أجرى وزير الخارجية المصري الدكتور نبيل العربي محادثات في القاهرة أمس مع القياديَّيْن في حركة «حماس» الدكتور محمود الزهار وخليل الحية، ركزت على تطورات القضية الفلسطينية ورؤية الحكومة المصرية الجديدة الى القضية الفلسطينية، وخصوصاً موضوع المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية وانطلاق جولة جديدة للحوار بين حركتي «فتح» و «حماس» ومختلف الفصائل الفلسطينية في القاهرة الشهر المقبل. وكان الزهار والحية التقيا الأمين العام للجامعة عمرو موسى الذي قال انه لا مبرر إطلاقاً لاستمرار حال الانقسام الفلسطيني، مؤكداً ضرورة تحقيق المصالحة وتوحيد الصف لمواجهة التحديات الراهنة. وقال موسى، في تصريحات للصحافيين أمس عقب استقباله القياديين في حركة «حماس» محمود الزهار وخليل الحية، إنه تم خلال هذا اللقاء التركيز على ضرورة المصالحة الفلسطينية، معتبراً أن التغيرات الحالية في العالم العربي من المفترض أن تطرح روحاً جديدة. وأكد أن المصالحة الفلسطينية أصبحت امراً لا يحتمل التأخير أو التأجيل، مشيراً إلى أن الجامعة العربية مستعدة لاستضافة أي اجتماع قد يسهل او يساهم في تقدم موضوع المصالحة إلى أمام. وأوضح أنه تم خلال اللقاء تناول مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في شأن المصالحة والدعوات السابقة لها (في إشارة إلى عروض حماس فى هذا الشأن). وأكد محمود الزهار أن هناك اصراراً من جانب «حماس» على استكمال مشروع المصالحة الفلسطينية من دون القفز على أو اختزال القضايا التي تم الاتفاق عليها سابقاً خصوصاً موضوع منظمة التحرير الفلسطينينة. وأشار إلى أن لقاء سيجري عقب عودته الى غزة مع قيادات «فتح» لوضع آلية تنفيذية لما تم الاتفاق عليه سابقاً. ورداً على سؤال عن تأثير ما يجري في عدد من الدول العربية من تغيرات سياسية على القضية الفلسطينية، قال الزهار: «إننا لا نتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة عربية، ولكن يمكننا القول إن الرابح الأكبر في هذه التغييرات في المنطقة سيكون القضية الفلسطينية والخاسر هو إسرائيل. وأننا نريد استغلال هذا الظرف لتحقيق المصالحة الفلسطينية». ورداً على سؤال عن إعلان موسى استعداد الامانة العامة لاستضافة أي اجتماع مصالحة ودور مصر في هذه الجهود، قال الزهار إن «مصر لا تريد أن ترعى اتفاقاً ينتهي بفشل ونحن لا نرضى لها ذلك»، موضحاً ان الجامعة العربية «تستضيف» ولا ترعى الوفود الفلسطينية للوصول الى اتفاق. وعما يثار من أن «حماس» لم تتعاون في شكل ايجابي مع مبادرة عباس التي عرض فيها الذهاب إلى غزة لتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة فلسطينية، قال الزهار إن «مبادرة أبو مازن قفزت على ما تم الاتفاق عليه مسبقاً مع حماس وتختزل الأمر كله في تشكيل الحكومة». وأضاف أنه لا يعقل أن تتم المصالحة من دون استكمال الحوار، مشيراً إلى أنه شرح للأمين العام إصرار «حماس» على المصالحة، مؤكداً أن هناك اجماعاً في «حماس» بالداخل والخارج على تحقيق المصالحة في أسرع وقت ممكن وأنه لا يوجد بين الفصائل الفلسطينية في غزة من لا يريد المصالحة، وأن هناك فقط مخاوف من بعض الفصائل ازاء آليات الحوار. الى ذلك، انقسمت مواقف الفصائل الفلسطينية حول تنظيم مسيرة في غزة لإحياء ذكرى يوم الأرض اليوم. وقالت «حماس» إنه «تم التوافق عشية الذكرى ال 35 لإحياء يوم الأرض، وتأكيداً على الوحدة الوطنية، على مسيرة جماهيرية حاشدة» اليوم على طول طريق «صلاح الدين» وصولاً الى بلدة بيت حانون شمال غزة، إلا أن مصادر فصائلية قالت ل «الحياة» إن اللقاء الذي عقد ليل أول من أمس وشاركت فيه فصائل عدة، من بينها حركتا «فتح» و «حماس» فشل في التوصل إلى اتفاق حول المسيرة. وقالت المصادر ان ممثلي «حماس» رفضوا رفضاً قاطعاً أن يتم تنظيم المسيرة انطلاقاً من «ميدان فلسطين» وسط المدينة وصولاً الى حديقة «الجندي المجهول» غربها.