شكّك رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية «بي إن دي» برونو كال أمس في تورط جماعة الداعية التركي فتح الله غولن، المقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999، في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في تموز (يوليو) الماضي. تزامن ذلك مع ترجيح وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل ألا تصبح تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي. وقال كال لمجلة «در شبيغل» الألمانية إن المحاولة الانقلابية «شكّلت فرصة سانحة» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم ل «تنفيذ حملة تطهير في البلاد». وتابع: «ما شاهدناه كمحصّلة للمحاولة الانقلابية ما كان ليحتاج إلى كل هذا المقدار من رد الفعل والراديكالي» في التعامل مع الوضع الداخلي. وأكد أن «لا دلائل تشير إلى أن حركة غولن تقف وراء هذه المحاولة»، وزاد: «حاولت تركيا على مختلف المستويات إقناعنا بذلك، لكنها لم تتمكّن حتى الآن». وتأتي تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية في فترة تمرّ فيها العلاقات التركية - الأوروبية، والتركية - الألمانية، في وضع صعب بعد منع وزراء ومسؤولين أتراك من نقل معركة التعديلات الدستورية، لتحويل النظام رئاسياً في تركيا وتعزيز صلاحيات أردوغان، إلى الجاليات التركية في أوروبا، وما نتج منها من تهجمات على مسؤولين أوروبيين واتهامهم باستخدام أساليب نازية وفاشية. وتأزمت العلاقات الألمانية - التركية بقوة بعد اعتقال أنقرة الصحافي الألماني التركي الأصل دنيز يوجيل، مراسل صحيفة «دي فيلت»، وسجنه من دون اتهام قضائي، بعدما اتهمه أردوغان بأنه جاسوس ألماني وإرهابي كردي. ورجّحت «در شبيغل» أن يثير تشكيك الاستخبارات الألمانية في المحاولة الانقلابية في تركيا «أصداء قوية»، كما رأى مراقبون أن تصريحات كال ستمسّ صدقية أردوغان وحزبه، في تركيا وخارجها. كما لا يُستبعد أن تؤثر سلباً أيضاً في مسار الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذي سيُنظّم في 16 نيسان (أبريل) المقبل، خصوصاً أن معلومات تفيد بأن النظام الرئاسي لا ينال غالبية حتى الآن. ورفض كال اتهامات تركيا جماعة غولن بأنها «حركة إسلامية متطرفة» أو «حركة إرهابية»، ووصفها ب «جمعية مدنية للتخصص الديني والمدني». كما اتهم أردوغان ب «استغلال الانقلاب ذريعة لتسريح أكثر من مئة ألف موظف وسجن آلافٍ». وقال غابرييل ل «در شبيغل» إنه عندما فاتح أردوغان بتشكيكه في قدرة تركيا على دخول الاتحاد الأوروبي، ردّ بأنه لا يسعى بالضرورة إلى عضوية الاتحاد، بل إلى بناء علاقات معها لتحديث بلده. وأضاف الوزير الاشتراكي أنه يؤيّد الآن، بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد، إقامة علاقات ثنائية معها ومع تركيا ودول أخرى. ورأى ان «تركيا أبعد أكثر من أي وقت، من أن تصبح عضواً في الاتحاد». على صعيد آخر (رويترز)، أعلنت وزارة الداخلية التركية توقيف 740 شخصاً للاشتباه بصلتهم ب«حزب العمال الكردستاني» على مدى الأيام الثلاثة الماضية، خلال 36 حملة دهم صادرت خلالها معدات ووثائق وأكثر من 12 مسدساً.