تتجه أنظار الشارع السعودي مساء اليوم صوب ملعب الشرائع في مكةالمكرمة، إذ يقام هناك نهائي كأس ولي العهد بين الوحدة والهلال، في كرنفال رياضي كبير يختلف تماماً عن النهائيات السابقة، كونه يقام في مكةالمكرمة بعد غيبة طويلة جداً على المستوى المحلي، ويحمل الفريقان طموحات تعانق السماء للظفر بكأس البطولة الغالية، خصوصاً الفريق الوحداوي الذي سجل غياباً طويلاً عن سماء البطولات لأكثر من أربعين عاماً، اكتفى خلالها بالمنافسة على البقاء في دوري الكبار من دون الالتفات لمنصات التتتويج، عكس ضيفه صاحب الباع الطويل في ملامسة مختلف الكؤوس. جاء تأهل الهلال من الباب الصعب بعد أن كسب نجران أولاً، ثم أقصى الأهلي بركلات الترجيح قبل أن يتجاوز منافسه التقليدي النصر بهدفين من دون رد، فيما وصل الوحدة عبر ركلات الترجيح في كل مواجهاته الثلاث أمام الفيصلي والرائد وأخيراً الاتفاق، والتاريخ يقف في صف الهلاليين كونهم يحتفظون بتسع بطولات من مسابقة كأس ولي العهد، ولا يزالون حاملين اللقب للمواسم الثلاثة السابقة على التوالي، فيما خزائن الفريق الوحداوي لا تزال خاوية من ذهب البطولة. المباريات الختامية لا تخضع لأي اعتبارات تسبق الصافرة الأولى، ودائماً ما يطغى التكتيك الفني على مجريات اللعب في ظل حرص المدربين على تحقيق الانتصار بغض النظر عن المستوى الفني، ما يجعل المواجهات النهائية لا ترتقي لطموحات الجماهير، إذ يكون الانضباط التكتيكي والتحصينات الدفاعية بعيداً عن استعراض المهارات الفردية والمبالغة بالشق الهجومي، وغالباً ما يكون الصراع محموماً بين المدربين للاستفادة من كل إمكانات اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، والتحضيرات الفنية كانت على أشدها في الأيام الأخيرة وتسابق المدربين الأرجنتيني كالديرون للهلال والمصري مختار المختار للوحدة على تجهيز أهم العناصر للمواجهة الأهم، وإن كان مدرب الهلال لم تخدمه الظروف لادخار بعض النجوم، كونه خاض مواجهات ذات أهمية كبيرة جداً للاحتفاظ بصدارة الدوري والمنافسة على مواصلة المشوار الآسيوي، أما مختار المختار أراح العديد من لاعبيه في المباريات الأخيرة في الدوري والتي خسرها جميعها ما أثار غضب الجماهير الوحداوية بعد أن بات فريقها على مشارف الهبوط. الهلال المرصع بالنجوم يمني النفس بمواصلة حصد البطولات، وإضافة البطولة ال51 إلى خزائنه، ويمتلك مدربه الأرجنتيني كالديرون قائمة طويلة من الأسماء التي يتمناها أي مدرب في مثل هذه المواجهات، خصوصاً السويدي ويلهامسون صاحب المجهود السخي والمهارة العالية التي تجبر الخصوم على التراجع للخطوط الخلفية وإن كانت مشاركته غير مؤكدة بسبب الإصابة، إلى جانب حيوية نواف العابد الذي أصبح من الأوراق المهمة في الخريطة الهلالية وأحمد الفريدي ومحمد الشلهوب، فيما يشكل الروماني رادوي ثقلاً كبيراً على محور الارتكاز سواء في الشق الدفاعي أو الهجومي والجماهير الزرقاء تزداد ثقة بفريقها في حال وجود الروماني رادوي، ومن المنتظر أن يعتمد المدرب الهلالي على مهاجمين صريحين بوجود ياسر القحطاني وأحمد علي في ظل تفوق فريقه فنياً. وعلى الطرف الآخر، تنتظر الجماهير الوحداوية أن يحقق المدرب المصري مختار المختار ما عجز عنه المدربون كافة خلال السنوات الطويلة جداً، ومتى ما حقق الفوز وظفر بالبطولة سيدوّن اسمه بحروف من ذهب في سجل الفريق الأحمر، ولن يتردد مختار في فرض رقابة لصيقة على مكامن القوة في الفريق الأزرق قبل التفكير بكيفية الوصول إلى مرمى الحارس الهلالي وتكثيف مناطق المناورة بأكثر عدد من اللاعبين لعدم إعطاء مساحات كافية قرب مرمى فريقه في ظل تواضع إمكانات متوسطي الدفاع ماجد بلال وسليمان أميدو، كما أنه سيقلص المهام الهجومية لظهيري الجنب إبراهيم الزبيدي ووليد محبوب. جماهير الوحدة تعقد أمالاً كبيرة على المحترفين المغربيين يوسف القديوي وعصام الراقي في منتصف الميدان لمجاراة قوة الوسط الهلالي، كما أن الشاب عبدالخالق برناوي ثبّت قدميه ضم العناصر الأساسية وبات حضوره في غاية الأهمية في الصراعات الثقيلة، فيما يحمل المهاجمان مهند عسيري ومختار فلاته على عاتقيهما مسؤولية كبيرة للاستفادة من أنصاف الفرص وهز الشباك الزرقاء نحو اعتلاء منصة التتويج. وعلى رغم الترشيحات التي ترجّح الكفة الهلالية لنيل كأس البطولة عطفاً على الخبرة العريضة للاعبيه في التعامل مع المباريات ذات الوزن الثقيل، إلا أن مواجهات الكؤوس دائماً ما تحمل المفاجآت المدوّية خصوصاً وأن لاعبي الوحدة يتحصنون بالأرض والجمهور وأمام فرصة قد لا تتكرر لسنوات طويلة لإعادة اسم الفريق الوحداوي إلى سجل الأبطال.