جنيف - أ ف ب -أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس أن آلاف العراقيين المسيحيين فروا من بلدهم بعد مجزرة 31 تشرين الأول (أكتوبر) التي نفذها تنظيم «القاعدة» في كنيسة في بغداد. وصرحت الناطقة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ بأنه «منذ هجوم 31 تشرين الأول على كنيسة في بغداد والهجمات التالية التي استهدفتهم، بدأ المسيحيون في بغداد والموصل عملية نزوح بطيئة لكن منتظمة». وأضافت: «نلاحظ في الوقت الحاضر انه بالنسبة لهذه المجموعة من العراقيين، تحدث عملية خروج جماعي (...) ونعلم أن الآلاف قد فروا». وقتل نحو 44 مصلياً مسيحياً وكاهنان وسبعة من رجال الأمن خلال حصار كنيسة سيدة النجاة في بغداد، والاشتباك المسلح الذي جرى عندما اقتحمتها قوات الأمن. وأصيب نحو ستين آخرين في الهجوم وقتل خمسة من المسلحين الذين نفذوه. وأشارت فليمنغ إلى أن المسيحيين فروا إلى أنحاء أخرى من العراق أو إلىa دول مجاورة. وقالت «أبلغتنا مكاتبنا في سورية والأردن ولبنان أن عدداً متزايداً من المسيحيين العراقيين يصلون إلى تلك الدول ويتصلون بالمفوضية العليا للهجرة لتسجيل أسمائهم والحصول على المساعدة». وأضافت أن «كنائس ومنظمات أهلية تتوقع فرار المزيد من الأشخاص خلال الأسابيع المقبلة». ودعت فليمنغ الدول المضيفة إلى عدم ترحيل الساعين للحصول على الحماية. كما أعربت عن دهشتها من قيام السويد بإعادة مجموعة من العراقيين، بينهم خمسة مسيحيين، إلى بغداد هذا الأسبوع. وقالت إن «المفوضية تعرب عن دهشتها من قيام السويد في 15 كانون الأول (ديسمبر) مرة أخرى بإجبار مجموعة من نحو 20 عراقياً على العودة إلى بغداد، ومن بينهم خمسة مسيحيين». وأضافت أن المفوضية «تدعو مرة أخرى وبشدة الدول إلى الامتناع عن ترحيل عراقيين يتحدرون من اكثر مناطق العراق خطراً». وتعرض المسيحيون العراقيون لأعمال عنف وقتل منهم المئات وهوجمت كنائسهم منذ الغزو الأميركي لذلك البلد في 2003 حين كان يعيش بين 800 ألف و1.5 مليون منهم في العراق. إلا أن عددهم انخفض بشكل كبير إلى نحو نصف مليون بعد أن هاجر الآلاف منهم إلى خارج البلاد فراراً من العنف. وذكر الشهود أن حصار الكنيسة في 31 تشرين الأول بدأ بهجوم شنه مسلحون مدججون خلال قداس الأحد واحتجزوا نحو ثمانين مصلياً رهائن. وانتهى الحصار بدهم القوات العراقية الخاصة للكنيسة. وأعلن تنظيم «دولة العراق الإسلامية» مسؤوليته عن الهجوم. واعتبر التنظيم جميع المسيحيين هدفاً مشروعاً لهجماته. وكان رجال دين مسلمون ومسيحيون دعوا في افتتاح مؤتمر حول الإخاء الإسلامي - المسيحي في دمشق الأربعاء، المسيحيين العراقيين إلى عدم الهجرة والتمسك بأرضهم على رغم تكرار الاعتداءات التي تستهدفهم.