تجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيد ألمانيا أن مقارنة سياساتها بالنازية «تؤذيها بعمق»، متعهداً مواصلته وصف دول أوروبية بأنها من «فلول النازية وفاشية»، إذا استمرت في «نهجها» تجاه بلاده. وخاطب حشداً من أنصاره، خلال تجمّع يروّج لتأييد مشروع قانون يحوّل النظام رئاسياً، في استفتاء يُنظم في 16 الشهر الجاري، قائلاً في إشارة الى مسؤولين أوروبيين: «إنهم لا يسمحون لوزرائي بإلقاء كلمات في أوروبا. بعد انتهاء الاستفتاء سندرس الأمر، لكل شيء ثمن». وتعهد متابعة وصف دول أوروبية بأنها من «فلول النازية وفاشية»، إذا واصلت «نهجها تجاه تركيا». وكان مايكل روث، نائب وزير الخارجية الألماني، قال إن المقارنة بالنازية «ليست مقبولة إطلاقاً» و «تؤذي بعمق» ألمانيا. وأشار الى أن القنصل الألماني العام غيورغ بيرغيلين ومحامياً يعمل لحساب القنصلية، التقيا مراسل صحيفة «دي فيلت» دنيز يوجيل الذي يحمل الجنسيتين التركية والألمانية واعتقلته السلطات التركية في شباط (فبراير) الماضي، لاتهامه بالدعاية لمنظمة إرهابية والتحريض على الكراهية والعنف. ويواجه يوجيل السجن لعشر سنين، إذا دين، علماً أنه كان نشر تقريراً عن قرصنة البريد الالكتروني لوزير الطاقة التركي بيرات البيرق، صهر أردوغان. وأضاف روث: «في ضوء الظروف، يوجيل كما يرام. ما يُثقل كاهله هو الحبس الانفرادي». وشكر السلطات التركية على إتاحتها لقاءه، بعد رفضها الأمر طيلة أسابيع، مستدركاً: «هذه ليست النهاية بالنسبة إلينا. ما زلنا نضغط من أجل إطلاق دنيز يوجيل». واعتبر أن اعتقال يوجيل «مشروع سياسي»، متحدثاً عن «بعد سياسي وقانوني للقضية». وذكّر بأن أردوغان اتهم يوجيل بأنه «إرهابي» و «جاسوس ألماني» و «ممثل لحزب العمال الكردستاني». ورأى روث في هذا الملف «واحدة من التجارب الضخمة للعلاقات الألمانية – التركية»، معرباً عن أمله بالتوصل الى «تسوية مرضية قريباً». وأضاف: «نمرّ الآن بفترة عاصفة، لكننا لن نتوقف عن الحديث وعن الحفاظ على العلاقات» بين برلين وأنقرة. ونشرت «دي فيلت» رسالة نصّها يوجيل على محاميه، يشكر فيها الألمان على «دعمهم لي ولزملائي المحتجزين في تركيا»، ويحضّهم على الاشتراك في صحف مستقلة «قليلة متبقية» في تركيا. وخاطبهم قائلاً: «ليس عليكم أن تكونوا أتراكاً لتقدّموا مساهمة ملموسة لحرية الصحافة في تركيا». على صعيد آخر، أعلنت السلطات أن «الكردستاني» فجّر عبوة ناسفة في جنوب شرقي تركيا، أسفرت عن مقتل 3 جنود أتراك، مشيرة الى مقتل 5 من مسلحيه خلال اشتباكات في المنطقة. وأشارت الى أن التفجير وقع خلال عمليات يشنّها الجيش على «الكردستاني» في منطقة أولودير في محافظة شرناق المحاذية للعراق. وكانت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء أفادت بأن الجيش التركي قتل خلال الأشهر الخمسة الماضية 886 من مسلحي «الكردستاني». أتى ذلك فيما اعتبر إبراهيم كالن، الناطق باسم الرئاسة التركية، أن زيارة أردوغان السبت الماضي مدينة دياربكر «توجّه رسالة واضحة في احتضان الأكراد، بوصفهم مواطنين لهم حقوق متساوية». وأضاف في مقال نشرته صحيفة «ديلي صباح» أن «أردوغان اتخذ، منذ زيارته الأولى لدياربكر عام 2005، خطوات لم يسبقه إليها أي زعيم سياسي آخر في التاريخ التركي الحديث، اذ اعترف بالأكراد بوصفهم مكوّناً مهماً وعلى قدم المساواة (مع باقي المكونات) في بوتقة الأمّة التركية، مفرّقاً في شكل واضح بين المجتمع الكردي وحزب العمال الكردستاني». وتابع أن «اهتمام» الرئيس التركي ب «تحقيق المساواة للأكراد»، يشكّل «أهم إنجاز في رصيده السياسي»، معتبراً أن «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي «انتحر سياسياً، بعد اختياره دعم سياسة خنادق حزب العمال». وزاد أن استطلاعات رأي «تشير إلى أن الناخبين الأكراد يدعمون الاستفتاء الدستوري» على تحويل النظام رئاسياً.