لليوم الثالث على التوالي تتعرض مواكب زوار شيعة يقصدون كربلاء من سائر أنحاء العراق، سيراً على الأقدام، لهجمات دامية، أسفرت أمس عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء وشيوخ. وقال رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد حميد الموسوي إن «ما لا يقل عن 50 شخصاً قتلوا وأصيب 150 في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين قرب كربلاء». وأوضح أن الهجوم الأول وقع في منطقة عون في حين وقع الثاني بعد عشرين دقيقة على مسافة 15 كلم جنوب كربلاء التي تؤمها في هذه الأيام المواكب الشيعية لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين. وفور وقوع الانفجارين، منعت السلطات المحلية السير في المدينة وضواحيها. وتأتي هذه الهجمات بعد شهر على تشكيل حكومة وحدة وطنية ما زالت غير مكتملة وحقائبها الأمنية موضع خلافات مستعصية بين الأطراف الرئيسة المشاركة في العملية السياسية، كما أنها تظهر جلياً الصعوبات التي تواجهها قوى الأمن في السيطرة على الأوضاع قبل أقل من عام على انسحاب نهائي للقوات الأميركية من البلاد. وأصدر رئيس الوزراء نوري المالكي بياناً ندد فيه «بالإرهابيين التكفيريين» الذين يضيفون «صفحة جديدة الى سجلهم الإجرامي الأسود، فإقدامهم على قتل النساء والأطفال والشيوخ دليل آخر على خلو هؤلاء القتلة من أي واعز ديني أو إنساني، وسعيهم الى بث الفتنة وإثارة الرعب». وبدأ ملايين الشيعة في جميع أنحاء العراق التوجه سيراً إلى كربلاء قبل أيام للمشاركة في الذكرى التي تصادف الثلثاء المقبل. وغالباً ما يتم استهداف مواكبهم خلال إحياء ذكرى عاشوراء والأربعين، على رغم انتشار عشرات الآلاف من العناصر الأمنية واتخاذ إجراءات مشددة لمنع أعمال العنف. وقُتل ما لا يقل عن 116 شخصاً خلال اليومين الماضيين غالبيتهم بهجمات انتحارية، إذ أسقط تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف متطوعين للشرطة في تكريت خمسين قتيلاً و150 جريحاً، كما قتل 16 شخصاً وجُرح 135 في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مقراً أمنياً، وموكباً للشيعة في محافظة ديالى أول من أمس. واستهدف هجوم انتحاري مقر قيادة الشرطة في بعقوبة أمس ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطيان وصحافية وجرح 42 ، كما قُتل اثنان من الشيعة وأصيب 12 بانفجارين استهدفا مواكب حسينية في جنوب بغداد. وعزا عضو «التحالف الوطني» النائب حسين الصافي تراجع الوضع الأمني خلال الأيام الماضية إلى «خروقات أمنية كثيرة وتدخلات، إضافة إلى وجود خلايا إرهابية ناشطة داخل الأجهزة الأمنية». ورأى أن «الوضع لا يحتاج إلى جهد أمني مكثف ونشر مزيد من القوات، بل إلى جهد استخباراتي في مستوى التحديات ومراقبة حركة الإرهاب وعناصره». وأكد النائب عن «التحالف الوطني» محمد الهنداوي «معلومات عن تسلل إرهابيين إلى كربلاء لتنفيذ هجمات ضد الزوار الشيعة والإخلال بأمن المحافظة ». ودعا الأجهزة الأمنية إلى «توخي الحيطة والحذر، خصوصاً أن المعلومات تشير إلى أن هؤلاء سيدخلون المدينة متسللين بين صفوف أفواج الزوار الوافدين سيراً».