات وطنية بحثية مجتمعية حول المرض بما يشمل محدداته وانتشاره وسلوكيات المخاطرة والمجازفة وعوامل الخطورة في دول المجلس، وإعداد وتنفيذ برامج ترصد وبائي نشط للفئات الأكثر عرضة للمرض بما يتناسب مع توصيات المنظمات الدولية، والعمل على إنشاء مراكز متخصصة لتقديم المشورة والفحص الطوعي بالتعاون والاستفادة من خبرات المنظمات الدولية، وضرورة تنشيط برامج التوعية الصحية حول المرض مع التركيز على الشباب كأحد أهم الفئات المستهدفة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. من جهته، ذكر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق الأوسط الدكتور حسين الجزائري ل«الحياة»، أن «المنظمة» طالبت دول الإقليم بإجراء فحوصات على نزلاء السجون لكشف المصابين بالإيدز، ووجدت أن عدد النزلاء المصابين في زنزانة واحدة نتيجة تعاطي المخدرات في أحد المناطق وصل إلى 400 نزيل، فيما لا توجد إصابات للنزيلات، مؤكداً أن السجون هي المكان الأفضل للحصول على المخدرات. وأشار وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش، إلى أن المبادرة السعودية لمكافحة الأيدز في دول مجلس التعاون تهدف إلى توحيد الاستراتيجيات بين دول المنطقة بما يتماشى والمستجدات العالمية لمكافحة الأيدز وتحسين نوعية الرعاية والعلاج والدعم المقدم للمصابين عبر خفض كلفة العلاج وزيادة الوعي والتثقيف الصحي والاجتماعي.