جدد زعيم نصف الأرض عاداته وأكد صداقته الحميمة مع كأس سمو ولي العهد عندما توج مساء البارحة باللقب العاشر في المسابقة كأكثر فريق يتوج بها ومعلناً أفضليته الدائمة والمستمرة زعيماً وفارساً للألقاب والبطولات والإنجازات عاماً بعد عام ولقباً بعد آخر. رسم نجوم الفريق الهلالي لوحة زرقاء في سماء مكة عندما أكدوا أحقيتهم واستحقاقهم للبطولة بخماسية تعاقب عليها نجومه أحمد علي الذي افتتحها برأسية وعززها الزوري بتسديدة قوية واستمر في سيرها الشلهوب قبل أن يؤكد السويدي ويلهامسون نجوميته المطلقة في المباراة بهدفه الرابع ليختتم الشاب الأسمر نواف العابد الخماسية بهدف هو الأروع لتنتفض المدرجات الزرقاء مبتهجة ومزغردة بنجومها الأبطال وتعانق الذهب مع الفريق المرصع والمتوج دائماً بالذهب.. الفريق الذي لا يتحدث إلا بلغة الذهب ولغة الألقاب والإنجازات والبطولات. كان الهلال مساء الأمس بدراً ساطعاً بنجومه وهويرسم للكرة اللوحة الجميلة المطرزة باللون الأزرق التي رسمت خارطة البطولة الهلالية المحببة له والقريبة على قلبه ونجومه والتي لا تكاد تفارقه وترفض أن يكون لها عريساً سوى الأزرق وإن اختلفت الخصوم التي تواجهه. بالأمس سلم قادة الهلاليين الذين تناوبوا على حمل الكؤوس الراية لفارس جديد ليواصل مسيرة حمل الذهب سلم القائد السابق سامي الجابر الذي بقي شاهداً على الإنجاز الجديد من خارج الملعب إدارياً سلم الراية للقناص الكاسر الذي اقتنص الكأس مواصلاً تلك الرحلة الطويلة لزعيم البطولات والإنجازات المعين الذي لا ينضب. بالأمس أكد الجميع وبصوت واحد يحق للهلاليين أن يفخروا بنجومه وبفريقهم وبتاريخهم الذي لا يرضى بغير الذهب بديلاً. الشوط الأول بدأت المباراة سريعة من الجانبين منذ الثواني الأولى وكان الأسلوب الهجومي واللعب المفتوح هو شعار اللعب الذي صاحبه حماس كبير من جانب الفريق الوحداوي وإن كانت أولى الكرات الخطرة من رأسية القحطاني التي مرت بجانب القائم بعد تمريرة من الفريدي مع مرور الدقيقة السادسة فكانت تلك الكرة هي إنذار الهلالييين بالخطورة على المرمى الوحداوي أعقبتها محاولتان متتاليتان من جانب رادوي وويلي لم تستثمرا إلا أن الفريق الوحداوي بقي نداً قوياً ومهاجماً لمرمى الهلال فكانت أولى المحاولات الحقيقية من مهند عسيري الذي حاول معالجة كرة عرضية على الطاير بطريقة طائرة مرت بجانب القائم الأيسر الهلالي مع مرور الدقيقة ال12. وكان الأسلوب الذي انتهجه المصري مختار المدرب الوحداوي من خلال الضغط على حامل الكرة وإغلاق المناطق الخلفية وسد المنافذ على نقاط الانطلاق الهلالية قد نجح خلال النصف الأول من هذا الشوط الذي لم يستطع الهلاليون الوصول إلى شباكه. في المقابل كان الاعتماد الوحداوي منصب على مهاجمة الهلال من خلال الكرات العكسية المرتدة والنقل السريع للكرات. علي يفتتحها للهلال مع مرور الدقيقة ال24 ومن كرة هلالية قادها ويلي من الجهة الهلالية اليمنى متخطياً أكثر من لاعب يلعبها عرضية جميلة على رأس المصري أحمد علي الذي لعبها في المرمى هدفاً هلالياً أول وكانت تلك من أولى الاختراقات الهلالية التي قادها ويلي وبرغم هذا الهدف الهلالي إلا أن الفريق الوحداوي يبقى على حاله من حيث الكثافة الدفاعية والتكتل في