تمكنت قوات مكافحة الإرهاب العراقية من السيطرة على ستة أحياء في الجانب الشرقي من الموصل، وتحول القتال إلى حرب شوارع، وشهدت هذه الأحياء اشتباكات هي الأعنف منذ انطلاق الحملة لاستعادة المدينة منتصف الشهر الماضي. وأكدت الأممالمتحدة أن مسلحي «داعش» قتلوا المئات وجندوا الأطفال. وأعلن قائد العمليات في الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد في بيان أمس، أن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير أحياء الملايين والسماح والخضراء وكركوكلي والقدس والكرامة، ورفعت العلم الوطني فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدات». وقال ضابط كبير، في اتصال هاتفي مع «الحياة»، إن «معارك عنيفة مع مسلحي داعش تجري داخل الأحياء الشرقية، واستخدم التنظيم 9 عربات مفخخة لتفجيرها أمام مدرعات الجيش». وأوضح أن «الأحياء التي دخلناها تبدو خالية من السكان، ونجح بعضهم في الهروب باتجاه القوات الأمنية، وتم نقلهم إلى خارج المدينة، فيما أجبر داعش آخرين على مرافقته إلى الجانب الأيمن من المدينة». ورجح أن «يتم إحكام السيطرة على الجانب الشرقي وصولاً إلى نهر دجلة الذي يقسم الموصل إلى قسمين خلال أيام قليلة». ولفت إلى أن «المعركة ستشتد في الجانب الغربي، وستقتحمها قطعات الجيش والشرطة الاتحادية التي تحاول التقدم من المنفذ الجنوبي عبر بلدة حمام العليل». وزاد أن «هناك خمسة جسور تربط جانبي المدينة. اثنان منها أصبحا خارج الخدمة بسبب القصف الجوي للتحالف الدولي ضد عناصر داعش الهاربين. وتبقى ثلاثة جسور نتوقع أن تكون مفخخة». في جنيف، قالت الناطقة باسم مفوضية حقوق الإنسان رافينا شامداساني أمس، إن مسلحي «داعش» قتلوا مئات بينهم 50 من المنشقين و180 من الموظفين الحكوميين السابقين في الموصل. وأضافت أنهم نقلوا أيضاً 1600 مدني خطفوهم من بلدة حمام العليل إلى تلعفر لاستخدامهم دروعاً بشرية وأبلغوا بعض هؤلاء بأنهم ربما ينقلون إلى سورية. كما نقلوا أيضاً 150 أسرة من البلدة إلى الموصل. وتابعت أنهم «يحتجزون قرابة 400 امرأة كردية وإيزيدية وشيعية في تلعفر، وربما قتلوا ما يصل إلى 200 شخص». من جهة أخرى، أعلن «الحشد الشعبي» أنه «حقق تقدماً في اتجاه تخوم حمام العليل وتمكن من تحرير قريتي مشيرفة وحبارة، والسيطرة على الخط الإستراتيجي لنقل النفط الى البصرة». وكانت قيادة العمليات في نينوى أعلنت في وقت سابق «تحرير قريتين جنوب ناحية حمام العليل حيث يستميت داعش في الدفاع عنها باعتبارها آخر خطوط دفاعه عن مركز الموصل، ووقوعها في يد الجيش يعني خسارة التنظيم السيطرة على ضواحي الموصل الشمالية والشرقيةوالجنوبية، باستثناء الضواحي الغربية المرتبطة ببلدة تلعفر». وفي تطور آخر، أعلن الكولونيل الأميركي جيمس بات وورك في بيان، أن «قوة من اللواء الثاني سيتم نشرها خلال أسابيع لدعم حملة التحالف الدولي»، مشيراً إلى أن «عدد الجنود 1700 وسيحلون محل الفرقة 101 المحمولة جواً ليواصلوا مهام التدريب وتقديم المشورة ومساعدة القوات المسلحة العراقية»، مؤكداً أن «جنودنا المظليين مستعدون الآن للمشاركة في دعم عمليات التحالف، وفريقنا يتطلع إلى هذه المهمة الحيوية في دعم وإسناد شركائنا العراقيين».