وقّع المغرب ومجوعة «الستوم» الفرنسية اتفاقاً بقيمة 9.8 بليون درهم ( 1.18 بليون دولار)، لتطوير قطاع السكة الحديد في المغرب على مدى السنوات العشر المقبلة، وإنشاء وحداث تصنيع محلية وتعزيز الشراكة والتبادل العلمي. ورأس الملك محمد السادس في أغادير مراسيم توقيع الاتفاق في حضور رئيس مجموعة «الستوم» باتريك كرون، الذي اعتبر أن الشراكة بين الطرفين هي «انطلاقة جديدة لتعاون صناعي استراتيجي لتطوير قطاع النقل عبر السكك الحديد الناشط في المغرب». وأشار كرون إلى أن «قيمة مشتريات المجموعة لفائدة مزودين محليين ستتضاعف اعتباراً من عام 2012 ، بين 10 و 15 مرة، وهي تُقدّر ب 540 مليون يورو». وأكد «التزام المجموعة تطوير صناعة السكة الحديد والقطارات والتجهيزات الكهربائية المكملة، وإنشاء مصانع في المغرب لإعادة تصدير المعدات إلى أوروبا والدول المجاورة». وأوضح وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة المغربي احمد رضا الشامي، أن الاتفاق «سيساهم في جعل المملكة أرضية للتموين الاستراتيجي في مجال الصناعة السككية، تجمع بين تنافسية الأسعار والقرب من مواقع التجميع الأوروبية الرئيسة». وتنجز «الستوم» مشاريع كبيرة في المغرب منها ترومواي الرباط - سلا والدار البيضاء بقيمة بليون دولار، لتحديث النقل العمومي في اكبر المدن المغربية. وكانت المجموعة فازت بصفقة بناء شبكة للقطار السريع «تي جي في» بين طنجة والدار البيضاء 360 كيلومتراً، بتكلفة تخطت بليوني يورو ( 20 بليون درهم)، يكون جاهزاً بحلول عام 2015، وهو اسرع قطار في أفريقيا والعالم العربي. ويؤمّن الاتفاق الجديد فرص عمل ضخمة للشركة الفرنسية التي يمكن أن تستفيد من برامج التوسع في مجال النقل السككي في المغرب، حيث ينفذ المكتب الوطني للسكة الحديد مشاريع استثمارية بقيمة 33 بليون درهم (أربعة بلايين دولار). ويُخطط لمد السكة الحديد إلى مدينة أغادير في الجنوب على المحيط الأطلسي، وإلى مدينة العيون في الصحراء لاحقاً. وكان المشروع واجه صعوبات تقنية ومالية بسبب وعورة التضاريس الجبلية وارتفاع التكلفة. ويعود تاريخ القطار في المغرب إلى عام 1911 ، بإنشاء الربط السككي الأول بين طنجة وفاس.