أمرت محكمة في إسطنبول بحبس دنيز يوجيل، مراسل صحيفة «دي فيلت» الألمانية في تركيا، لمحاكمته بعد اتهامه بترويج دعاية إرهابية وبالتحريض على الكراهية. وكانت السلطات احتجزت يوجيل في 14 شباط (فبراير) الماضي، بسبب مقالاته حول قرصنة البريد الإلكتروني لوزير الطاقة بيرات ألبيرق، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأعلنت «دي فيلت» أن يوجيل (43 سنة) الذي يحمل الجنسيتين التركية والألمانية، جاء في 14 شباط إلى مقرّ قيادة الشرطة في إسطنبول، للردّ على أسئلة المحققين. وأضافت أنه مُتهم ب «الانتماء الى تنظيم إرهابي واستخدام معطيات ودعايات إرهابية». وأمرت المحكمة بحبس يوجيل، لمحاكمته. وهو أول مراسل ألماني يُحتجز في إطار حملة واسعة استهدفت وسائل إعلام بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 تموز (يوليو) الماضي، وأسفرت عن توقيف حوالى مئة صحافي بلا محاكمة وإغلاق 170 وسيلة إعلام وسحب البطاقات الصحافية ل775 صحافياً. وأفادت وكالة «دوغان» الخاصة للأنباء بأن القنصل العام لألمانيا في إسطنبول وأعضاء في «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كانوا موجودين في المحكمة الإثنين، علماً أن 170 نائباً ألمانياً كانوا طالبوا في رسالة مفتوحة بإطلاق يوجيل «سريعاً». ووصفت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل حبس المراسل بإجراء «مرير ومخيّب»، معتبرة أنه «قاسٍ على نحو غير ملائم، لأن دنيز يوجيل قدّم نفسه إلى العدالة ووضع نفسه في خدمة التحقيق». وأضافت: «تنتظر الحكومة أن تأخذ العدالة التركية في الاعتبار، في تعاملها مع قضية يوجيل، القيمة العليا لحرية الصحافة بالنسبة إلى كل مجتمع ديموقراطي. سنبقى نصرّ على معاملة نزيهة وقانونية لدنيز يوجيل، ونأمل بأن ينال حريته قريباً». على صعيد آخر، انخفضت أسهم صحيفة «حرييت» التركية وشركتها الأم «دوغان هولدينغ» بنحو 12 في المئة أمس، بعدما انتقد الرئيس رجب طيب أردوغان الصحيفة. وكان المدعي العام في أنقرة استند إلى خبر نشرته «حرييت» الأسبوع الماضي، أفاد ب «انزعاج أوساط في قيادة الأركان من قرار الحكومة السماح بارتداء الحجاب في المؤسسة العسكرية»، لفتح تحقيق في احتمال وجود «خلية انقلابية» من التيار العلماني داخل الجيش، قادرة على «عرقلة» عمل حكومة بن علي يلدريم. وتعرّضت الصحيفة لانتقادات عنيفة، بعدما ورد في الخبر أن الحكومة اتخذت القرار برفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الجيش، ولم تسعَ إلى معرفة رأي المؤسسة العسكرية. وانتقد أردوغان عنوان الخبر «اضطراب في المقار»، ووصفه ب «قبيح جداً». وأضاف: «هذا الخبر أزعج القوات المسلحة التركية بشدة، كما أزعجنا. لا يحقّ لأحد تأليب مَن في الدولة على بعضهم. على الجميع أن يدرك مكانه. أنتم لا تبدون احتراماً، وأياً مَن يحاول تأليبنا على بعضنا فسيدفع الثمن غالياً».