مرماه حفاظاً على أسلوبه ومهاجمة الهلال ومباغتته بين الحين والآخر وإن لم يكتب لها النجاح وإن زاد الوحداويون من حذرهم عقب الحذر خوفاً من تعزيز الهلال من تقدمه في النتيجة. وكاد رادوي أن يفاجئ الوحداويين بهدف ثان من تسديدة بعيدة المدى اعتلت العارضة مع الدقيقة ال42 رد عليها مهند عسيري برأسية اعتلت العارضة الهلالية فكانت تلك هي آخر أحداث هذا الشوط الذي انتهى بتقدم الهلال بهدف دون رد. كان الشوط الأول في غالبيته كرات وأداء محصور في وسط الملعب نتيجة للكثافة العددية من جانب الفريق الوحداوي الذي كان للأسلوب الذي انتهجه المصري مختار للحد من الخطورة الهلالية التي كانت تسير لمصلحته حتى انقضاء نصف وقت الشوط قبل أن يصل الهلاليون للشباك الحمراء برأسية أحمد علي. فكان الهلال الأفضل داخل الملعب في أغلب فترات الشوط نتيجة لانطلاقات ويلي الذي كانت تحركاته واضحة في الجهة الهلالية اليمنى. في المقابل كان الحماس هو العنوان الرئيس للأداء الوحداوي خلال الدقائق الأولى من المباراة بالذات قبل أن يعود للحذر عقب هز شباكه وإن كانت له عدد من المحاولات عن طريق مهند عسيري في أكثر من كرة. ولعل ما يعاب على الأداء الهلالي هو الغياب التام خلال هذا الشوط من قبل الثنائي الشلهوب والفريدي اللذين لم يكونا في يومهما خلال هذا الشوط وغابا تماماً حتى إن غالبية الكرات الهلالية كانت تضيع عند وصولها لأحدهما وبالتالي وأد الخطورة الهلالية. الشوط الثاني بدأ الشوط الثاني من المباراة بهجوم هلالي سريع كاد معه القحطاني أن يعزز التقدم الهلالي بكرة سددها قوية من داخل المنطقة مع الدقيقة الأولى أبعدها المرقب الحارس الوحداوي إلى ركنية. قبل أن يعود القديوي بهجوم فردي يتخطى أكثر من لاعب ودخل منطقة الجزاء نحو المرمى الهلالي قبل أن يتدخل رادوي ويبعد خطورتها. ليقوم الهلال بكرة تبادلها أكثر من لاعب حولها الكوري لي داخل المنطقة على رأس القحطاني إلى أحمد علي لم يتمكن منها. رد الوحداويون بكرة سريعة من القديوي أفضل لاعبي الوحدة في هذا اللقاء إلا أن تدخل هوساوي أبعدها. تلك الكرات المتبادلة من الطرفين أشعلت بداية الشوط الثاني من خلال الأداء السريع المفتوح من الجانبين. ويتألق حسن العتيبي من خلال تصديه لكرة مهند عسيري القوية التي سددها من داخل المنطقة.. زادت تلك الكرة من اشتعال فتيل المباراة. الزوري يعززها للهلال مع مرور الدقيقة ال15 من هذا الشوط 60 من المباراة ومن كرة هلالية قادها ويلي الذي تلاعب بالمدافع بنفس طريقة الهدف الأول يحول الكرة عرضية جميلة ورائعة على خط الستة عالجها هذه المرة الظهير الأيسر المتقدم الزوري على الطاير قوية في أقصى الزاوية اليسرى هدفاً هلالياً ثانياً. عقبها مباشرة يجري كالديرون المدرب الهلالي أول تبديلاته من خلال العابد بدلاً من الفريدي البعيد عن مستواه فكاد الوحداويون أن يسجلوا هدفاً من المشاغب دائماً مهند عسيري الذي وصلته الكرة داخل الصندوق وسط الزحام سددها وأبعدها العتيبي إلى ركنية لم تستثمركما ينبغي. وشدد الوحداويون من محاولاتهم خاصة وأن الفريق لم يعد لديه ما يخسره بعد تأخره بهدفين. فكانت أولى المحاولات من المدرب المصري مختار هي دخول سلمان الصبياني بدلاً من سلمان مؤشر في أولى المحاولات