احتل موضوع الأمن الحيز الاكبر من البيان الختامي لقادة مجلس التعاون لدول الخليج الذي صدر أمس في أبو ظبي، في ختام أعمال القمة الحادية والثلاثين التي عقدت على مدى اليومين الماضيين برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات، على ان تستضيف المملكة العربية السعودية القمة المقبلة بدلا من البحرين. ووصفت القمة، بأنها «قمة الأمن» بعدما تعرض البيان الختامي لتفاصيل مكافحة الارهاب التي تتسق مع متطلبات الدول الكبرى والمجتمع الدولي، والتي ركزت على تجفيف منابع تمويل الارهاب عبر اجراءات امنية ومالية. ونوه البيان الختامي بالجهود التي بذلتها السعودية والبحرين في تفكيك الجماعات الارهابية والتصدي لها، مؤكداً وقوف دول المجلس الى جانب البلدين في هذا المجال. وطالب المجتمع الدولي الأخذ بوجهات نظر دول المنطقة فيما يختص بمكافحة الارهاب وإنشاء مركز دولي لمكافحته ولتبادل المعلومات والخبرات. وأولى قادة دول الخليج اهتماماً خاصاً بالملف النووي الايراني واكدوا على ايجاد حل سلمي لهذا الملف مرحبين بالمفاوضات التي بدأت بين طهران ومجموعة الدول الكبرى. وطالبوا ايران بإنهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث. وناشد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان إيران الإمتثال إلى قرارات المجتمع الدولي وقوانينه في شأن ملفها النووي والإجابة بشفافية عالية على تساؤلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لدول المجلس عبد الرحمن العطية امس «إننا نرحب بالمفاوضات الديبلوماسية التي تُجريها مجموعة « 5 + 1 « لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق السليمة. واعرب عن أمله في أن تستجيب إيران لهذه الجهود. كما حدد المجلس الأعلى لمجلس التعاون موقف الدول الست من مسائل التنسيق والتعاون العسكري بين دول المجلس، خصوصاً في دعم قوات «درع الجزيرة» وتناول موقف دول المجلس من جميع القضايا على الساحتين الخليجية والعربية والعالمية في مقدمها القضية الفلسطينية والوضع في العراق ولبنان. وأكد المجلس دعم السلطة الفلسطينية وادان الاجراءات الاسرائيلية لتهويد القدس. ودعت السعودية الدول الاعضاء الى عقد القمة 32 في الرياض بدلاً من البحرين. ووجه الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس الوفد السعودي الدعوة في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية. وأكد أن قرار استضافة المملكة للدورة المقبلة جاء بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبموافقة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ القمم الخليجية، التي انطلقت قبل 30 عاماً، يتم فيها تنازل احدى الدول الخليجية عن تنظيم القمة الخليجية لصالح دولة اخرى. وشهدت الجلسة الختامية تلاوة الامين العام برقية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى القمة قال فيها «إنكم وأنتم تجتمعون اليوم لما فيه الخير، إن شاء الله، وإلا أنها في نفسي ماثلة تستمدُ مسؤوليتها من ديننا، وعروبتنا، ومصالح أمتنا العربية والإسلامية شعوب منطقة الخليج وغاب عن أخيكم أكرم لقاء وأجلّ أمانة تجاه شعوبنا إلا أنها في نفسي ماثلة تستمدُ مسؤوليتها من ديننا، وعروبتنا، ومصالح أمتنا العربية والإسلامية». ورحب الأمير نايف بقادة دول مجلس التعاون في السعودية العام المقبل، معرباً عن أمله بأن تحقق اللقاءات المقبلة اضافة الى الانجازات والقرارت المهمة التي تحققت في قمة أبو ظبي التي ستتم احالتها الى الجهات المختصة لتنفيذها. وأعرب الأمير نايف عن ارتياحه لما تشهده دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أمن واستقرار ورفاهية لشعوبها. وقال: «على رغم الظروف المحيطة بنا نعيش والحمد لله حالة من الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي بفضل وجود قيادة رشيدة في بلداننا وضعت سياسات حكيمة وعملت على تحقيقها».