قللت إيران من أهمية قرارها تفريغ الوقود من قلب مفاعل «بوشهر» النووي، مؤكدة ان ذلك «إجراء طبيعي» يستهدف ضمان «نظام الأمان» للمحطة. وأثار ذلك تكهنات بتضرّر المفاعل من فيروس «ستاكسنت» الذي ضرب عشرات الآلاف من الكومبيوترات الصناعية في ايران عام 2010، ورجّح خبراء ان يكون استهدف البرنامج النووي لطهران. كما أتى بعد تحذير موسكو من ان الفيروس قد يسبّب كارثة، على غرار تلك في تشرنوبيل عام 1986. وقال الناطق باسم «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» حميد خادم قائمي ان تفريغ الوقود من المفاعل «إجراء طبيعي»، معتبراً ذلك «نوعاً من التفتيش التقني ولنيل تطمينات كافية في شأن نظام الأمان للمفاعل». وأضاف: «نعتبر ان من الأفضل والأولى نيل تطمينات بتوافر نظام الأمان للمحطة مستقبلاً وصون الاستثمارات الوطنية واستمرار التعاون التقني مع روسيا، بدل الاسراع في تدشينها». وانتقد «تهويل بعض وكالات الأنباء ووسائل الإعلام»، معتبراً انها تبالغ في مسألة سحب الوقود. اما حسين درخشنده مدير محطة «بوشهر» فأكد ان «السلامة مهمة ولها الأولوية على سرعة بدء التشغيل»، فيما شدد رئيس «منظمة السلامة النووية الايرانية» ناصر رستخاه على ان «فيروس ستاكسنت لم يكن له أي تأثير على تشغيل المحطة». أتى ذلك بعد قول المندوب الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية: «عملاً بتوصيات روسيا المكلفة إنجاز مفاعل بوشهر النووي، سيتم تفريغ الوقود من قلب (المفاعل) لفترة من الوقت، لاجراء اختبارات وعمليات فنية، ويُعاد إليه بعد استكمال الاختبارات». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر ان تفريغ الوقود مرتبط بالاشتباه في تلوثه بجزيئات معدنية من المعدات التي شاركت في بناء قلب المفاعل، والتي قارب عمرها 30 سنة. وقال: «نتحدث عن جزئيات حجمها نحو ثلاثة مليمترات. بعض المعدات التي استُخدمت في البناء ظلت غير مستخدمة لمدة 30 سنة. يجب تفريغ الوقود واختباره للتأكد من ان الجزيئات المعدنية لم تدخل فيه». ورجّح ان تسغرق عملية تفريغ الوقود ستة أيام. وبدا لافتاً ان رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني حامد رضا كاتوزيان حمّل موسكو مسؤولية تأجيل تشغيل المفاعل، اذ قال: «انتهاك الروس المتكرر للوعود وانعدام مسؤوليتهم في مشروع بوشهر، ما زال مستمراً». في المقابل، نقلت «رويترز» عن ديبلوماسي غربي بارز تأكيده ان «تفريغ وقود غير مستهلك، يُعتبر نادراً في الصناعة النووية». أما أولي هاينونن الرئيس السابق لمفتشي الوكالة الذرية في ايران، فرأى ان «تفريغ وقود من قلب مفاعل وصل الى مرحلة حرجة، أمر غير عادي، ويؤشر الى مشاكل محتملة في الوقود». الى ذلك، رأى وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي ان التقرير الذي اصدره المدير العام للوكالة الذرية يوكيو أمانو في شأن البرنامج النووي الايراني، «أفضل من تلك السابقة». لكنه استنكر اعتماد أمانو «وثائق مزعومة» قدمتها الولاياتالمتحدة، بوصفها «حقيقية، على رغم عدم التأكد من ذلك».