الهجومية. الشلهوب يكمل الثلاثية مع مرور الدقيقة ال69 ومن كرة هلالية تبادلها الشلهوب وأحمد علي تصل إلى الشلهوب الذي سددها زاحفة أرضية على يسار المرقب هدفاً هلالياً ثالثاً أكد به السيطرة الهلالية المطلقة على هذا الشوط. ويلهامسون والرباعية من الطبيعي جداً ومع التفوق الهلالي الصريح الذي صبغ الملعب باللون الأزرق ومن كرة كان أساسها لمصلحة الوحدة ترتد من الدفاع الهلالي إل ويلهامسون الذي انطلق بالكرة من منتصف الملعب وانفرد بالمرمى الوحداوي ومتخطياً الحارس المرقب ليلعبها في المرمى الوحداوي هدفاً هلالياً رابعاً في الدقيقة ال71. ومعها يخرج كالديرون ويلي ليحل بدلاً منه المحياني في نية لرفع رصيده من الأهداف قابلها تبديل دفاعي وحداوي من خلال خالد الحازمي بدلاً من القديوي أجهز بها كلية على الفريق الوحداوي الذي ترك كل شيء للهلال وسط تفوق هلالي صريح. العابد والخماسية مع مرور الدقيقة ال79 ومن كرة هلالية طويلة لعبها الدوسري الذي حل بديلاً للمصري أحمد علي إلى المنطلق من الخلف نوف العابد من بين المدافعين ليواجه المرقب ويلعبها بطريقة الكبار من فوق الحارس في المرمى الوحداوي هدفاً هلالياً خامساً لتتغنى الجماهير الهلالية طرباً منتظرة لحظة التتويج. لتبقى الدقائق الأخيرة من اللقاء تسير والكرة بين أقدام لاعبي الهلال الذين حسموا المواجهة بنتيجة كبيرة قوامها خماسية نظيفة ومستحقة للفريق الأزرق الذي أكد تفوقه وسيطرته المطلقة على المباراة وخصوصاً في شوطها الثاني الذي كان يتكلم ويهمس ويتنفس بكل ما هو أزرق.. وإن حاول الوحداويون مجاراته إلا أن الخبرة والعادة الهلالية والصداقة الحميمة مع كأس سمو ولي العهد لم تدع لهم فرصة لمجاراته ليعلن الهلال معانقته للقبه العاشر في المسابقة كرقم قياسي والرابع على التوالي. عموماً كان الشوط الثاني من المباراة شوط الأهداف الأربعة كان مختلفاً عن سابقه وأن بقيت المحاولات الوحداوية قائمة إلا أن الهلال استطاع أن يحول مسار المباراة لصالحه جملة وتفصيلاً وبأهدافه الأربعة المتوالية التي توالت على الشباك الحمراء كتأكيد فعلي على الأحقية والتفوق الأزرق في اللقاء بعد أن طوع الكرة لصالحه كما ينبغي ومعلناً بطولته الأولى هذا الموسم وهي بطولته المحببة له. ولا يلام الفريق الوحداوي على تلك الخسارة وإن كانت قاسية فهو قدم كل ما يستطيع وإن كان وصوله إلى هذا اللقاء يعد إنجازاً لهذا الفريق الشاب والطموح. من اللقاء - قاد اللقاء طاقم إسباني بقيادة الدولي كارلوس كابالو الذي ظهر في أحسن صورة وقاد المباراة بكل نجاح وتألق. - ويلي والقحطاني ورادوي كانوا أبرز نجوم الهلال في لقاء الأمس. - كما كان مهند عسيري والقديوي من الوحدة ومعهم ماجد بلال الأبرز. - قدم الفريق الوحداوي برغم الخسارة بالخمسة مباراة جيدة قياساً بمجهوداتهم وعطائهم خلال المسابقة إلا أنهم واجهوا خصماً هو الزعيم الذي لا يرضى بغير البطولات بديلاً. - النهائي الأول الذي يقام في مكة وفي استاد الملك عبدالعزيز بالشرائع كان كرنفالاً واحتفالية كبرى بجماهيريته التي ملأت المدرجات. - الهلال أكمل عقد بطولاته في جميع مناطق المملكة من الوسطى والغربية والشرقية والجنوبية في كل منطقة تقام فيها نهائي وكان الهلال الفارس والعريس المتوج بها